لم تكن ليلة السبت الماضي عادية، إذ تسمّر الجمهور العربي أمام الشاشات في المنازل، لمتابعة حدث إستثنائي لأبعد الحدود، حدث أقل ما يقال عنه إنه عالمي، إذ نجح القائمون على حفل جائزة Joy Awards في رفع مستوى حفلات الجوائز في الشرق الأوسط، إلى مكان عالٍ جداً، ليصبح حدثاً لا يقل أهمية أبداً عن جائزة الأوسكار ومهرجان كان، تماماً كما وعد رئيس هيئة الترفيه في المملكة العربية السعودية معالي المستشار تركي آل الشيخ، هذا الرجل الاستثنائي، الذي يعمل بكد وجهد، من أجل بلده، ضمن رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذكي والحريص على تطوير بلده.

أقيم الحفل بالتعاون بين موسم الرياض ومحطة MBC، لتكون نتيجته حدثاً منظماً، تم نقله بصورة نوعية إلى كل قلب وبيت.

بدأ الحفل من Lavender Carpet، ومن هنا بدأ التميّز، إذ تعودنا على أن تكون السجادة حمراء في المناسبات العالمية الكبيرة، لكن القائمين على الحفل، أرادوا التميّز وليس التكرار، فجاء اختيار اللون البنفسجي، وهو لون الصحاري والهضاب في فصل الربيع.
وصل النجوم العالميون والعرب إلى مكان الحفل، ووقفوا أمام عدسات كاميرات وسائل الإعلام، التي قامت بتغطية الحدث من دون حدوث أي مشاكل، وذلك بفضل التنظيم الرائع، ولم يكترث النجوم إن كانوا مرشحين للجائزة أو لا، أو أنهم سيغنون أو لا، أم أنهم سيقدمون جائزة أو لا.. المهم كان تواجدهم في هذا الحفل، لتكون الدعوة التي وجهت لهم، هي المكسب الأساسي بالنسبة لهم.


تصريحات أطلقها النجوم في الحفل، منهم من ردوا بذكاء، ومنهم من خانهم التعبير، ومنهم من وقع ضحية تصرفات لا مهنية من قبل البعض الصحافيين. اجتمع الممثلون والفنانون والإعلاميون والمخرجون وكل العاملين في المجال الفني، وراحوا يتعانقون، ويقبلون بعضهم البعض، في وقت لم نعلم فيه أي من القبلات كانت حقيقية، وأي منها كانت فقط مشهداً تمثيلياً أمام الكاميرات... جمع حفل Joy Awards، من لم نتوقع أنهم سيجتمعون في صالة واحدة، فأصبحت التصرفات في هذا الحدث سيرة على كل لسان.


توزعت الجوائز في الحفل ضمن العديد من الفئات، تنوعت بين الممثلين، الفنانين، والمسلسلات والأفلام والرياضة والترفيه، وذلك بعد تصويت دام لفترة طويلة عبر تطبيق الحفل.

لم يقتصر الأمر على الفوز في التصويت، بل كان الأهم، تكريم عدد من النجوم بـ جائزة "الإنجاز مدى الحياة"، وذلك تكريماً لمسيرتهم الفنية، وهم أنتوني هوبكنز النجم العالمي الذي أعطى الكثير، منى واصف الممثلة السورية القديرة الملقبة بسنديانة الشام، والتي بكت خلال تكريمها، وتأثرت كثيراً، إسعاد يونس الممثلة المصرية ومقدمة البرامج التي حققت نجاحات لافتة، ورقصت فرحاً على المسرح، علي المدفع الممثل السعودي الذي كان لا بد من تقدير مشواره الفني، ولإخلاصه له، رغم مروره بأزمة صحية أفقدته البصر، والفنان السعودي رابح صقر الذي لا يمكننا أن نغض الطرف عن فنه الأصيل، وصوته الدافئ.

ننتقل إلى الجوائز، ونبدأ بالفئات الخاصة بالمسلسلات الدرامية، فقد نالت الممثلة رهف محمد جائزة "أفضل ممثلة"، عن دورها في "بروحهم في البيت"، وقدمت الجائزة إلى الممثلة القديرة هدى حسين، التي ساعدتها كثيراً في مسيرتها. أما الممثل سعد عزيز، فحصد جائزة "الممثل المفضل"، عن دوره في مسلسل "سكّة سفر". وفاز الممثل السعودي وليد قشران بجائزة "الوجه الجديد المفضل"، عن دوره في مسلسل "ستوديو 23"، وذلك بعدما حصل على عدد مرتفع من الأصوات في التصويت.
أما مسلسل "كريستال"، فحصل على جائزة "المسلسل المفضل"، على الرغم من غياب بطلته الممثلة ستيفاني عطالله عن الحفل لظروف خاصة.

