سينتيا كرم إنسانة شفافة، جميلة شكلاً ومضموناً، ومتعددة المواهب، بين تمثيل وغناء ورقص، وخير دليل على ذلك أعمالها الفنية الأخيرة "Home for Christmas"، "غمض عين فتح عين" و"شيكاغو بالعربي"، مع العلم أن هذه الأعمال الثلاثة عرضت خلال شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، وكانت بمثابة تحدٍ كبير لها، لكنها نجحت، وأبدعت في كل منها.
موقع الفن إلتقى سينتيا كرم، وكان لنا معها هذا الحوار.

أعمالك الفنية كانت عديدة مؤخراً، هلتطلعينا أكثر على أدوارك فيها؟

أدواري مختلفة في كل الأعمال التي قدمتها، وما من دور يشبه الآخر، وفي شهر كانون الأول، كانت العروض الثلاثة "Home for Christmas" و"غمض عين فتح عين" و"شيكاغو بالعربي" متزامنة، دور راقص إستعراضي في روكسي هارت في "شيكاغو بالعربي"، دور الأم التي تخاطب أولادها في "Home for Christmas"، ودور عيود المرأة المسنة "غمض عين فتح عين". كلها كانت تجارب أكثر من رائعة، ولم أتوقع أن أتجاوز شهر كانون الأول، وخشيت أن "أموت". شعرت أن كل شخص بحاجة إلى مشاهدة الأعمال الثلاثة، لإختلافها وجمالها، وهي تأخذ المشاهد إلى عالم مختلف. المسار كان رائعاً، أما التحضيرات فكانت قاسية من الناحية الجسدية، لكنها منحتني القوة، خصوصاً دور "عيود"، لأنه دور إمرأة مسنة تمشي منحنية الظهر.

هل الشهرة هي التي تعطيكِ القوة لأداء هذا الكم من الأدوار الفنية؟

أبداً، أنا خجولة، ولا أسعى إلى كلمات الإطراء، بل أتحدى نفسي لأقدم الأفضل. السبب هو الشغف، الذي يعطيني الشعور أنني أملك الكون، وأتحدى نفسي، ويدفعني إلى ممارسة الرياضة والرقص يومياً، وهذا الأمر يفرحني كثيراً كإمرأة، أن أكون نشيطة، وأتمتع بصحة جيدة.

ما مدى صعوبة أن تجسدي أدواراً من فئات عمرية مختلفة؟

هذا تحدٍ كبير لي ولقدراتي، لأقنع الجمهور بأنني مسنة في دور عيود، وبأنني روكسي هارت في شيكاغو، وأن أقنع نفسي بأنني قادرة على التمثيل والرقص والغناء، هذا أمر سحري لا أستطيع تفسيره.

تتميزين بالتعبير الواضح من خلال ملامح وجهك، كم يتطلب منك هذا الأمر من مجهود؟

ما أعبّر عنه يصل إلى المشاهد تلقائياً، وأنا سعيدة لأن هذه التعابير تصل إلى الجمهور، ويجب أن أركز جيداً، وأتذكر كل ليلة أنني أؤدي دوراً مسرحياً، ويجب أن يتلقى إحساسي المشاهد الذي يجلس في الصفوف الأخيرة، مثلما يتلقاه المشاهد الذي يجلس في الصفوف الأولى، وأنا مرغمة على التعبير بهذا الزخم، لأنه وبكل بساطة هذا عملي. وعندما ينتقدني البعض على وجهي المتعب، أجيبهم بأن تعبي هو الذي يسندني لأؤدي أدواري.

