الأميرة نعمة الله توفيق هي إبنة الخديوي توفيق بن إسماعيل بن محمد علي باشا وشقيقة عباس حلمي باشا الثاني. عاشت حياة زهد وتقشف في قصرها والسبب إهتماماتها الصوفية وحياة التأمل. تزوجت إبن عمها الأمير محمد جميل طوسون ورزقا بولد وحيد الأمير عادل طوسون لكن زواجهما لم يدم وتطلقا.

نشأتها

ولدت الأميرة نعمة الله توفيق عام 1881 وهي ابنة الخديوي توفيق بن إسماعيل بن محمد علي باشا، وشقيقة عباس حلمي باشا الثاني الذي حكم البلاد من عام 1892 إلى 1914 وخلفه السلطان حسين كامل والد زوجها كمال الدين.


حياتها

عاشت الأميرة نعمة الله توفيق حياة زهد وتقشف أثناء إقامتها بالقصر، والسبب اهتماماتها الصوفية وحياة التأمل والزهد، قبل أن تقرر الإنتقال لمبنى صغير مجاور للقصر، وأهدت قصرها إلى وزارة الخارجية المصرية في عام 1930، ليكون مقراً رسمياً جديداً لها.


قصر الأميرة

قصر الأميرة نعمة الله توفيق يقع بالقرب من ميدان التحرير في وسط القاهرة، ويعتبر شاهد على دور الدبلوماسية المصرية، حيث انتقل مقر وزارة الخارجية إلى هذا القصر، بعد أن كان مقرها الأول قصر البستان في باب اللوق.


تاريخ القصر

يضم الطابق الأول من القصر صالون فيه صور للأسرة العلوية، وصور رؤساء الجمهورية ووزراء الخارجية قبل الثورة وبعدها، وقاعة فيها صور شهداء وزارة الخارجية، وجوازات سفر الوزراء وأعضاء الوزارة، بالإضافة الى صالونات إستقبال أحدهم يستوعب 48 فرداً. أما الطابق الأرضي فهو يضم مكتب الوزير وقاعة الاجتماعات الكبرى وأخرى للمؤتمرات الصحفية تضم نظام ترجمة فورية وكذلك يوجد عدة صالونات لاستقبال الزوار وحجرة طعام كبرى تتسع لـ 24 فرداً أما المدخل الخلفي فيحتوي على بعض الصور للمراحل المختلفة لبناء القصر. قام بتصميم هذا القصر الإيطالي انطونيو ليشياك، أحد أبرز المهندسين المعماريين الذين عملوا في مصر، واعتمدت عليه العائلة المالكة في تشييد قصورها، وأصبح في عام 1907 رئيس مهندسي القصور الملكية.
مزج المهندس الإيطالي في هذا المبنى بين الجمال والرقة والدقة والعناية بالتفاصيل في جميع أجزائه، واهتم بتوزيع الظل والنور، وتم تشييد القصر في الأساس لإقامةالأميرة نعمة الله توفيق.


حياتها الخاصة

تزوجت الأميرة نعمة الله توفيق في القصر من إبن عمها الدبلوماسي الأمير محمد جميل طوسون وأنجبت منه ولدها الوحيد الأمير عادل طوسون لكن زواجهما لم يدم وتطلقا في شهر فبراير/ شباط عام 1903 وبقيت مقيمة في قصرها وأعاد جميل طوسون إليها مساحة 1300 فدان. كما تنازل لها عن بعض أملاكه لكن الأسرة لم ترغب أن تظل الأميرة نعمة الله مطلقة فتزوجت من الأمير كمال الدين حسين إبن عمها السلطان حسين كامل. وبما أن تقاليد الأسرة تقضي أن يكون زواج الأميرات مقتصرا على أمراء من داخل العائلة المالكة أطلق على القصر إسم قصر الأمير كمال الدين حسين.

زواج إبنها

عام 1924 كان قصر الأمير كمال الدين حسين والأميرة نعمة الله توفيق مسرحاً لعرس كبير عندما تزوج ابنها من زوجها الأول الأمير عادل طوسون من أمينة عبد الرحيم صبري شقيقة الملكة نازلي زوجة الملك فؤاد الأول وبعد عام واحد حلت مصيبة في القصر حين توفيت العروس بعد الولادة فإنتقل الأمير عادل طوسون إلى لندن.

وفاة إبنها

كان من المفترض أن يكون الأمير عادل طوسون ملكاً على مصر لكنه توفي في تولوز في فرنسا عن عمر يناهز 58 عاما في 6 أغسطس / آب عام 1932 بسبب مضاعفات بعد إصابته بجلطة في الساق ادت الى بترها وكانت رغبة الأمير كمال الدين حسين أن يدفن في قبر بني خصيصا له في تلال المقطم بالقرب من سكن الدراويش. بعد وفاته دخل القصر في حالة حداد إلى​​​​​​​ أن باعت الأميرة نعمة الله توفيق القصر عام 1938 إلى وزارة الخارجية المصرية لتتخذه مقرا جديدا لها.

القصر​​​​​​​ الحزين​​​​​​​​​​​​​​

كان الأمير كمال الدين حسين الوريث الوحيد للعرش المصري وبدلاً من الإهتمام بمسؤولياته الأميرية إهتم بالرحلات عبر الصحراء والسفر إلى بلدان شتى في العالم وجمع التحف الشرقية ثم اتجه إلى الطرق الصوفية الدينية الألبانية ودعمهم دعما كبير وكان قصره مقرا لعدة لقاءات معهم وبعد فترة هجر ا​​​​​​​لحياة العامة وأصبح بلا طموح فتخلى عن العرش قبل ساعات من وفاة والده السلطان حسين كامل في شهر أكتوبر / تشرين الأول 1917 لعمه وعم زوجته السلطان فؤاد الأول الذي أصبح الملك فؤاد الأول بعد تصريح 28 فبراير ، شباط عام 1922م وإعلان استقلال مصر وإعلانه ملكا على المملكة المصرية.


وفاتها

توفيت الأميرة نعمة الله توفيق عام 1966، ودفنت في جنوب فرنسا.