هو ممثل لبناني، لم يعتمد فقط على وسامته ليتواجد بقوة في العديد من الأعمال التمثيلية، بل فرض نفسه ممثلاً موهوباً ومحترفاً، وقريباً من قلوب الناس، وفي رصيده العديد من الأدوار في الدراما التلفزيونية والسينما، من بينها "الزوجة الأولى"، "موت أميرة"، "مرايا الزمن"، "من الآخر"، "بوح السنابل"، "جريمة شغف"، "لونا"، "ورود ممزقة" و"المنعطف".
وكان لموقع "الفن" هذه المقابلة الحصرية مع مازن معضم، تطرقنا فيها إلى أعماله القادمة، والعديد من المواضيع الفنية التي يُعنى بها، ونشاطاته الإنسانية، وغيرها من الأمور الشيّقة.

بدايةً، لماذا لم يتم عرض مسلسل "عازفة الكمان" حتى الآن؟

قد يتم عرض العمل في شهر رمضان المبارك، وبحسب ما علمت، فإن العمل كان مطروحاً على أكثر من محطة، فلا أعلم ما الذي حدث لاحقاً، فإن هذه التفاصيل لا نكون على دراية بها كممثلين، بل المنتج والموزع يهتمان بالأمر، أما من ناحيتي، فأتمنى أن يعرض العمل في شهر رمضان.

هل هناك تحضيرات لأعمال جديدة قادمة؟

تواجدت مؤخراً في دبي، لحوالى الشهر ونصف الشهر، حيث صورت مشاهدي في مسلسل "قلوب من الماء"، والعمل يشارك في بطولته ممثلون سوريون وعراقيون وأردنيون ولبنانيون، وهو كتابة وإخراج عماد نجار، والعمل جميل جداً، ومن المرجح أن يتم عرضه في شهر رمضان المقبل.
من ناحية أخرى، عرض عليّ عملان في لبنان، ولكني لم أحبهما، واعتذرت عن المشاركة بهما، وهناك عمل تاريخي ضخم أحببته كثيراً، سيكون نقلة نوعية بالنسبة لي، وسيتم تصويره خارج لبنان، وكان من المفرض أن ينطلق التصوير الشهر الماضي، ولكن تم تأجيله بسبب الأوضاع.

هل حقق مسلسل "الزوجة الأولى" بجزأيه الأول والثاني، النجاح الذي توقعته؟

الناس أحبوا مسلسل الزوجة الأولى كثيراً، وتفاعلوا معه بشكل كبير، خصوصاً الجزء الأول منه، الذي أحدث ضجة كبيرة، أكثر من الجزء الثاني الذي تأخرنا في عرضه.
الإنسان لا يرضى عن نفسه دائماً بشكل كامل، أطمح إلى الأفضل، وأن أطور نفسي بشكل مستمر.

لا نرى مؤخراً إسم مازن معضم كثيراً في الأعمال التمثيلية، رغم أنك تتمتع بخبرة وموهبة واحتراف وشكل خارجي وسيم، هل أنت غائب أم مغيّب؟

يجب توجيه هذا السؤال عن مازن معضم وغيره من الممثلين اللبنانيين إلى المنتجين، نرى الكثير من الأعمال التمثيلية التي يغيب عنها أغلب الممثلين اللبنانيين، أين الممثل اللبناني على خريطة أعمال المنتجين؟ ولماذا أصبحت الدراما اللبنانية غائبة بهذا الشكل، وأصبحت المحطات اللبنانية تتجه بشكل كبير نحو الأعمال التمثيلية التركية؟

أعطني ميزة موجودة لديك، تجعل أي منتج يراهن على نجاح دورك التمثيلي عربياً؟

أنا لا أجيد التحدث عن نفسي، ولكن الجواب يكمن في نجاحي، الذي أصبح عمره سنوات طويلة، وأعمالي كثيرة، منها "لونا وكازانوفا ومدام كارمن والغالبون وزوجتي أنا وموت أميرة واخترب الحي"، وتركت بصمة في الدراما اللبنانية، وحققت ضجة كبيرة، وعلى صعيد الأعمال العربية، فقد شاركت في مسلسل "من الآخر"، إنتاج شركة الصباح، وجسدت فيه دور المقعد، ونجاح هذا العمل هو جواب عن سؤالك، بالإضافة إلى مشاركتي في مسلسل "عازفة الكمان"، ومسلسل "جريمة شغف"، وغيرها الكثير من الأعمال.

صيتك حسن لأنك محترم وصاحب أخلاق عالية، هل تعتبر أن الذي لديه هذا الصيت يأخذ حقه في الحياة؟

شكراً لكِ، وأحمد الله على هذا الصيت الذي تعبت عليه كثيراً، وأفتخر بأن يتم التحدث عني بهذه الطريقة. من ناحية الحياة في لبنان، خصوصاً في الفترة الأخيرة، للأسف تجدين الكثير من الأمور تحدث بعكس طبيعتها، فالشخص الجيد غير موجود، وحتى هناك ناجحون غير موجودين، وما يثير الإستغراب أكثر، أن هناك أشخاصاً يحققون نجاحاً، ولا يحظون بفرصة ثانية، بينما هناك أشخاص يفشلون، ويحصلون على فرصة ثانية، أستغرب من الأيام التي نعيشها، وأحرص على تربية أولادي على الأخلاق والصدق والمعاملة الجيدة، لأن هذه الصورة تعكس طبيعة الإنسان وتربيته وشخصيته.