على صعيد السينما، كانت البداية مع الممثل المصري القدير عادل إمام،‬ الذي نال جائزة "زعيم الفن العربي"، وهي جائزة تمنح مرة واحدة فقط ولن تتكرر، تم تسليمها إلى إبنَي المكرّم المخرج رامي إمام والممثل محمد إمام، أما الزعيم فكان حاضراً بصوته، من خلال تسجيل صوتي تم بثه خلال تكريمه، ومع ذلك حزن محبو الزعيم، بعدما كان كشف ابنه في تصريحات تلفزيونية، أن الممثل القدير قرر التفرغ لقضاء الوقت مع عائلته، بعيداً عن العمل الفني.


وحصلت الممثلة المصرية نيللي كريم، على جائزة "الممثلة المفضلة" ضمن فئة السينما، وكانت حصة النجوم المصريين كبيرة في هذه الفئة، إذ فاز الممثل كريم عبد العزيز بجائزة "الممثل المفضل"، الذي استحق ونيللي كريم التكريم عن جدارة، نظراً إلى موهبتهما الكبيرة، وعملهما الدؤوب على مدى سنوات طويلة من العطاء.
أما جائزة "الفيلم المفضل"، فقد حصدها الفيلم السعودي "سطار"، وهو فيلم كوميديا وأكشن، من بطولة الممثلين إبراهيم الحجاج، وعبد العزيز الشهري، وإبراهيم الخير الله، إخراج المخرج الكويتي عبد الله العراك. حقق الفيلم رقماً قياسياً بين الأفلام السعودية، وأصبح من بين أكثر خمسة أفلام ربحاً في المنطقة، وذلك بأكثر من 900 ألف تذكرة مُباعة، تُقدّر قيمتها بأكثر من 10 ملايين دولار أميركي.

على صعيد الغناء، استحق الفنان عايض جائزة "الفنان المفضل"، بعد نجاح ألبومه، بالإضافة إلى أنه كان قد حقق انتشاراً واسعاً في فترة المونديال، بمشاركته بأغنية "أرحبوا"، إلى جانب الفنانين ناصر الكبيسي وحنين حسين. أما جائزة "الفنانة المفضلة"، فكانت من نصيب الفنانة أصالة، وقدمها لها فنان العرب محمد عبده، الذي وصفها بـ"أصالة الغناء الطربي"، ولم تفوت أصالة الفرصة لتستذكر مصالحتها مع صديقتها الفنانة أنغام، بعد قطيعة طويلة، معبرة عن فرحتها بذلك، وفاجأت الجمهور بمشاركتها الجائزة مع أنغام، فوقفت أنغام شاكرة زميلتها على هذه المبادرة الجميلة، خصوصاً بوجود طليق أصالة المخرج طارق العريان في الصالة، والذي كان أحد أهم أسباب خلافهما.
من ناحية أخرى، حصلت أغنية "يا ليل ويا العين" للفنان السوري الشامي، على جائزة "الأغنية المفضلة"، وذلك بعدما ردد الجمهور العربي، هذه الأغنية طوال العام الفائت، وتسلم الشامي الجائزة من الممثلين سلافة معمار وقيس الشيخ نجيب، أما جائزة "الوجه الجديد المفضل"، فكانت من نصيب الفنان الكويتي طلال سام، لتكون هذه الجائزة تحفيزاً كبيراً له على استكمال مسيرته كما بدأها.

وتضمن الحفل تكريماً للمؤثرين، وحصل المؤثر السعودي أحمد القحطاني، على جائزة "المؤثر المفضل"، وفازت المؤثرة الكويتية بيبي العبد المحسن بجائزة "المؤثرة المفضلة".
على صعيد الرياضة، كانت جائزة "الرياضي المفضل" من حصة لاعب كمال الأجسام السعودي عبدالله الربيعة، وفازت بجائزة "الرياضية المفضلة"، لاعبة التنس التونسية أُنْس جابر، التي شاركت في المسابقات العالمية، ووصلت إلى النهائيات.

نصل إلى الجوائز الفخرية، ونستهلها مع شمس الأغنية اللبنانية التي تستحق كل التكريمات، والتي نالت جائزة "الإبداع الفخرية"، سلمتها إياها عارضة الأزياء العالمية جورجينا رودريغيز. كلمة نجوى كرم خطفت كل الأنظار، إذ أهدت الجائزة إلى بلدها لبنان، وذلك بعدما استعانت بقول للعبقري اللبناني سعيد عقل، الذي قال: "الذكي هو اللي بوصّل حالو، أما العبقري فهو اللي بوصّل بلده"، وعلقت نجوى كرم على قول سعيد عقل: "إسمحوا لي أن أهدي الجائزة لوطني الحبيب لبنان، لأني غنيت من أجله".


