ممثل وكاتب وإعلامي لبناني، طبع بصمته الفريدة في كل المجالات التي عمل فيها، فهو محترف بعمله إلى أبعد الحدود.
إنه طارق سويد، الذي أيضاً يشعر بمعاناة الآخرين وآلامهم، ويقف إلى جانبهم، فالحس الإنساني لديه عالٍ جداً.
وبعد غياب، ها هو يتحضر للعودة إلى المشاهدين، الذين إشتاقوا إليه كثيراً، لأنهم يقدرون مواهبه الكبيرة، ويحبون المسلسلات التي يكتبها، وكذلك المسلسلات التي يمثل فيها، عدا طبعاً البرامج ذات الأفكار الجديدة التي يقدمها.

أخبرنا عن مسرحيتك الجديدة التي تحضر لها، ومن هم الممثلون الذين قمت بإختيارهم لمشاركتك فيها؟

المسرحية من نوع الكوميديا السوداء، تتناول قصة واقعية، وهي علاقة روتينية بين زوجين، بدأ الروتين بقتل علاقتهما، ويبحثان عن حل لإعادة العلاقة بينهما. أحببت المسرحية كثيراً، وأنا متحمس لها جداً، فمنذ مشروع تخرجي من الجامعة، لم أكتب نصاً مسرحياً، لأني كنت مشغولاً بالتلفزيون والبرامج بالكتابة، ولا أعلم إن كان بإمكاني أن أعرض المسرحية هذا الموسم. بالنسبة للممثلين، بصراحة في بداية الأمر كنت أكتب المسرحية لي، ولا أعلم إن كنت أنا فقط من سيتولى الكتابة والإخراج، أو أني سأتولى كل الأمور حتى التمثيل، خصوصاً أنني إشتقت إلى الكوميديا، منذ عملي في مسرحيات الكاتب الراحل مروان نجار، ومسلسل "من أحلى بيوت راس بيروت". من الممكن أن أغير رأيي، فهناك ممثلة شابة تقوم بتجارب الأداء، أتمنى أن تنجح وتشاركني في المسرحية.

هل تكتب حالياً مسلسلاً جديداً؟

بدأت في كتابة مسلسل جديد، وأنا آخذ وقتي في خلق الأفكار، أحضر شيئاً جديداً، وبخط جديد ما زال المشاهدون لا يعرفوني به.

كيف تتفاعل مع الأزمات السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي يمر بها لبنان، وهل تدخلها في كتاباتك؟

خرجت من فترة صعبة للغاية، ولا أستطيع حالياً أن أتحمل أي أمر يتعبني، أعلم أنني لا أستطيع أن أبتعد عن الإضاءة على الأمور الإنسانية، ولكني أبحث عن أمور تفرح الناس، لأن الظروف التي يمر فيها البلد، أعيشها بغضب وحزن مثل أي مواطن.

نجحت كثيراً في تقديم البرامج التلفزيونية، متى سنراك في برنامج جديد؟

الكثير من الناس يعرفوني من تقديم البرامج، والبرامج التي أعددتها ونجحت هي التي كبّرت إسمي، وبعدها كان برنامج "الصدمة"، الذي نجح عربياً على مدى أربعة مواسم. دائماً ما تأتيني عروض برامج، وعندما أجد برنامجاً يشبهني سأقبل به، وهناك مفاوضات بخصوص تقديم برنامج جديد.


مَن مِن الكتّاب تعجبك كتاباتهم؟

كثيرون هم الذين أحبهم وأحب عملهم، منهم رافي وهبي ورامي كوسا من سوريا، كارين رزق الله أحب كثيراً طريقة كتابتها، وكذلك ندين جابر، فما قامت به في مسلسل "للموت" هو خير دليل على موهبتها، والمسلسل يعرض حالياً بالنسخة التركية، وكذلك منى طايع التي إشتقنا كثيراً إلى قلمها.

أين الجهات المختصة من الممثلين والفنانين اللبنانيين الذين يمرضون ولا يلقون إهتماماً؟

لا أذكر أن هناك جهات مختصة لدعم الفنان، مع أن هناك فنانين رفعوا إسم لبنان، وأعطوه الكثير، منهم صباح. لا وفاء في هذا المجال، خصوصاً أنه عندما تبتعد تُنسى.

ما هي أفضل المسلسلات التي كتبتها ومثلت فيها؟

أفضل المسلسلات التي كتبتها وتعني لي كثيراً، هي قديمة، ولكني منذ ذلك الوقت، تطورت كثيراً في الكتابة. مسلسل "أماليا" كل الناس يحبونه، وهو من بطولة نادين الراسي وإخراج سمير حبشي، مسلسل "وجع الروح " أحبه كثيراً، وكذلك الناس يحبونه، ومسلسل "بالقلب" أحبه كثيراً. أما بالنسبة لأفضل أدوار مثلتها، فهي في مسلسل "الطاغية"، فلغاية اليوم يتذكرني الناس بدور إبن الممثل ميشال تابت، الذي دعمني، وقال إنه يحب عملي، والفرص التي أعطاني إياها الكاتب الراحل مروان نجار كانت كثيرة، وآخر دور مثلته كان في مسلسل "الحب الحقيقي"، وأحبني الناس فيه، ولكن الدور كان قاسياً عليّ، ولا يشبهني.

ما رأيك بالمسلسلات التركية المعربة؟

هي ناجحة جداً، والدليل أن الكثير من الممثلين اللبنانيين أصبحت شهرتهم عربية بفضل هذه المسلسلات، ونسب المشاهدة التي تحققها كبيرة. كانت لي تجربة في مسلسل "عروس بيروت 2"، ومن ثم أنتج جزء ثالث لكن ليس من كتابتي، وأنا مع خلق توازن بينها وبين الدراما اللبنانية، ومع وجود نصوص لكتاب لبنانيين وعرب من مختلف الجنسيات، ووجود الممثلين اللبنانيين مع بعضهم البعض.


لو عاد بك الزمن، هل تتكتم على المشاكل النفسية التي عانيت منها، وهل أثرت على عملك؟

كنت سأفصح عنها بنسبة أقل، وعندما أفصحت للمرة الأولى عن الموضوع، غضبت من نفسي، ولكن عندما عدت إلى المنزل، ووجدت آلاف الرسائل، من أهالي كانوا يبكون بسبب حالات أطفالهم التي لا يصدقونها، وشكروني لأني تكلمت بألسنتهم، وهذا التابو الذي كنا نختبئ خلفه يجب أن نكسره، وسأكون في الواجهة، فأنا الآن أساعد الذين راسلوني، من خلال إعطائهم أسماء معالجين نفسيين وأطباء، وأوجههم. صحتي النفسية هي التي أثرت عليّ، فقد غبت منذ عام 2019، وكانت فترة صعبة بالنسبة لي، كنت أتساءل دائماً: "كيف سأعود؟"، وكنت أشعر أن العودة صعبة. عندما تحسنت حالتي النفسية، ووجدت أن الناس يحبونني، لم أجد العودة صعبة.