نستغرب من الفنان المصري محمود العسيلي الحديث عن الفنانة اللبنانية ميريام فارس بطريقة مستفزة وغير محببة، مرة جديدة.


نبدأ من تفاصيل ما جرى حديثاً حيث أن العسيلي خلال حلوله ضيفاً على برنامج "حبر سري" مع الاعلامية أسما إبراهيم تحدث عن خلافه مع فارس، التي سخر منها بتغريدة تعود لعام 2019، بعد تصريحها الشهير حول سبب عدم إحيائها حفلات في مصر. وقال العسيلي إن ميريام لا تجيد الغناء على الإطلاق، على الرغم من أنه لم يسمِها خلال الحديث، وقال: "ناس فجأة بتنسي نفسها، وهي كبرت على مصر، والصراحة هي مبتعرفش ‏تغني أوي". وتابع معلقاً على نجاحها: "ممكن تكون نجحت علشان بتعرف ترقص، أو ‏نجحت علشان التكنولوجيا ممكن تحول مغني مبيعرفش يغني آوي إلى أنه يغني مضبوط."
فكيف يسمح فنان لنفسه ان يقيّم فنانا آخر ويقول عنه هذا الكلام؟ فهناك فنانين كبار رغم خبرتهم وتمرسهم في الفن لا يبدبون رأيهم بفنانين آخرين، فالفنانة الراحل صباح تعودنا عليها أن تبدي رأيها بفنانين جدد من باب دعمهم، ولا تقوم الفنانة ماجدة الرومي على سبيل المثال بتقييم من يجيد الغناء أم لا.

لكن مع احترامنا لـ محمود العسيلي عليك ان تمتلك ثقافة فنية كي تقيّم الفنان، أو ان تكون نجما من الزمن الجميل، ولا بد ان نذكر أن ميريام بعد تصريحها عام 2019 أنها أصبحت ثقيلة على مصر، اعتذرت حينها مشيرة الى انه خانها التعبير ، خاتمة بيانها بـ تحيا مصر، وموضحة حينها ما تقصد، بأنها كبرت متطلباتها على المتعهدين في مصر، كما اتصلت بالفنان هاني شاكر الذي كان يرأس نقابة الموسيقيين حينها، واعتذرت وأوضحت ما كانت تقصد، والذي بدوره اعتبر ان الموضوع أخذ أكبر من حجمه.
مصر هي أم الدنيا وفناني مصر لهم دور كبير على الساحة الفنية العربية، كما ان الأغنية المصرية لها رونقا خاصا ايضا، والجمهور المصري جمهور ذوّاق في الفن.
كما أننا لم نسمع مثلا الفنان المصري هاني شاكر يتحدث عن ميريام فارس بهذه الطريقة بل على العكس دافع عنها كما ذكرنا أعلاه.

ميريام فارس حققت نجاحات لافتة في مسيرتها الفنية، واستطاعت ان تثبت وجودها بقوة على الساحة الفنية، فهي ليست فقط فنانة تبهر الجمهور بإستعراضها على المسرح، بل هي ايضا التي تخرجت من برنامج ستديو الفن للراحل سيمون أسمر الذي خرّج ايضا معظم فناني الصف الأول في لبنان، والتي درست ايضا في معهد الموسيقى الوطني، واختارت لونا غنائيا لها ونجحت فيه.

وقد تواصلنا مع الفنان والملحن هيثم زياد للوقوف عند هذا الموضوع، اذ قال: "أولا بموضوع مصر، لا يوجد فنانا لبنانيا ولا يوجد أحد في لبنان لا يحب مصر وفناني مصر وفن مصر وكل تاريخها الفني".
ثانيا: "اوتو تيون، نعم يُصلّح أصوات لكن لا يمكن ان يصنع المعجزات".
ثالثا: "اليوم اذا اردنا ان نُجرّح بصوت ميريام ونقول انها تغني على قدها، أو نجحت لأسباب اخرى وهي رقص أو غيره، نكون حينها نجرّح بشريحة كبيرة في الوطن العربي، بأفكارهم وسمعهم وكل ما يخص ميريام التي نحن نحبها ونكبر فيها، وأنا عن نفسي، أقول ان الأشخاص التي لم تعمل مع فنانين معينين لا يستطيعون أن يحكمون عليهم، لماذا؟ لأن الفنان اليوم بمكان معين، يحاول ان يتماشى مع السوق وما هو رائجا، ولكن انا بتجربتي مع ميريام بـ "كيفك انت انشالله منيح"، هي اغنية فيها مغنى صعب وليست سهلة أبدا، ميريام غنّت بشكل جميل، والتصليح في الستديو لا يعطي أداء وأفكار، وطبعا ميريام لها الأهلية بالدفاع عن نفسها اذا أحبّت ان تدافع، لكن غيرتي عليها تسمح بالتكلم عنها.
ميريام فارس فنانة مُحبّة وقدمت أغانٍ باللهجة المصرية لمحبتها للجمهور المصري، وهي نجمة كبيرة، "باكج" على بعضها، نحن في عصر كل عنصر فيه يكمل الآخر من الثياب الى كل التفاصيل، فأعتقد ان هنالك إجحافا بحقها وهي تغني بطريقة جميلة جدا وليست جميلة فقط.

