قد تبدو جملة الممثل المصري الراحل عزت أبو عوف عندما قال: "أنا بخاف من العفاريت"، عفوية ورد طبيعي لأي سؤال عن شعور الإنسان تجاه قصص الجن والأرواح، إلا أن حكاية النجم الراحل الحقيقية والسبب الذي يدفعه لهذا الرد غريب للغاية، وليس نابع عن شعور الرهبة الموجودة لدى الجميع.
فقد سكنت عائلة الممثل المصري الراحل عزت أبو عوف وشقيقته الممثلة المصرية الراحلة مهى أبو عوف قصر يقال أنه مسكون من عام 1958 إلى عام 2009، وتعود قصة "شبح الخواجة شيكوريل" إلى أعوام أبعد من هذه بكثير!!

من هو الخواجة شيكوريل؟

في 10 شارع شيرلانكا في الزمالك، وعام 1887، سكنت عائلة شيكوريل، وهي عائلة يهودية من أصول إيطالية وتملك أكبر سلسلة محلات تجارية في القاهرة في وسط البلد، قصرا من ملكية مورنيو شيكوريل الذي توفي بعد فترة بسيطة وورثه أبنائه الثلاث سلامون، سلفادور، ويوسف.
أكبر الأبناء الثلاث هو سلامون شيكوريل، كان يسكن قي القصر وكان لديه عدد كبير من الخدم والسواقين، وقد تشاجر ذات يوم مع أحدهم وهو رجل يدعى انستي خريستو وطرده من المنزل، ما جعل السواق يحقد عليه ويقرر أن ينتقم منه.
بعد فترة بسيطة، قام سلامون بتوظيف سواق جديد يدعى إدوارد مواماكو، ليتبين مع الوقت أنه صديق خريستو المقرب، والذي دخل القصر حتى يساعده في الإنتقام، وبتاريخ 3 آذار 1927، تمكن إدوارد وخريستو وشخصين آخرين دخول القصر وقتل سلامون حيث طعنوه 11 مرة في صدره، وسرقوا كل ممتلكاته.
بعد ذلك تمكنت الشرطة من تحديد هوية المجرمين، وتم إلقاء القبض عليهم ومحاكمتهم بالإعدام، وبعد شهر واحد توفيت زوجة سلامون حزناً على قتل زوجها، وتوفي إبنهما الوحيد بعد أن سقط عن سور وهو يحاول قطف الفواكه، وتم بعدها إقفال القصر بالشمع الأحمر وأصبح القصر تحت ملكية الحكومة لمدة 30 سنة حتى عام 1957.

إنتقال ملكية القصر إلى عائلة أبو عوف

إنتقل القصر إلى ملكية مجلس الفنون، وكان الفنان والعازف شفيق أبو عوف يعمل في هذا المجلس، وكانت زوجته كلما مرت من جانب القصر تطلب منه شراءه فهو جميل وفي منطقة راقية، ويعيش فيها الكثير من الفنانين وعائلاتهم، حتى تمكنت من إقناعه وإشتراه بمبلغ 20 ألف جنيه مصري، وإنتقلت العائلة جميعها إليه، وبدأوا بملاحظة أمور غريبة، وكانت الوالدة أول الملاحظين حيث أصبحت تسمع أصوات وهماس أشخاص ببعض الغرف في المنزل وصوت خطوات أقدام، وإعتقدت أنها مجرد خيالات، بعد فترة من الزمن أخبرت زوجها فطلب منها أن تتناسى الأمر، وأن لا تخاف، وأن تقرأ القرآن في المنزل بشكل دائم.

عزت أبو عوف يتحدث عن القصر​​​​​​​

في إحدى لقاءاته عبر قناة الحياة، تحدث الممثل عزت أبو عوف عن القصر الذي كان يعيش فيه بشبابه وعن حكاية الأشباح الشهيرة المرتبطة به، وروى واقعة حدثت مع الممثلة المصرية يسرا التي كانت صديقة مهى أبو عوف وجارتهم في الوقت نفسه، حيث كانت تبيت عندهم ذات ليلة وعندما رأت أحد الأشباح قفزت من شرفة المنزل مهورلة إلى الخارج وهي بملابس البيت اي البيجامة.

كما إستذكر قصة عاشها خاله عندما كان جالس يستذكر دروسه، وكان والد عزت أبو عوف خارج البلاد في مهمة عمل، فشعر بأنفاس شخص يسمعها في مكان قريب إلى أذنيه، وقال عزت: "خالي كان بيذاكر في أوضة والدي، وعلى مكتبه، وحس بنفس جنب ودانه، ودي الأوضة اللي اتقتل فيها شيكوريل، بص جنبه شاف واحد لابس بنطلون أسود، وبلوفر كحلي، وشعره أبيض، ومتجه ناحية الحيطة، ودخل فيها"، وقد تغير لون شعر الخال إلى الأبيض رغم أنَّ عمره وقتها لم يتجاوز العشرون عامًا، نتيجة الرعب والخوف اللذان تملكاه في هذا الوقت.
إضافة إلى موقف آخر تعرض له الممثل فريد شوقي، وهو كان صديق عزت أبو عوف، حيث كان متواجد في القصر في غرفة الجلوس، وكانت كل من مهى وشقيقتها منى في غرفة النوم، وشاهدتا فريد يمشي في غرفتهما فجأة فتبعتاه وصدمتا فيه وهو يخترق السور فسارعتا إلى الغرفة خوفاً مما رأياه.

وبحسب أبو عوف، أصبح جميع أفراد العائلة والأصدقاء وحتى الجيران يرون الأشباح، حتى أنه هو رآه ذات مرة، حيث كان يعزف على البيانو برفقة شقيقه، وأكمل: "فجأة إحنا الاتنين شيلنا ايدينا من على البيانو مرة واحدة وفي نفس الوقت، وبصينا ورانا، وكان ورانا الباب، لقينا نفس الشخص اللي حكى عنه خالي، واحد لابس بنطلون أسود وبلوفر كحلي وشعره أبيض"، حينها خرجت منى أبو عوف مسرعة لكنها اخترقت هذا الشبح وهي تحاول تجاوزه للمرور إلى خارج الغرفة.

وعن سبب عدم تركهم للقصر، أكد أبو عوف أنهم في بداية الأمر كانوا يخافون ويهلعون، ولكن مع الوقت إعتادوا وجوده، كما أن الأب لم يكن مقتنع بالحكاية كلها، وظل غير مقتنع حتى رآه وتعامل مع الأمر ببساطة قائلًا لأبناءه وقتها "مضايقكم وجوده في إيه، متكبروش الموضوع"، خاصة أنَّه لم يؤذ أحداً من الأسرة، فعدد أفراد الأسرة كان كبيراً والفيلا مساحتها 200 متر ولم يكن سهلًا الانتقال إلى مكان آخر.