تصدر إسم الممثل اللبناني باسم مغنية الترند في الأيام الماضية، وأحدث جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الإجتماعي، وبين المتابعين وذلك بعد تصريحات إعتبرها البعض مهينة لمسيرة الممثلين السوريين تيم حسن وباسل خياط، بينما رآها البعض الآخر موضوعية، وحقيقية وليس فيها أي نوع من التقليل من شأن أعمال أي ممثل.


وفي التفاصيل، وخلال حلوله ضيفاً على برنامج "عندي سؤال" مع الإعلامي محمد قيس، أكد الممثل اللبناني باسم مغنية أن لبنان يمتلك مقومات كبيرة من مخرجين وكتّاب وممثلين، وأن هذا البلد قادر على خلق سوبر ستار حقيقي، وبالفعل إعتبر أن أهم الأعمال المشتركة انطلقت من لبنان، وانطلق معها نجوم عرب، أصبحوا "سوبر ستار"، مثل تيم حسن.
"تيم حسن كان نجم بس ما كان سوبر ستار متل هلق" هذا ما قاله باسم مغنية في الحلقة، وعما جعله يصبح سوبر ستار قال أن الأعمال التي قدمها في بيروت هي من جعلته سوبر ستار وطبعاً خياراته وهو شخص ذكي ويعرف كيف "يدوزن" الأمور، وأشاد بالكثير من الأدوار التي قدمها تيم حسن.
كما تحدث باسم مغنية عن تعاونه مع الممثل السوري باسل خياط، وأشاد بالثنائية التي قدمها معه، كما قال أن تاريخه أكبر من تاريخ باسل فنياً حين شارك معه في مسلسل "تانغو"، لكم باسل كان أشهر في الوطن العربي.
حديث باسم مغنية هذا، عرّضه لإنتقادات ولهجوم واسع من قبل رواد السوشيال ميديا، الذين إعتبروا أنه يحمل الكثير من التهجم على مسيرة الممثلين المذكورين الفنية، كما طالت بعض التعليقات مسيرة باسم الفنية، وأعماله بطريقة غير لائقة، ومن بين هذه التعليقات نذكر: "سؤال للفنان باسم مغنية تاريخك أكبر من تاريخ باسل خياط كيف يعني؟من أي وجهة نظر؟ ماهو أرشيفك من الأدوار والمسلسلات؟ هل عندك دور مثل عمر بأحلام كبيرة أمجد بالغفران منصور بعلى حافة الهاوية؟؟ هل اقتحمت هوليود الشرق وفرضت حالك وسط عمالقة مصر بمسلسلات عظيمة بشهادة نجوم مصر الكبار؟"، "باسم مغنية مع حبي لتمثيلك بس لا اتفق معك ! تاريخك المهني مش اكبر من باسل خياط ابداً ما بعرف ايمت بلشتو بس المسلسلات السورية محضورة عربياً كتير المسلسلات اللبنانية البيور مش محضورة عربياً فقط لبنانياً، باسل من الاشهر عربياً اكيد وأضافة العنصر السوري لأي عمل مربح كبير"، "كبرانه الخسة براسه روح اتعلم كيف تمثل من باسل وتيم ، مو يعني اذا ماغي رضيت عليك وخلتك تمثل معها انك تتطاول على أساتذة عندن تاريخ بالفن وانت ما عندك ولا عمل ببطولة ثنائية ، بدنا نروء".
هذه التعليقات إستفزت باسم، الذي إضطر إلى إعادة نشر رابط المقابلة وطلب من الجمهور أن ينصت جيداً لحديثه، كنوع من التأكيد مجدداً على كلامه، والإصرار على إشادته بموهبتي زميليه اللذين يؤكد أنه يحترم تاريخهما ويقدره، وكتب عبر حسابه الخاص: "يتعجب المرء في زمن السوشيل ميديا كيف تُشنّ حملات ولم يسمع الناس الحكاية كاملة. حملة ممنهجة… شتائم… تجريح شخصي… وأنتم لم تشاهدوا حتى الحلقة بل تناقلتم جملة من مقابلة مع الإعلامي محمد قيس ببرنامج عندي سؤال تصل إلى قرابة الساعة. أنا ممثل يحترم تاريخه وتاريخ زملائه وأزن كلامي جيداً".
السؤال هنا، ما الذي إستفز هؤلاء المتابعين بكلام باسم؟ أو السؤال الأصح هل قاموا بالفعل بالإستماع والإنصات لما قاله قبل أن يفور دمهم، ويشعرون بالحاجة الضرورية للرد بكل هذه الوقاحة، أم أن عنصريتهم الكبيرة هي ما اثارتهم غضباً، لمجرد أن فنان لبناني قام بإبداء رأيه بأعمال الممثلين السوريين؟
وحتى بالعودة إلى آراء الممثلين السوريين نفسهم، لم نجد أنهم قاموا يوماً بنكران أهمية تأثير تعاونهم مع ممثلين أو منتجين أو كتاب أو مخرجين لبنانيين على مسيرتهم الفنية .. بل وبالعكس إذا لو لم تكن هذه التعاونات تعود إليهم بالفائدة، ولم تقدمهم كما قيل كـ "نجوم"، ما الذي كان سيجعلهم يعيدون الكرة مرة وأخرى وثالثة حتى؟
حان الوقت إلى تفهم وتصديق فكرة أن الساحة الفنية تتسع للجميع، لا بل تتطلب الجميع وتريد القدرات الإبداعية اللبنانية كما السورية كما المصرية وغيرها، وأن اللجوء الدائم للمقارنة، لم يعد أمراً مقبولاً في ظل الإثبات الدائم وبكل عمل مقدم أن نجاحه عادة ما يكون قائماً على كفاءة عناصره كافة ونجومه جميعاً.
ويجب محاولة تقييم العمل كما هو وأداء الممثل كما هو، بعيداً عن أي إعتبارات عنصرية التي ليس من شأنها إلا أن تضع الممثل المدافع عنه من قبل هؤلاء العنصريين في مواقف محرجة ليس إلا.
ولا بد هنا أن نذكر ضرورة المحافظة على الإحترام واللباقة عند إنتقاد حديث فنان خلوق ومهذب وحافظ على لباقته، مهما كان التصريح الذي يطلقه لا يتناسب مع أفكارنا.
وإلى كل من يكره نجاح لبنان، حاربتم لبنان أمنيا وإقتصادياً وسياحياً، ولم تستطيعوا أن تحاربوه حضارياً وثقافياً وفنياً، ويبقى لبنان هو من صدّر الأدمغة والحضارة الى كل العالم وفي معظم الأعمال الناجحة والمؤسسات الناجحة تجدون أدمغة لبنانية.