وكان لنا مداخلة ايضا مع مدرب الصوت طوني البايع لأخذ رأيه في الموضوع، اذ قال: "رأي الفنان محمود العسيلي غير صحيح كليا، حتى لو هناك موقف بين فنانة وبلد او بين فنان ينتمي لبلد ويريد الرد على آخر من غير بلد، سنظل نتكلم بحق، والحق يمنعنا ان نلغي او نجرّح بأناس ونحن هنا لنتكلم بالعقل وليس القلب.
أولا من الصعب ان يقول الفنان محمود العسيلي والذي هو ايضا صاحب خبرة ان ميريام فارس لا تمتلك صوتا وأداء، وهو عندما يتكلم عن التكنولوجيا والرقص، ايضا هناك في مصر فنانين انطلقوا من الرقص وهذا ليس معيب، وقد يصح ان نقول عنهم جيدون، ونظلمهم اذا قلنا عكس ذلك، أو ربما كانوا ليسوا جيدون وبسبب التكنولوجيا أصبحاو أفضل، وهو أكثر شخص يدرك جيدا ان كل فناني هذا العصر ونوعية الموسيقى احيانا تظلم الفنان الذي يكون لديه طاقة، لكن بعض الألحان والتكنولوجيا تمنع من إظهار صوت الفنان بالشكل الصحيح، انا أقول لـ محمود العسيلي يا ليت لو تسمع ميريام فارس عندما تغني "غنيلي شوي شوي" للسيدة أم كلثوم والتي بالتحديد سجلناها عند الموزع الموسيقي هادي شرارة، وكانت بإشرافي اذ عملت معها عدة مرات على هذا اللقاء، وأبدعت بغناء هذه الأغنية، أكثر من فنانين كثر غنوا هذه الأغنية وحاولوا احيائها، وأريد ان أقول اني وفي عدة لقاءات مع ميريام ان كانت بأغاني خاصة أو برامج تلفزيونية لم يكن لديها أي مشكلة مع ميريام من ناحية طبقاتها الصوتية ولا بإختياراتها أو بجمالها او رقصها.
وأضاف: "اذا الفنان لديه الإمكانية ان يقدم "شوو" ويبرع ويصل للعالمية مثل ميريام، هذا يشكل اضافة لنا، ايضا في مصر كان هناك فنانات في السيتينيات والسبيعينيات اعتدمن على شكلهن ورقصهن وغنين بطريقة جميلة ولسن أقل أهمية، وقد كُرّمن وأعاد البعض احياء أغانيهن".
وتابع طوني البايع: "لو محمود العسيلي قال ان ربما حاليا ميريام فارس لديها مشكل صحي بصوتها، وهذا الأمر صادف عدد من الفنانات، مثل سيلين ديون، ماريا كاري ايضا بفترة ما، أديل ايضا في إحدى المرات، كلنا نتعرض لهذا الأمر، ولا يجب ان يكون ذلك سببا لتعرض الفنان الى النقد، ولكن بقوله انها تعتمد على الرقص أكثر فهو مخطئ، واذا يقول انها تعتمد على "الشوو" أكثر فأيضا مخطئ، ونذكّر ان ميريام برعت في الأغاني اللبنانية والمصرية والخليجية والعراقية، وأصحبت عالمية من خلال أغنية المونديال، شئنا أم أبينا ميريام فارس اسم حكي عنه في كل العالم، وصوتها يساعدها ايضا، وأقول ذلك لست لأني لبنانيا أو اني عملت معها، لا، بل لأني أقول الحق."