تداول عبر مواقع التواصل الإجتماعي مقطع فيديو يوثق مشهداً مذهلاً لدولفين ضخم يهاجم سمكة قرش بيضاء كبيرة ويبتلع أجزاء منها قبل أن يفر مسرعاً في أقل من دقيقتين قبالة سواحل جنوب أفريقيا، وهي الظاهرة التي أذهلت العلماء ومتابعي الفيديو على حد سواء.


.ووفقا لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية نقلا عن العلماء، فإن الحدث الذي وقع قبالة ساحل خليج موسيل في جنوب أفريقيا يقدم رؤى جديدة حول السلوك المفترس لحيتان الأوركا وهو نوع من الدلافين.
في حين تم توثيق حيتان الأوركا سابقًا وهي تصطاد أسماك القرش والدلافين وحتى الحيتان منفردة، فإن الحدث الأخير الذي تم الإبلاغ عنه يمثل أول مثال معروف لحيتان أوركا التي تصطاد أكبر الأسماك المفترسة في العالم.
وقالت الدكتورة أليسون تاونر من جامعة رودس، التي قادت البحث في هذا الاكتشاف: "عادة ما تتعاون الحيتان القاتلة عند الصيد، على الرغم من أنها تستطيع الصيد منفردة". وتابعت: "الجانب غير المعتاد هو رؤية الحوت القاتل الميمنة وهو يصطاد سمكة قرش بيضاء بمفرده وبسرعة ملحوظة".
على الرغم من أن سلوك الحيتان القاتلة في صيد أسماك القرش والثدييات البحرية قد تم توثيقه سابقًا، إلا أن الحدث الأخير يمثل الأول من نوعه الذي يظهر الحيتان القاتلة وهي تنفذ عملية صيد منفردة لأكبر الأسماك المفترسة في العالم.
وجاء في التقرير أن الحوت "أمسك بالزعنفة الصدرية اليسرى لسمكة القرش ودفعها للأمام عدة مرات قبل أن ينزع أحشائها في النهاية".
وبعد دقائق شوهد الدولفين وفي فمه "قطعة كبد ملطخة بالدماء". كما تم توثيق الهجوم من قبل باحثين وسائحين على متن سفينة أخرى تعمل في أنشطة الغوص في قفص أسماك القرش.
لاحظ الباحثون أن جميع الأحداث الأخرى المسجلة في المنطقة والتي تتضمن صيد الحيتان القاتلة لأسماك القرش شملت ما بين اثنين إلى ستة حيتان أوركا، واستمرت عادةً حوالي ساعتين.
ومع ذلك، في حين أن الميمنة -نوع الدلفين- تمكنت من قتل سمكة القرش الأبيض الكبيرة والصغيرة نسبيًا، والتي يقدر طولها بحوالي 2.5 متر ووزنها حوالي 100 كيلوغرام، بمفردها، يشير الفريق إلى أن التعامل مع فريسة أكبر قد يتطلب التعاون مع الآخرين.
وكشفت الأبحاث السابقة التي أجراها الفريق كيف أن Port وStarboard التي سُميت على اسم زعانفهما الظهرية المنحنية في اتجاهات متعاكسة كانا يصطادان معًا قبالة سواحل جنوب إفريقيا في السنوات الأخيرة.
وأثارت أنشطتهم مخاوف بشأن احتمال نزوح أنواع مختلفة من أسماك القرش، بما في ذلك أسماك القرش البيضاء الكبيرة، من المناطق الساحلية.
وقال الدكتور بريمو ميكاريلي، المؤلف المشارك للدراسة الجديدة من مركز دراسات القرش وجامعة سيينا، والذي شهد هجوم ستاربورد، إن رؤية الحوت القاتل وهو يحمل كبد سمكة قرش بيضاء كبيرة عبر السفينة التي كان عليها كان أمراً لا يُنسى، لكنه أضاف: "على الرغم من خوفي من هذه الحيوانات المفترسة، إلا أنني أشعر بقلق متزايد بشأن توازن البيئة البحرية الساحلية".