نكمل مع الجوائز اللبنانية، ومع حصول المصمم اللبناني العالمي إيلي صعب، على جائزة "الترفيه الماسية"، التي إستحقها نظراً إلى إبداعاته، وتربعه على عرش الموضة العالمية، وقد تسلم الجائزة من المستشار تركي آل الشيخ، مع الإشارة إلى الإتفاقية التي وقعها المصمم إيلي صعب مع الرئيس التنفيذي للهيئة العامة السعودية للترفيه فيصل بافرط، بهدف التعاون خلال موسم الرياض لهذا العام، لخلق تجربة تجمع بين الموضة والترفيه، ضمن الفعاليات والأحداث العالمية الكبرى التي يتم تنظيمها. وتتضمن الإتفاقية التعاون لإطلاق مجموعة موسم الرياض من إيلي صعب لخريف 2025، كواحدة من أهم أحداث العاصمة.


من ناحية ثانية، نالت الممثلة المصرية منى زكي وفريق عمل مسلسل "تحت الوصاية"، جائزة "الترفيه الفخرية"، وذلك بعدما شكل هذا العمل نقطة تحول في المجتمع، وجسدت بطولته منى زكي بكل إحتراف.
وقدمت الفنانة اللبنانية نانسي عجرم، جائزة شخصية العام للممثلة الأميركية إيفا لانغوريا، مشيرة إلى أعمالها الفنية والإجتماعية، ودعمها للقضايا الخيرية. إيفا لانغوريا التي بدأت في عام 2023 فصلاً جديداً من حياتها، عبر إخراجها فيلم Flamin Hot. وأشادت إيفا لانغوريا بالمملكة العربية السعودية، شاكرة المهرجان على تكريمها.
نستكمل جوائز النجوم العالميين، مع الممثل الأميركي مارتن لورنس، الذي حصد جائزة "صنّاع الترفيه الفخرية"، وأشار إلى أنه يريد العودة إلى السعودية، وذلك بعدما لمس محبة الناس، واستمتع بالحياة في الرياض.


وقدمت الممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم، جائزة "الترفيه الفخرية"، للممثلة الهندية عليا بهات، التي عبرت عن سعادتها بهذا التكريم.
الممثل محمد المنصور، هو رمز من رموز الفن الكويتي، وحصد جائزة "صنّاع الترفيه الفخرية"، وقد أعرب عن سعادته بهذا التكريم، وأهدى الجائزة لإخوانه الراحلين، ولكل الحضور في الحفل.
كما نال المايسترو المصري الأصل وليد فايد، جائزة "صناع الترفيه الفخرية"، وأشار إلى فضل الفنان محمد عبده عليه، وفضل جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، اللذين منحاه الجنسية السعودية.


التكريمات لم تكن هي الحدث الوحيد في هذا الحفل، بل تخللتها مفاجآت عديدة، أبرزها غناء المطربة المصرية نجاة الصغيرة، وذلك في أول ظهور مباشر لها على المسرح منذ سنوات طويلة، والتي غنت مقطعاً من أغنيتها الشهيرة "عيون القلب"، وتسلمت تكريماً خاصاً من رئيس هيئة الترفيه في المملكة العربية السعودية تركي آل الشيخ.

وأحيا الحفل نخبة من نجوم الغناء والموسيقى، من بينهم الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، التي قدمت وصلة غنائية شاملة من أشهر أغنياتها، وتصدرت الترند بإطلالتها في الحفل، لتكون عودة قوية لها على الساحة الفنية، بعد كل المشاكل الخاصة والعملية التي مرت بها خلال الفترة الماضية.


الفنانة العالمية غلوريا غاينور غنت أغنيتها الأشهر عالمياً I Will Survive، كما غنت الفنانة الأميركية بيبي ريكسا أغنية I'm Good، التي تصدرت قوائم الأغنيات الأكثر إستماعاً، أما ختام الحفل فكان مسكاً، مع الفنان المصري عمرو دياب، الذي أبدع بأداء أغنيته "يا أنا يا لأ "، وسط تفاعل كبير من الحاضرين، وألقى عمرو دياب كلمة عفوية، إعترف خلالها بأنه غنى Play Back، وأشار إلى أنه يفضل الغناء على الكلام، لكنه إستغل الفرصة، لتقديم الشكر للمستشار تركي آل الشيخ ولكل القائمين على الحفل.

حفل أقل ما يقال عنه إنه أسطوري، ونحن بدورنا نشكر هيئة الترفيه، خصوصاً معالي المستشار تركي آل الشيخ، وجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على حرصهم على إشراك لبنان وكل الشعوب العربية في نجاحاتهم، وفي تطور المملكة العربية السعودية، عسى أن ينقلوا إلى زعمائنا، يوماً ما، عدوى النجاح والذكاء والتطور.