كرّمت الحركة الثقافية أنطلياس في مسرح الأخوين الرحباني، الممثل والكاتب والمخرج المسرحي رفعت طربيه، مساء يوم الجمعة الماضي.


وقد شارك في تكريمه كل من الشاعر طلال حيدر، والفنان مارسيل خليفة، والفنان التشكيلي شوقي شمعون والمحاور ميشال معيكي بإدارة الدكتور عصام خليفة، وبحضور عدد من الشخصيات الرسمية والفنية والمسرحية والإجتماعية والإعلامية.
رفعت طربيه هو أحد أهم صناع المسرح في لبنان، ويعتبر من الرعيل الثاني لجيل الممثلين اللبنانيين، وقد شارك رفعت طربيه ممثلاً في مسرحيات عدة نذكر منها : "صخرة طانيوس" مع جيرار أفيدسيان .. "جبران" مع برج فازليان .. كما شارك في كافة أعمال عبد الحليم كركلا الأخيرة ..
أما في السينما، فمثل طربيه في العديد الأفلام، نذكر منها، "ع مفرق طريق .. ولا غلطة، قضية رقم 23، جبران، حروب صغيرة" كما وقع الكثير من الأعمال الثقافية لصالح تلفزيون لبنان والشبكة الثالثة في التلفزيون الفرنسي ..
وشارك في عدد كبير من المهرجانات المسرحية العربية نذكر منها، مهرجاني المسرح الأول والثاني في بغداد وفي مهرجان قرطاج بتونس، وليوبيلس في المغرب، وفي المسرح التجريبي في القاهرة.
والجدير بالذكر أن رفعت طربيه سيعود إلى خشبة المسرح بمسرحية من أعمال الكاتب ريمون جبارة بعنوان "قندلفت يصعد إلى السماء" .. المقتبسة من "احتفال لزنجي مقتول" لأرابال، على "مسرح مونو" .. حيث سيقدم المسرحية مع 4 طلاب من معهد الفنون إبتداء من 30 آذار وحتى 7 نيسان 2024 .
أدار حفل التكريم الدكتور عصام خليفة ووزع محاور الكلام الصحافي والكاتب ميشال معيكي في جو من الودّ والدفء العائلي بالإضافة إلى عمق ثقافي للمداخلات ..
وأثرت الحفل مشاركة الشاعر طلال حيدر رغم وعكة صحية تعرض لها، حيث ألقى كلمته المكتوبة الكاتب ميشال معيكي
وكان لحضور الفنان مارسيل خليفة قيمة مضافة، حيث ألقى كلمة جميلة قال فيها : "سألت رفعت عن المسرح فلم يقل إنه رضعه مع الحليب وإنما قال إن نفسه مليئة بالحالات الجميلة .. وبإحساس حاد إلى حد البرق وبتوتر روحي لا يعرف أين يلقي به قبل المسرح، مسرحي كل مظاهر حياته تتوقف عند عتبة المسرح .. فلا يبقى منه للمسرح إلا العري .
مسرحيٌ طالع من النعاس بحيوية الحلم السارح من النوم .. لقد وجد رفعت طربيه في المسرح خلاصه وأقام حواراً بينه وبين الوجدان العام .. هل من مكان اليوم لرفعت طربيه؟ وماذا يهمنا من المسرح؟ هل من مكان له ليقول الأنا؟ أقول نعم كل المكان لأناك يا صديقي .. وفي هذا الزمان الإجرامي تكبر بعمرك .. بتمثيلك .. وتدخلنا في جحيم خطاياك الفاتنة .. مكابراً مغوياً كالعاشقين" ..
في الختام أدى الممثل المسرحي رفعت طربيه مقطعاً مسرحياً لشكسبير فأبدع في تجسيد الدور، شاكراً الحضور والمشرفين على التكريم ..
حاز الممثل المسرحي رفعت طربيه على الكثير من شهادات التقدير والجوائز والتكريمات والأوسمة والنياشين خلال مشواره ولا زال ..
كما حصل على "موركس تكريمي لممثل مسرحي لبناني عن مجمل مسيرته" ..
الشاعر الراحل أنسي الحاج كتب عن تكريم رفعت طربيه .. "إنه يعيد كتابة القصيدة من جديد حين يسمعها بصوته حتى يكاد ينسى أنه هو من كتبها" ..
"حقاً يا صديقي طربيه أن المسرح مفتاح الفنون ومقياس حضارة الأمم، هذا الاحتفال وتكريمك أثبت أنك أنت المقياس وأنت الحضارة والحضارة أنثى والثقافة أنثى واللغة أنثى والقصيدة أنثى والشجرة أنثى والثورة أنثى" ..
وكتبت الدكتورة نضال الأميوني دكاش على عبر حسابها : "عملاق المسرح اللبناني، في تعابيره يتغلغل صدق الكلمة، فيحضر الزمان والمكان كشاهدين على الحدث والرواية فتزداد الأسئلة وعلامات التعجب حتى تصل إلى أجوبة في نهاية القصة .. استطاع من خلال مخارج الأحرف التي يجيدها أن يشد المشاهد إلى الحالات الإنسانية والسياسية المبطنة في حركة عضلات وجهه وجسمه .. كل ذلك أتى من خلال حياته اليومية التي يعيشها دون تكلف أو مزايدة" ..