40 دقيقة كانت كافية لنقل معاناة إمرأة، وشعب ووطن. القلق والضغط أرهقا هذه المرأة، فوصلت إلى حالة من الجنون، متوترة في نومها، متوترة في يومها، وطوال الوقت. أقفلت شباك غرفتها وباب منزلها، وأسدلت الستار على الدنيا، بعد أن تعبت من تحدياتها، وواجباتها اليومية، ومواجهة الناس وتصرفاتهم، وردود أفعالهم.
إنها المرأة اللبنانية، التي تعاني مثل كل المواطنين اللبنانيين، من كل الأزمات التي تضرب لبنان، ومنها أزمة المصارف، والتأثير السلبي للمواطنين الذين يصوتون في الإنتخابات النيابية، لمرشحين سيصبحون نواباً صامتين عن الحق والحقيقة، كما تلقي المسرحية الضوء على التنمر على أصحاب البشرة السمراء، في مجتمع يطغى فيه أصحاب البشرة البيضاء.


رسائل مسرحية MAGMA إنهمرت علينا من كل حدب وصوب، وبأسلوب أكثر من ممتع، فالإحتراف الكبير في هذا العمل، لناحية الكتابة والإخراج والتمثيل، عدا عن الديكور والإضاءة وكل العوامل الفنية، جعلنا نستمتع بعمل مسرحي، يستحق وفريق عمله التقدير الكبير، وعلى كل مواطن لبناني أن يشاهد هذه المسرحية، التي وضعت الإصبع على الجرح، لا بل على الجروح، وكم هي كثيرة، خصوصاً الجرح العميق جداً، إنفجار مرفأ بيروت، الذي دمر العاصمة اللبنانية، وقتل مئات الأشخاص من أهلها، ومن الذين كانوا موجودين حينها في منطقة الإنفجار ومحيطها، وجرح وشرّد آلاف المواطنين.


أبدعت برناديت حديب بأدائها في هذه المسرحية، وهذا ليس بجديد عليها، فهي المحترفة في كل أعمالها إلى أقصى الحدود، وفي MAGMA مثلت وغنت ورقصت، والقدرات الفنية الكبيرة التي تملكها، أظهرت الكثير منها في هذه المسرحية، خصوصاً خلال تنقلها من إحساس إلى آخر، والذي إختلف أحياناً كثيرة عدة مرات، خلال دقيقة واحدة فقط.
MAGMA فكرة وتمثيل برناديت حديب، كتابة وإخراج عصام بو خالد، بالتعاون مع سرمد لويس، تعرض حالياً من الخميس إلى الأحد، لغاية 4 شباط/فبراير، عند الساعة الثامنة والنصف مساءً، على مسرح دوار الشمس في بدارو.

موقع "الفن" كانت له هذه المقابلة مع الممثلة برناديت حديب

كيف ولدت فكرة مسرحية MAGMA؟

نحن نعيش بقلق يومي في حياتنا، نستيقظ من نومنا ونركض، ولا نعلم ماذا الذي يخبئه لنا الغد. هي مسرحية مجنونة، كما أنها ذاكرة لإنفجار المرفأ، كي لا ينسى الناس هذه الحادثة الأليمة أبداً.

غالباً ما تحصد مسرحياتكِ مع زوجكِ الكاتب والمخرج والممثل عصام بو خالد جوائز في لبنان والخارج، ما سر نجاحكما معاً؟

عصام يكتب بطريقة مختلفة، وهناك كيمياء وتناغم بيننا، ولديه رؤية مسرحية لا تشبة رؤية أي مخرج ثانٍ، وأفكار جديدة، ويحب أن يكون هناك سحر على المسرح.

حضرتكِ من مؤسسي مسرح دوار الشمس، ورئيسة جمعية شمس، الجمعية التعاونية الثقافية لشباب المسرح والسينما، المسؤولة عن المسرح، كيف تصفين شعوركِ بهذا العرض الأول لكِ، بعد الحريق الكبير الذي نشب في المسرح العام الماضي، وسبب أضراراً جسيمة؟

أعتبر عرضنا اليوم إفتتاحاً لمسرح دوار الشمس بحلته الجديدة، وفي نفس الوقت هو إفتتاح لمسرحيتي MAGMA، وأنا سعيدة جداً، لأننا إستطعنا أن نرمم هذا المسرح بوقت قصير، لا زال هناك أشياء في المسرح يجب ترميمها، ولكن مع الوقت، سنبذل جهودنا ليعود المسرح بأبهى حلة.

كم هو صعب إستمرار المسارح في لبنان، خصوصاً في ظل الأزمات التي نعاني منها في السنوات الأخيرة، وبعد إقفال العديد من المسارح في بيروت؟

كل المسارح في لبنان تعمل من دون دعم، نحن بحاجة إلى دعم، ولكني لست أدري من أين سيأتي هذا الدعم، أملنا في دعم الدولة أصبح صغيراً جداً، هذا إن لم يكن مفقوداً، ولكن هناك مسرحيين وأشخاصاً يحبون المسرح نعتمد عليهم.

وكانت لنا أيضاً هذه المقابلة مع الكاتب والمخرج والممثل عصام بو خالد

كيف كانت التحضيرات للمسرحية مع الممثلة برناديت حديب؟

التحضيرات كانت متعبة جداً لها، لأني أكون مضغوطاً جداً خلال التحضير، وواجهتنا بعض الصعوبات، ولكن برناديت لديها قدرة على تحمل الضغوطات العملية، لتقدم أجمل وأفضل ما لديها.

في المسرحية الكثير من الرسائل، هل وصلت كلها إلى الحضور؟

كل شخص حاضر في المسرح، يتلقى الرسالة التي يريدها من هذا العمل.

غالباً ما تتعاون مع سرمد لويس، كيف يتم العمل بينكما؟

سرمد لويس وأنا نؤلف العرض معاً، ونعمل سوياً في كل ما يخص العرض المسرحي، ومنها التقنيات، ونحن نعمل معاً منذ فترة طويلة، وإعتدنا على هذا الأمر.

حضرتك من مؤسسي جمعية شمس ومسرح دوار الشمس، كم هو التحدي كبير في إستمرار هذا المسرح؟

بعد حصول الحريق العام الماضي، أصررنا على أن لا نوقف العمل، وإستمرينا في تقديم العروض المسرحية، وبعد ترميم المسرح، أردنا أن نقدم مسرحية MAGMA، لنقول للناس إننا إنطلقنا بحلة جديدة.