نشأت مارغريت الملقبة بالأميرة فهمي، في عائلة فقيرة، وعاشت حياة غريبة غير عادية، إذ قيل عنها أنها امرأة متعددة الوجوه، إذ تحولت من امرأة ليل إلى أميرة، ثم ارتكبت جريمة وأفلتت من العقاب بطرق ملتوية. لقبت مارغريت بالكثير من الأسماء، من مارجريت لوران، والأميرة فهمي، وماغي ميلر، وجميع هذه الألقاب كانت تدل على أحداث مثيرة وشهدت تحول الفتاة الفرنسية من فتاة ليل إلى أميرة وقرينة للملوك، ثم إلى قاتلة إذ اتهمت بجريمة قتل زوجها الأمير المصري علي بك فهمي.

نشأتها

ولدت مارغريت ماري أليبرت في 9 كانون الأول/ديسمبر عام 1890، وكانت الابنة الكبرى لزوجين فقيرين، كان الأب يعمل سائقاً والأم مدبرة منزل في بيوت بعض النبلاء.
عاشت مارغريت وهي مولعة بأجواء القصور المخملية للطبقة الراقية، وكان طموحها ليس مجرد التواجد في تلك القصور كخادمة مثل والدتها، إنما أن تكون جزءا من تلك الطبقة.

حملها من رجل مجهول وطردها من المدرسة


عندما كانت مارغريت في سن الخامسة عشرة، حملها والدها مسؤولية مقتل شقيقها الأصغر، فأرسلها إلى مدرسة راهبات، تعلمت هناك الغناء والمهارات الاجتماعية الضرورية، إلا أنها في سن السادسة عشر، حملت ابنتها ريموند من قبل رجل مجهول، فتم طردها من المدرسة، وبدأت بالبحث عن عمل.
كانت مارغريت فتاة جميلة ذات بشرة صافية وشعر طويل بني محمر، وكانت ذات طلة جذابة ومثيرة. فلفتت انتباه مدام دينارت مالكة بيت دعارة من الدرجة العالية في باريس، فوجدت مارغريت باب الدعارة سبيلاً لهروبها من الفقر والعيش في الحياة الراقية، وبدأت العمل كفتاة ليل في الشوارع، وعملت مع مدام دينارت وبدأت في جذب الرجال من خلال عروضها الغنائية في الحانات.

الحب في حياتها

خاضت مارغريت أول علاقة رومانسية في عام 1907، مع أندريه ميلر، تاجر نبيذ متزوج وثري يبلغ من العمر 40 عامًا، وخصص التاجر لها اسمه الأخير ميلر بالرغم من أنهما لم يتزوجا، إلا أنه وقع في حبها.
وفي عام 1913، انتهت علاقتها وخرجت منها مارغريت إذ حصلت على 200 ألف فرنك من حبيبها السابق.



عملت مارغريت كفتاة ليل لسنوات طويلة، إلا أنها مع مرور الوقت، بدأت تبحث عن علاقات تستفيد منها ويمكن أن تستغلها، ووجدت فرصتها حينما كانت العائلة المالكة البريطانية تبحث عن مومس ذات خبرة لتعريف الأمير إدوارد الثامن، طرق العشق والعلاقات الجنسية.
كان الأمير إدوارد حينها ضابطا في حرس غرينادير في الجبهة الغربية خلال الحرب العالمية الأولى.
قام أحد أصدقاء إدوارد الارستقراطيين بترتيب لقاء رسمي بين الاثنين، وأعجب الأمير على الفور بمارغريت، وبدأ يزورها سراً كلما سنحت له الفرصة في ظل واجباته الحربية، كما أرسل لها حوالي 20 رسالة مفعمة بمشاعر الحب أثناء وجوده في الخدمة، وكشف لها معلومات عن الوضع في الجبهة مع تعليقات ساخرة ومهينة لوالده الملك جورج الخامس.
استمرت علاقة إدوارد وعشيقته مارغريت لمدة عام، وبعدها فقد إدوارد اهتمامه بها، وتحول نحو امرأة أخرى متزوجة، فشعرت مارغريت بأن الأمير ينوي تركها، لذلك استغلت رسائله لابتزازه مقابل مبالغ طائلة من المال، ثم توقفت بعد فترة واحتفظت بالرسائل للاستفادة منها في وقت لاحق.

