ما إن يبدأ إسم ممثلة أو فنانة بالبروز أكثر وتبدأ موهبتها بالتألق وإثبات نفسها، حتى تبدأ موجات التنمر غير المبررة بأكثر الأوقات بالظهور معها، وكأنها ضريبة على كل فنان أن يدفعها، بمجرّد تحوله إلى نجم، وكأن الصور المثالية التي يرسمها الجمهور للنجوم برؤوسهم مفروضة على النجوم لا محال.


ومن الأمثلة الكثيرة التي خضعت لهذا الإمتحان غير العادل، نذكر مؤخراً الممثلة السورية مرام علي، التي لمع إسمها مؤخراً، وتجلت موهبتها بأبهى حللها بدور "تيا" الذي تقدمه في النسخة المعربة من المسلسل التركي "الخائن"، وبدأ إسمها يطرح بين نجوم الدراما العربية المشتركة، وبالطبع ترافق هذا الأمر مع حملات إنتقادات وتنمر من قبل الجمهور، دفعها للظهور على الإعلام والتبرير.
وفي التفاصيل، تصدر إسم مرام علي الترند مؤخراً بعد ظهورها بالعمل بوزن زائد، برز بشكل خاص بوجهها، الأمر الذي دفع المتابعين لإنتقاد إختيارها لدور "تيا" تبعاً وأنه دور من المفترض أن تلعبه فتاة عشرينية لا تزال بمرحلة الدراسة، كما إعتبروا أن إنتفاخ وجهها ناتج عن حقن البوتوكس، معتبرين أنها ليست مناسبة لهذا الدور، من دون محاولة حتى تقييم أدائها للشخصية، وتمثيلها.
وإضطرت الممثلة للظهور على الإعلام وتبرير وزنها الزائد، وإزاحة التهم التي وجهت لها لهذا السبب، وقالت كاشفة عن أخذها علاج يتضمن مادة "الكورتيزون" الذي يحبس الماء في الجسم: "صحيح أنني ظهرت بوزن زائد وهو ما بدا على مظهر رقبتي بشكل واضح ولكن ذلك يعود لتناول دواء الكورتيزون". وتابعت: "تعرضت للإصابة بمشهد قتال في الموسم الثاني من مسلسل "عنبر6" وكان تصوير مسلسل الخائن بعد ذلك فوراً وبالتالي اضطررت للاستمرار بتناول الدواء وهو ما تسبب بزيادة وزني بشكل كبير".
وأوضحت مرام علي أنها تعرضت للتنمر بشكل كبير بسبب وزنها الزائد حتى أن أحداً ما قال لها: "صايرة متل قرص الكبة". وردت على اتهامها بالمبالغة بالتجميل: "هذا الأمر تم تداوله بسبب وزني الزائد حيث كان شكل وجهي يوحي بذلك ولكن حالياً وبعد نزول وزني تغير الأمر".
كما أنها أكدت أنها في البداية إعترضت على عمر شخصية "تيا" التي تجسدها في "الخائن"، وذلك بعد الإنتقادات التي وجهت إليها، وقالت: "أنا عمري 30 عاما.. والمفروض يكون عمر تيا 30 بالعمل.. بس القرار ليس لي".
الحقيقة أنه علينا أن نبدأ بالتفكير خارج الصورة النمطية والمثالية للنجم، الذي يتمتع بكل الصفات الخارقة للإنسان الرائع، الفنان أو الممثل هو شخص طبيعي ومن الطبيعي أن لا يظهر بشكل دائم بأفضل حلله، يجب أن تكون المعايير الوحيدة التي تحدد تقييمنا للفنان هو عمله وموهبته فقط، وأن لا نجعله يضطر لتبرير نفسه حتى يكف عن سماع عبارات الكراهية المؤذية.