محترفة في عملها، راقية في حضورها، ورصينة في حديثها.
أثبتت كفاءتها الكبيرة في توليها منصب مديرة البرامج في إذاعة لبنان، خصوصاً أنها تدرك جيداً أن كل كلمة تقال عبر هذه الإذاعة، تسجّل للتاريخ، كما أنها حريصة كل الحرص، على المحافظة على هذا الصرح الإعلامي العريق، وعلى كنوزه الثمينة، من أغنيات ومعزوفات، وبرامج ولقاءات لا مثيل لها.
إنها الإعلامية ريتا نجيم الرومي، التي حلت الشهر الماضي، ضيفة على مدرسة "شوف ناشيونال كولدج"، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وكان لها حوار مع الطلاب، حول دور الإذاعة في نشر اللغة العربية، وتعزيز الثقافة.
وبدعوة جميلة من عصبة السيدات The Women’s League في الجامعة الأميركية في بيروت، حضرنا إلى الجامعة، لنكتشف أسرار مسيرة ريتا نجيم الرومي الإعلامية، والمستمرة منذ ثلاثة عقود، وبشغف كبير.

إنطلقت هذه المسيرة منذ أن بدأت ريتا نجيم الرومي دراسة الإعلام، وعملت مذيعة أخبار ومقدمة برامج، وفي عام 2016، تسلمت مهامها الإدارية في الإذاعة وعن جدارة، ورغم كل التحديات، أنجزت الكثير من الأعمال، وقرّبت إذاعة لبنان العريقة من جيل الشباب، فعرّفت طلاب الجامعات على هذا الصرح الكبير، وهم بدورهم عشقوا الإذاعة، حتى أن العديد منهم، أعدوا وقدموا برامج فيها.
شاركت ريتا نجيم الرومي، بإسم إذاعة لبنان، في مؤتمرات عديدة حول العالم، وتم اختيارها رئيسة للجنة التحكيم الدولية في مسابقات إذاعية عالمية في مؤتمر المالديف الدولي، ونقلت صورة الإذاعة الأم إلى العالم كله، إذاعة لبنان التي تواكب التطور وتدعم الطلاب والشباب، والتي تحافظ في نفس الوقت، على تقديم الأعمال الأصيلة، التي عودت مستمعيها عليها، منذ إنطلاقتها في عام 1938.


وفي الشريط الوثائقي المصور، الذي اختصر مسيرة طويلة من العمل الدؤوب، عرضت لنا ريتا نجيم الرومي، برامج عديدة أنتجتها إذاعة لبنان، وحصدت جوائز كثيرة في مسابقات عربية وعالمية.
أعجب الحاضرون في هذا الحفل في الجامعة الأميركية، بما قدمته ريتا نجيم الرومي خلال مسيرتها الإعلامية، واعتبروها رمزاً للمثابرة والنجاح، وبدورها دعت مديرة البرامج الحاضرين إلى زيارة إذاعة لبنان، وستوديوهاتها التي شهدت إنطلاقة أهم الفنانين والفنانات والمذيعين والمذيعات، الذين أصبحوا جزءاً من تراث وثقافة الشعب اللبناني، وذكرت منهم وديع الصافي وفيروز وصباح وحليم الرومي والأخوين رحباني، الذين أطلقت إذاعة لبنان أسماء البعض منهم، على عدد من ستوديوهاتها، وذلك تخليداً لعطاءاتهم وإنجازاتهم.
نقلتنا ريتا نجيم الرومي في لقائنا معها في الجامعة الأميركية، إلى عالم ساحر، وقالت إن عملها في الإذاعة، منذ بدايته ولغاية اليوم، يشبه حكاية فيها عشق وقلق وتحديات، ودموع وخيبات، وإنجازات وفرح، وختمت قائلة: "ليس للحياة قيمة، إلا إذا وجدنا فيها شيئاً نناضل من أجله، أو نعشقه".

موقع "الفن"، كان له هذا الحوار مع ريتا نجيم الرومي.

ألم يخفت حبك للإذاعة يوماً؟

لا، أحاول أن لا أتوقف عند المصاعب، مع أنه في محطينا الكثير من الظروف المحبطة. لدي كل التصميم لأستمر، فطالما أني مديرة برامج إذاعة لبنان، سأستمر في المثابرة على العمل حتى النهاية، على الرغم من أن هناك تحديات طوال الوقت، فالحياة هي تحدٍ، وتضع أمامنا تحديات يومية.

على ماذا بكيتِ بالأكثر خلال مسيرتكِ العملية؟

بكيت عندما تسلمت إدارة البرامج، مع أني كنت أدرك أن المهمة صعبة، ولكني لم أتوقع أن يؤثر ذلك على نفسيتي ويتعبني كثيراً، فقد لمت نفسي كثيراً لأني حملت هذه المسؤولية الكبيرة، التي فيها مهام صعبة جداً، وأصبح هناك حمل أثقل، ولكني الحمد لله تخطيت الأمر. الفارق كبير بين أن يكون لدي برنامج أعده وأقدمه، وأرجع إلى بيتي، ولا أعود أفكر بأي أمر ثانٍ يتعلق بالإذاعة، وبين أن أكون على تواصل يومي مع حوالى الـ30 مذيعاً، لكي أشرف على الأفضل. طبعاً هناك فريق عمل رائع تعاونت معه، وحققنا معاً نتائج جميلة، عندما نتحدث عنها تدهش السامعين، وهذا ما حصل اليوم، عندما شاهد الحضور ما أنجزناه من برامج في إذاعة لبنان.

ما هي القواعد التي يجب أن يتبعها كل إعلامي؟

على الإعلامي أن يحافظ دائماً على إطلالته بمستوى راقٍ، وعلى لغة جيدة، إن كان يتحدث باللغة العربية الفصحى أو بالعامية، ليكون تعبيره لائقاً بالمتلقين، كما عليه أن يحترم المستمع، وأن يكون موضوعياً، وضد العنف وداعياً للسلام.

تدرّسين البرنامج الإذاعي في جامعة بيروت العربية، هل سيجد خريجو كليات الإعلام فرص عمل في لبنان؟

كل خريجي كليات الإعلام هدفهم أن يعملوا في لبنان، ولكن ربما بسبب الظروف الحالية في البلد، يسافرون للعمل في الخارج. هناك مجالات للعمل في لبنان، ولكن المردود المادي لم يعد يرضي أحداً، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي نعاني منها في لبنان خلال السنوات الأخيرة، ولذلك عندما يتم تكريم الإعلامي، وتكون هناك لفتة معنوية تجاهه، ينسى تعبه، ويشعر بالفرح والرضا والفخر.