مارسيل غصن كاتب وممثل ومخرج، تلقى دورسه في الجامعة اليسوعية، ويحضر حالياً الدكتوراه في المسرح. في أرشيفه عدة أعمال مسرحية وأفلام سينمائية. أبدع مارسيل غصن بأداء دوره وأدهش الحضور بإحساسه وموهبته وحرفيته، في مسرحيته Insomnia في District 7 بالأشرفية، الذي هو عنوان للثقافة والإبداع، مخصص لتعليم كل أنواع الفن والأداء، من غناء ورقص وتمثيل، وأسسته الممثلة سولانج تراك في شهر مايو/أيار.
موقع الفن إلتقى مارسيل غصن، وكان لنا هذا الحوار معه.

لماذا عدت إلى المسرح مع Insomnia بعد غياب سنوات، وما هي رسالة هذا العمل؟

آخر مسرحية لي كانت عام 2017، أما فكرة المسرحية، فهي تركز على دور الضمير في حياتنا، وأهمية مراجعة الذات، لتجنب الأخطاء التي نعاني منها جراء إرتكابها بسبب الأرق. رسالة العمل هي عن كيفية تحسين حياتنا، وتم تصوير فيلم للفكرة، لكن أثناء التصوير، خطر لي أن فكرة التحاور مع الدبدوب ستكون موفقة على المسرح، وتطلب الأمر إعادة النظر بالتفاصيل الطريفة.

لماذا إخترت District 7 لعرض المسرحية؟

إخترت District 7 لأن المكان جميل جداً، وكنت أرغب بصالة يكون فيها الجمهور قريباً مني، لكي يكون التفاعل بيننا قوياً. أنا أحببت هذا النوع من المسرح، الذي أطلق عليه المخرج البولوني جيرزي غروتوسكي "المسرح الفقير"، لأنه يؤمن أن العنصر الأهم هو التفاعل بين الممثل والجمهور، ويفضل إلغاء الديكور وكل المؤثرات كي لا تستولي على دور الممثل، وأن يكون المكان قريباً من الجمهور، وهذا ما حصل خلال العرض، فتفاعلت مع الجمهور بشكل كبير. المسرح في District 7 ساهم في تحقيق الهدف المطلوب، وأصبح الجمهور مدعواً للدخول إلى عمق الشخصية، حيث لا وجود لستار أو لأي حواجز تفصل بينهما. كما أنني شعرت بالعيون شاخصة نحوي، وكنت قادراً على التحكم بالحركة والصوت.

بعد إختبارمهاراتك على المسارح الأوروبية والأميركية، هل ما زال المسرح اللبناني بعيداً عن مستوى المسارح العالمية؟

المسرح اللبناني يركز على الكوميديا، بينما المسرح يمكن أن يكون كوميدياً وتراجيدياً أو رعباً أو إختبارياً، وربما خيار الكوميديا في لبنان سببه حاجة الناس إلى الضحك. يمكن أن ننوع الثقافة من خلال الأعمال المسرحية، ونخلق نهجاً جديداً، على سبيل المثال في أوروبا كان بيتر كروك يعرض مسرحيات على الطرقات، وفي الحدائق. علينا أن نخرج من مبدأ إضحاك الناس، وأنا أرغب بإطلاق أعمال مسرحية أكون من خلالها قريباً من الجمهور، ويكون محتواها جديداً، وليس بالضرورة سياسياً. يمكن أن نتطرق إلى مواضيع مختلفة، تعتمد على الخيال. المسرح هو اختبار جميل، لإيصال رسائل معينة إلى الجمهور، وليس بالضرورة عن لبنان، قد تكون الرسالة إنسانية، أو روحية، وقد يكون المسرح لمشاهدة أداء ممثلين وقدراتهم.

ما رأيك بالسينما اللبنانية؟

تطورت بشكل لافت على صعيد الإضاءة والتصوير والأداء والتمثيل، لاسيما في الأعمال المشتركة مع الممثلين العرب والأتراك. أنا أحب السينما، لكنني أركز على المسرح حالياً، لأن إنتاج فيلم سينمائي ليس سهلاً، خصوصاً إذا كنت أنا المنتج. صوّرت ثلاثة أفلام، وسوف أعمل قريباً على توزيعها.

ماذا عن أعمالك الجديدة؟

مع Insomnia أحاول إنجاز مونتاج فيلم عن إنفجار بيروت، شاركت بالتمثيل فيه، مدته ساعة، على أمل إطلاقه في آب/أغسطس المقبل، وسبق أن صورت فيلماً عليّ إنجازه من ناحية المونتاج. لدي أفكار للكتابة، وأرغب بعمل يشبه مسرحية Insomnia، أؤدي فيه دوراً منفرداً على المسرح، وقد يكون كوميدياً، أو فكرة جديدة.

ماذا عن إعادة عرض مسرحية Lies and Likes؟

في الوقت الحاضر، الأمر ليس وارداً، عُرضت المسرحية عام 2016، وقد أعمل لاحقاً على جزءٍ ثانٍ.