شارك الممثل وجيه صقر مؤخراً في لقاء حواري في مكتب شؤون المرأة في قسم سن الفيل الكتائبي بحضور نائب رئيس إقليم المتن رالف جدعون، ورئيسة مكتب شؤون المرأة في إقليم المتن نتالي سلهب، وقد تم تكريم وجيه صقر في الحدث.
وتناول حديث صقر شهادة حياة، وبدايته في التمثيل واستمراريته.
وكان لموقع "الفن" هذا الحوار مع وجيه صقر.

تتحدث اليوم عن مسيرة حياتك، أخبرنا عن طفولة وجيه صقر..

طفولتي لم تكن عادية، فقد كانت تتضمن صعوبات، من بينها التعامل مع الأهل، وكنت أفتقد تفهم والدَي لي في بعض الأمور، وتمكنت في النهاية من إقناعهما بوجهة نظري، وفي هذا الإطار، لا بد أن أتوجه للأهل، وخصوصاً النساء، أن يكسروا الحواجز بينهم وبين أبنائهم وبناتهم لتقريب المسافات.

إذاً أنت مع اختيار الإبن المجال الذي سيعمل فيه بالمستقبل، وأن لا يختار له الأهل ذلك.

طبعاً، فأهلي كانا معترضين على دخولي المسرح، لكني دخلته، وكسرت القاعدة، وقرّبت أهلي مني، إلى درجة أن والدتي أصبحت تمثل كليبات في الوكالة التي أمتلكها.

هل الأوقات الصعبة التي يعيشها الشخص في طفولته، تعطيه المزيد من الوعي في حياته؟

هذه الأوقات الصعبة تعطي الشخص القوة، والثقة بالنفس، والإعتماد على الذات، فمنذ أن كان عمري 16 عاماً، لم آخذ دولاراً واحداً من أمي وأبي، وعندما كبرت، بت أنا من يهتم بهما.
لا يجب على الأهل أن لا يلبوا كل طلبات الأبناء والبنات، بل يجب أن يجعلوهم يبحثون عن ما يريدون، لأنه إذا توفر للشخص كل ما يريد يفقد طموحه.

ما كانت ردة فعل أهلك على أول دور تمثيلي لك؟

أول عمل تمثيلي شاركت فيه هو مسلسل "بر الأمان" عام 1991، كان في عمان في الأردن، ووقفت خلاله للمرة الأولى أمام الكاميرا، وعندما عرض العمل، لم يشاهده والداي، إذ إنهما لم يحبا أبداً رؤيتي على الشاشة.
شاركت في هذا العمل مع الممثلين جومانا شرف الدين ومجدي مشموشي وبيار داغر، وجسدت فيه دور الزوج السيئ.

إلى أي مدى ارتبط إسمك بتجسيد دور الشخص السيئ؟

عرض عليّ الكثير من الأدوار لأجسد فيها دور الشخص الجيد، ولكني لم أقبل بها، وقد نجحت بدور الشخص السيئ، فهناك الكثير من النجوم الذين يجسدون دور الشخص الجيد، ولا يوجد نجم واحد يجسد شخصية الرجل السيئ إلا أنا.
حين يبحثون عن ممثل يجسد شخصية الرجل السيئ، أول من يفكرون به هو أنا، وحين أرفض يفكرون بغيري.

كيف تلقيت خبر تعرض الممثل اللبناني فادي إبراهيم لوعكة صحية؟

زعلت كثيراً، وكان من واجبي الإتصال به.

كيف تنظر إلى استبعاد الممثلين عن الشاشة مع تقدمهم بالعمر؟

عندما يجلس الممثل في منزله من دون عمل، يُعتبر ميتاً وينتظر دفنه.

ما هي تحضيراتك حالياً؟

أحضر لفيلم قصير من بطولتي، أجسد فيه دور رجل جيد وليس سيئاً، وقد يتحول إلى عمل سينمائي لاحقاً.

مَن مِن الممثلين الذين تتابعهم على الشاشة تعتبرهم نجوماً؟

هناك كثيرون، لا أريد أن أذكر أحداً وأنسى آخر، أحب أعمال يوسف الخال كثيراً، أتمنى أن لا يغيب عن المسلسلات، كما أتمنى له النجاح في مسرحية " مش بس عالميلاد " التي تعرض حالياً.

تعرضت الفنانة إليسا لإنتقادات بسبب طلبها من الحضور في حفلها في ألمانيا، الوقوف دقيقة صمت تعاطفاً مع أهل فلسطيين، ما تعليقك؟

لفتني تصرف إليسا، حيث أنها خطوة معبرة منها، وأحببت أنها فكرت بالموضوع.

ما رأيك بمكوث الممثل القدير أنطوان كرباج في مأوى للعجزة؟

حزنت عليه كثيراً، فوالدتي كانت تعاني من نفس الحالة، وهي الزهايمر، ورفضت أن أضعها في مأوى، فأحضرت لها ممرضة إلى المنزل ومساعِدة، لا يمكنني أن أدخل المنزل ولا أجد والدتي.
أقول لـ أنطوان كرباج "الله يعطيك الصحة"، أحبه كثيراً، ولم أكن أتوقع أن يترك منزله يوماً، وإنطلاقاً من هنا أقول إن الزواج ليس ضمانة للآخرة، ولم يعد في أيامنا عبرة، وأنطوان كرباج دليل على ذلك. الوالدان هما بركة البيت، ولو مهما حصل معهما، لا يجب أن يوضعا خارج المنزل. لقد تعذبت كثيراً مع والدتي، فقد أصيبت بالكورونا والزهايمر، لكني كنت على قدر المسؤولية، ونقلت لها مستشفى إلى المنزل.

يشكو الكثير من الناس في هذه الأيام من النسيان، ماذا عنك؟

أنسى كثيراً، لكني ما زلت متكمناً من حفظ النصوص، إلا أنني أنسى أسماءً ووجوهاً.

في ختام لقائنا مع الممثل وجيه صقر، إليكم هذه الصور من اللقاء الحواري في مكتب شؤون المرأة في قسم سن الفيل: