تعرض مسرحية "I Feel Good"، على مسرح المدينة لغاية 10 آذار المقبل.
عمل مميز يستعرض من خلاله المخرج سليم الترك أحداثاً حقيقية، حصلت معه خلال مسيرته المهنية، ويرويها بأسلوبه الشيق، مطلقاً صرخة، وموجهاً رسائل في إتجاهات عديدة، تشمل السلام الذي يمكن أن ينعم به البشر، إذا قارنوا أنفسهم بالفيل، الذي يشكل جزءاً من إسم المسرحية.
العمل من كتابة وتمثيل وإخراج سليم الترك، وهو الذي أبدع لسنوات طويلة في إخراج كليبات النجوم، نذكر منهم لطيفة التونسية، إليسا، هيفا وهبي وفارس كرم.
موقع الفن إلتقى سليم الترك، وكان لنا معه هذا الحوار.

لماذا إنتقلت إلى المسرح، بعد خبرتك الطويلة في إخراج كليبات النجوم؟

هو عمل فني مختلف، وتفاعل، وفشة خلق. العمل السينمائي والعمل التلفزيوني يُحفظان بشكل تقني، ويبقيان كما هما، بينما المسرح له روح مخيفة، وكل ليلة يكون العرض مختلفاً. هي خبرة مميزة، والتفاعل يتجلى حين يكون المشاهد جزءاً من العمل. عملي هذا هو رد على الذكاء الإصطناعي، وعلى التسويق لفكرة أنه سيحل مكان الإنسان. الذكاء الإصطناعي هو آلة، والإنسان​​​​​​​ أقوى منه، والشطارة هي في أن تتمكني من إدارته. في الثورة الصناعية، ساعد الروبوب في نهضتها، ويجب التنبه إلى كيفية إستخدامه، كي لا ينعكس الأذى على صاحبه. الذكاء الإصطناعي سجل نجاحاً لافتاً في مجال الطب، والعمليات الجراحية، وفي تشخيص الأمراض، ولكن الذكاء الإصطناعي لا يستطيع أن يصل إلى المسرح.

هل يمكن أن يحل الذكاء الإصطناعي في الفن مكان الطاقات البشرية؟

بالطبع لا، بالعكس سيساهم في إختصار الوقت لإنجاز الأعمال الفنية، لكنه ليس قادراً على خلق الأفكار من العدم، بل هو قادر على تطوير الأفكار فقط، والخيار ما زال للبشر.

من الواضح أن المسرحية توجه صرخة ورسائل في إتجاهات عديدة.

كل الناس في لبنان وخارجه، واجهوا أزمات وأوجاعاً، لذلك قاربت موضوع الفيل، لأن الفيلة تعيش بسلام مخيف، والفيل حيوان مسالم وعميق، ويعرف موعد موته، ويبقى في حشا أمه سنتين، ويتميز بذاكرة قوية، وبالمقابل أذكى مخلوقات الأرض هو الإنسان، وهو يعاني من كوارث طبيعية وإنفجارات وإغتيالات. علينا أن نهدأ، ونحاور الآخر، ونبحث عن إمكانية العيش بسلام، بغض النظر عن الحروب، يجب أن نجد السلام في حياتنا اليومية. المطلوب هو الهدوء، لأن الحياة يمكن أن تكون أكثر بساطة.

هل ما زالت الكليبات الغنائية بنفس الأهمية مثل السابق؟

بالطبع لا، في الماضي كان المتابعون يحبون إلتقاط الصور مع المشاهير، أما حالياً فينشرون صورهم معهم ليحصلوا على أكبر كمية من علامات الإعجاب. أصبح كل شخص يريد الشهرة، ويتباهى بعدد المتابعين.

ما رأيك بمستوى الأعمال الفنية؟

هناك تدهور ليس فقط على المستوى الفني، بل وصلنا إلى تدهور بشري، وتراجع على جميع المستويات. الفن هو مرآة للمجتمع، وعندما يتدهور المجتمع تتدهور الأعمال الفنية.

هل ساهم الفن بتسطيح عقول الناس؟

نعم، ولكن ليس بشكل كامل، لأن البعض مصرون على الحفاظ على نوعية أعمالهم، بغض​​ النظر عن الشهرة وإستقطاب المتابعين.