بين أدوار السايكو والمقعد والدون جوان والمقاوم وغيرها الكثير من الأدوار التي جسدتها، أي دور تندم على تجسيده؟ وما هو أكثر دور تتشرّف به في مسيرتك؟

لا أندم على أي دور جسدته، فلو لم أكن راضٍ عن سيناريو تلك الأدوار ولم أحبها، لما كنت قبلت بتجسيدها. أندم على مسلسلين شاركت فيهما، ليس بسبب الدورين، بل بسبب قلة الإحترام وقلة القيمة، وبعض الأمور الفنية.
في المقابل هناك أدوار عرضت عليّ لم أقبل بها، ولم أندم على قراري بعدم تجسيدها. أما بالنسبة إلى الدور الذي أتشرف به، فأنا أفتخر بكل الأدوار التي جسدتها، وكل دور له ميزته عندي.

في مسيرتك أعمال سينمائية قليلة، لماذا؟

أحب السينما والمشاركة في أعمال سينمائية، شاركت عام 2001 بفيلم مصري لبناني هو "بطل من الجنوب"، بطولة الممثلين نجلاء فتحي وكارمن لبس وأحمد خليل وجوزيف بو نصار وغيرهم، دوري فيه كان جميلاً جداً، وترك بصمة، وأطللت في مصر عبر العديد من المحطات التلفزيونية بسبب هذا الدور، وشاركت في فيلم أردني عالمي، هو فيلم "المنعطف"، الذي شارك في العديد من المهرجانات الدولية وحقق جوائز، وحضرت عرضه في مهرجان في مدينة تولوز في فرنسا. عرضت عليّ أفلام تجارية لم أقبل بها، وأشير إلى أن هناك معلومة خاطئة على غوغل، حول مشاركتي في الفيلم المصري "الملحد"، في الحقيقة أنا لم أشارك فيه.

بالنسبة للنشاطات الإنسانية التي كنت إنطلقت فيها منذ سنوات، منها بينها مساعدة مرضى السرطان والأطفال الذين لديهم قصور في القلب، أين أصبحت هذه النشاطات، خصوصاً في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التي يعاني منها لبنان واللبنانيون؟

مرت هذه النشاطات سابقاً بفترة ركود، وذلك بسبب أوضاع لبنان من كورونا وثورة، والأيام الصعبة التي مررنا بها، والعام الماضي كنت جزءاً من مشروع فني مع جمعية Devotion for Welfare، عاد ريعه للمرضى الذين يغسلون الكلى، كما كنت جزءاً من مشروع فني يعود ريعه لجمعية ICU للأطفال، أشكر الله على أن هذين المشروعين حققا نجاحاً، وتمكنا من معالجة الكثير من المرضى، ونستعد حالياً لتقديم مشروعين إنسانيين.

أشدت بالوثائقي الذي عرض عن حياة الفنانة اللبنانية إليسا، لو عرض عليك تقديم وثائقي عن حياتك، ماذا سيكون عنوانه، وما هي المحطات التي ستسلط الضوء عليها؟

لا يمكن لشخص أن يشاهد وثائقي It's Okay للفنانة إليسا ألا يتعاطف معها، وذلك بسبب كل ما مرت به، أتمنى أن يعطيها الله القوة ويرافقها دائماً، وما واجهته إليسا ربما لا يستطيع أن يواجهه رجل، ويستمر ويكون قوياً، برافو لـ إليسا لأنها تمكنت من الإستمرار وأن تكون قوية، وبرافو على صراحتها وصدقها، شعرت أنها تشبهني في الكثير من الأماكن. أما بالنسبة لوثائقي عن حياتي، فأعتقد أنه من المبكر الحديث عن هذا الموضوع، فما زال لدي مشوار طويل أسلكه.

ما تعليقك على الهجوم والإنتقادات التي تعرض لها الممثل اللبناني باسم مغنية مؤخراً، بسبب تصريحاته عن الممثلين السوريين باسل خياط وتيم حسن؟

باسم مغنية إسم كبير في التمثيل، وأفتخر به، على الصعيد الشخصي، هو صديق عزيز جداً على قلبي، وعلى الصعيد الفني، هو خلوق ومحترم جداً، وممثل قوي يستحق كل الخير. لم أكن أتمنى أن يواجه كل ذلك، لأني متأكد أنه لا يقصد أن يجرح أحداً، أو يقلل من قيمة أحد، باسم يحترم نفسه ويحترم زملاءه اللبنانيين وغير اللبنانيين، ونحن معرضون دائماً للهجوم عبر السوشيال ميديا، لو مهما فعلنا، أتنمى أن يفهم الناس ما المقصود من حديث الشخص، قبل أن يشنوا هجوماً عليه.