هي إبنة عائلة عريقة، والدتها هي الفنانة فاديا طنب الحاج، وجدها هو الفيلسوف كمال الحاج، ووالدها يوسف كمال الحاج دكتور في الفيزياء.
يمان الحاج شابة موهوبة وذكية، تخلت عن دراسة الطب، بعد أن أدركت أن الموسيقى قدرها.
أطلقت مؤخراً أغنية The Immigrant’s Song، بمشاركة والدتها فاديا طنب الحاج بالغناء، وقدمت يمان الأغنية إلى الشباب الذين اضطروا إلى مغادرة البلد قسراً، ليعيشوا حياة أفضل.
يمان الحاج التي شاركت بمناسبة عيد الميلاد في إكسبو سيتي في دبي، وكانت من المغنيين الأساسيين، والتي تحضر أغنية جديدة، تحل ضيفة على موقع "الفن"، وكان لنا معها هذا الحوار، الذي تحدثنا معها خلاله عن أغنيتها The ،Immigrant’s Song وعن مشاركة والدتها الغناء معها، وعن حلمها وأعمالها الجديدة.

إسمك جميل، ما معنى إسم يمان؟

هو إسم عربي مشتق من اليمن، أي البركة.

إلى أي درجة أثرت فيك الهجرة، لتطلقي أغنية The Immigrant’s Song؟

الهجرة تؤثر فينا جميعاً، وهي ليست بحد ذاتها مشكلة، لاسيما إذا كان الهدف منها الطموح إلى مستقبل أفضل، وإكتشاف آفاق جديدة، لكن عندما تكون الهجرة إلزامية، فهي تؤذينا، وتؤدي إلى تشتت العائلات. وعندما يعود المهاجر إلى لبنان، يفتقد وجود الكثيرين من أصدقائه وأقاربه. خلال طفولتي شهدت على رحيل أشخاص، وكنت أعتقد أنه أمر طبيعي، ويحصل في كل البلدان، لكني حين هاجرت، أدركت أن الهجرة مؤلمة، لأنها تبعدنا عن العائلة، وعلينا البدء من جديد، مع إحتمال أن لا نكون جاهزين لهذه الخطوة، لكنها إلزامية لبناء المستقبل.

كيف ولدت فكرة مشاركة والدتكِ الفنانة فاديا طنب الحاج في أغنيتكِ The Immigrant’s Song؟

كتبت الأغنية لأغنيها لوحدي، وأنا أبحث دائماً عن عناصر نجاح المعادلة في أي عمل، وعندما سمعها عدد من الأصدقاء، قالوا لي إن العنصر الشرقي مفقود، لاسيما أن الأغنية تروي قصتنا. الأغنية تتناول قصة أم وإبنتها، والهجرة المتوارثة عبر الأجيال، وفيها مقطع باللهجة اللبنانية، وكان الحل المثالي، أن أطلب من أمي أن تغني معي، لأنها أفضل عنصر للأغنية، وليس لأنها أمي وصوتها رائع، وأنا معتادة على سماع صوتها وهي تغني لي قبل النوم، لتعطيني الطمأنينة والحنان، ومشاركتها في العمل، رفعت من مستوى الأغنية إلى عدة درجات.

كونكِ من عائلة فنية كبيرة، كيف كانت ردة فعل عائلتكِ على دخولكِ المجال الفني؟

أنا من عائلة فنية منقسمة إلى جزأين، عائلة أمي فنية، وعائلة والدي علمية، فوالدي أستاذ فيزياء، ويصر على حصول أولاده على علامات جيدة في المدرسة. بعد إنهاء دراستي الثانوية، إخترت التخصص في الطب، لأن المجتمع يخيفنا من الفشل، وقررت دراسة الطب لأنه خيار مضمون. بعد أربع سنوات، أدركت أنني لا أستطيع متابعة دراستي في الطب، لأن الموسيقى هي قدري، والمفاجئ أن أفراد عائلتي عارضوا الفكرة، خصوصاً أنني درست الطب لمدة أربع سنوات، وكان يتبقى لي ثلاث سنوات لأحصل على شهادتي. فكان عليّ إقناعهم بقراري، ولم يكن الأمر سهلاً.

علمت أن حلمكِ هو تأسيس مدرسة موسيقية، ما هي الإضافة التي ستقدمينها مقارنة مع المعهد الوطني العالي للموسيقى؟

ما أحلم به ليس فقط تعليم الغناء والعزف على الآلات الموسيقية، بل تعليم إنتاج الموسيقى، لأن الموسيقى أصبحت مقسمة، وتتضمن فروعاً عديدة. المعهد الوطني العالي للموسيقى يعلم الموسيقى والغناء الشرقي أو الكلاسيكي، وفي عصرنا هناك العديد من الشبان والشابات، الذين يرغبون في التدرب على تقنية ليست موجودة في الكونسرفتوار، وإنتاج الموسيقى ليس له معهد يستوفي المواصفات في لبنان، بالرغم من وجود معاهد لإنتاج الموسيقى، وأساتذة يعلمون الإنتاج الموسيقي، لكن كلفة الحصة الدراسية باهظة، كذلك المعدات المطلوبة. أرغب بتقديم منحة للموهوبين، الذين لا يتحملون نفقات تعليمهم، والإستعانة بمتخصصين من الخارج، وإقامة ورش عمل، وإذا تطلب الأمر، إرسال الموهوبين إلى الخارج وتمويل أعمالهم. هو مشروع كبير جداً، وقد لا يكون فردياً، بل بالتعاون والتنسيق مع وزارة الثقافة، لكن مع الأسف، لبنان ليس جاهزاً للإستثمار في الفنون، بعد أن كان منذ 30 عاماً، مركزاً للفنون في الشرق الأوسط.