إلى أي حد يتطلب التمثيل طاقة؟

يتطلب مني طاقة وصحة، وليس سهلاً أبداً، لكنه شغفي. الخطأ ممنوع، والمرض غير مسموح، فقد أمضيت عيد الميلاد هذه السنة بعيدة عن عائلتي، لأن أحدهم كان مريضاً، ولم أرد أن أخاطر وألتقط العدوى. لا يمكنني ممارسة رياضة خطيرة، خوفاً من الإصابة بكسور، ولا أستطيع تناول كل ما يحلو لي من طعام، لذا عليّ التقيد بنظام غذائي، والعمل على صيانة جسمي وصحتي، لأتمكن من الإستمرار، ويجب أن أعطي 300% لكل عمل. لا أستطيع أن أصل إلى المسرح لأجسد دور عيود وأنا متعبة، بل يجب أن أكون بكامل نشاطي. الممثل بحاجة إلى علاج فيزيائي، ومراقبة طبية وإعادة تأهيل لجسمه. أحياناً نعاني من نقص بالفيتامينات والنوم، وأراجع يومياً أدواري، وأستيقظ في الليل أحاسب نفسي على نوعية أدائي، أنا في حالة دائمة من المراجعة الذاتية.


أي دور جسدتهِ شكل إضافة مميزة لك؟

كل دور هو إضافة بالنسبة لي، لكن الأهم، هو دوري مسلسل "بكير"، الذي أطلع الناس على قدراتي وقوتي، في أداء دور إمرأة تتكلم بلهجة أهل البقاع، وهذا ما لم يكن يعرفه عني الناس، فحين أجسد شخصية ما، عليّ أن أجسدها بإتقان وحرفية، وهذا الدور قدم لي الكثير. أما "شيكاغو بالعربي" و"غمض عين فتح عين"، فقد أظهرتا مروحة قدراتي ومواهبي، من ممثلة ومغنية وراقصة، قادرة على تجسيد شخصية بحرفية وإتقان، وفي دور آخر أستطيع أن أبدل صوتي وشخصيتي.

لماذا نكتشف الآن مواهب سينتيا كرم؟

من جهة ليس الوقت متأخراً، ومن جهة ثانية لم تقدم لي الفرصة المناسبة، وعندما وصلت إلتقطتها، وعملت عليها. على سبيل المثال، دوري في مسلسل "بكير"، هو دور إمرأة عادية، لكنني إستغليت الفرصة لأجسد الدور بأفضل أداء. لم أتوقف يوماً عن العمل ومراقبة ذاتي، كي أصل إلى ما وصلت إليه اليوم.

هل حققتِ الهدف الذي​​​​​​​ سعيتِ إلى تحقيقه​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​؟​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​

وصلت إلى مستوى أردت أن أحققه، ومن الآن وصاعد​​​​​​​اً، يجب أن أحافظ على هذا المستوى من النجاح، ولا يجب التراجع ​​​​​​​عنه، من أجل نفسي أولاً، ويجب الإبتعاد عن الخيارات الخاطئة. سأحاول في الأعمال القادمة مفاجأة نفسي، وقد تكون أدواراً جديدة، ويجب أن أقنع نفسي بما أقوم به، ولا يرضيني الإطراء إذا لم أكن مقتنعة فعلاً.

هل تتأثرين بالتعليقات السلبية؟

أحاول يومياً أن أكون أفضل، ولن أبدل وجهي كي أرضي الناس الذين ينتقدون شكلي، هكذا إنتقادات لا تخترقني، أما من يصفعني فهو الذي يهينني، وأحاول أن أفهم السبب الذي دفع شخصاً ما إلى إهانتي، لأنني قوية بقلبي، وقوتي هي حبي، والحمد لله أنني أملك هذه الصفة بالفطرة.

كيف​​​​​​​ كانت ردة فعلكِ، حين نشرت New York Times خبر مسرحية "شيكاغو بالعربي"؟

المسرحية كانت عملاً متقناً ومحترفاً، وأعتبرها Master Job، ما أنجزه روي الخوري رائع، وأنا أشكره، وحين رأيت صورتي مع الخبر في New York Times، شعرت بفخر لم أستطع إستيعابه، كان شعوراً رائعاً ليس لي وحسب، بل للجميع، وللبنان، وأفتخر بأنني شاركت بعمل بهذا المستوى.