هكذا جمعت ثروتها

تعرفت مارغريت على شاب ثري اسمه تشارلز لوران، وكان ضابطاً في سلاح الجو الفرنسي، فوجدته وسيلة لتحقيق غايتها.
تزوجت مارغريت فوراً من تشارلز، إلا أن الزواج دام 6 أشهر، وحصلت بعدها مارغريت على الطلاق وعلى تسوية مالية هائلة. وبطلاقها"، أصبحت مارغريت امرأة مستقلة، تبلغ من العمر ثلاثين عاماً، وتملك إسطبل لعشرة خيول وخدم بدوام كامل وسيارتين ليموزين. كما أنها اجتمعت مع ابنتها ريموند وأرسلتها إلى أفضل مدرسة داخلية في البلاد.

رحلتها الى مصر وعلاقتها مع مليونير مصري


ذهبت مارغريت في رحلة إلى مصر عام 1921، وقابلت هناك الشاب علي كامل فهمي بك، وهو مليونير مصري يصغرها بعشر سنوات، وورث ثروة هائلة عن والده متوج بلقب البكوية.
وقع علي بك سريعاً بحب مارغريت، وهي بدورها سيطرت عليه سيطرة كاملة، وتزوجا مدنيا بباريس، في نفس العام.
أعلنت مارغريت إسلامها بعد فترة وجيزة من الزفاف، وأعطاها علي بك اسم منيرة، وهو اسم والدته، كما قام ببناء قصر في الزمالك لها بمبلغ هائل، ويعرف هذا القصر في الوقت الحالي بـ "قصر عائشة فهمي".
لم تتقبل الأميرة فهمي الحياة الشرقية بعاداتها وتقاليدها، بالرغم من المبالغ الهائلة التي أنفقها زوجها عليها، إذ كان علي بك بحاول إخضاع زوجته لطريقة الحياة والسلوك والتقاليد في مصر، وأدركت هي بدورها أنها قد حاصرت نفسها في قفص، وقالت أنها لا يمكن أن تكون أبدًا الزوجة الإسلامية المطيعة والخاضعة والمتواضعة التي تخيلها علي.

قتلت زوجها

أصبحت المشاجرات بين الثنائي متكررة وعنيفة، فقرر الثنائي أن يقضيا إجازة في العاصمة البريطانية لندن، وذلك لإعطاء علاقتهما فرصة أخيرة. ذهب الثنائي لمشاهدة مسرحية "he Merry Widow" أو "الأرملة الطروب"، وبعد عودتهما إلى الفندق، طلبت مارغريت من علي بك السفر إلى باريس لترى ابنتها غير الشرعية البالغة من العمر 15 عامًا، ولتقوم بإجراء عملية جراحية، فرفض فهمي هذا الطلب، ما أدى إلى وقوع مشاجرة بينهما، انتهت بإطلاق مارغريت 3 رصاصات من مسدس، على فهمي، فأردته قتيلاً.
أُخذت مارغريت على الفور إلى السجن، ومن ثم إلى المحكمة، إلا أن المحكمة حكمت ببرائتها، لأنها كانت ضحية عنف زوج همجي.
وكانت مارغريت قد استخدمت الرسائل التي أرسلها الأمير إدوارد لها، لابتزاز العائلة المالكة من اجل ان لا يتم اعدامها، ما شكل تهديداً للمؤسسة البريطانية بأكملها، التي تدخلت لمنع حدوث أكبر فضيحة في القرن.

إطلاق سراحها واعطائها ميراث زوجها الذي قتلته

بعد أن أخذت مارغريت البراءة، طالبت بميراثها من زوجها الذي قتلته، إلا أن المحكمة العليا الشرعية في مصر، رفضت ذلك الطلب.
وقام الملك فؤاد، بسبب الضغوط السياسية، بإعطاء مارغريت ربع الميراث، ارضاءا للمندوب السامي البريطاني، إلا أن رئيس المحكمة العليا الشرعية آنذاك، الشيخ طه حبيب رفض هذا قرار الملك فؤاد، فقام الأخير بعزله من القضاء.
عادت مارغريت إلى باريس، وفي جعبتها ثروة زوجها القتيل، كما أنها كانت تحمل اسمه "الأميرة مارغريت فهمي"، وعاشت هناك لبقية حياتها، حتى توفيت في شقة صغيرة بباريس في الثاني من كانون الثاني/يناير عام 1971م عن عمر يناهز الثمانين عاماً.
قصة الأميرة فهمي وزوجها علي بك تحولت لمادة مهمة للدراما، وأصبحت موضوعاً لمسرحيات وأفلام سينمائية وروايات مصرية وعالمية.