تظل الممثلة حنان مطاوع في مكانة خاصة بين بنات جيلها، فقد اختارت أن ترسم لرحلتها طريقًا مختلفًا، لم يشغلها فيه فرص البطولة المطلقة بقدر ما كانت تبحث عن مساحات خاصة تظهر فيها موهبتها كممثلة محترفة تجيد تجسيد الأدوار التي تمزج بين الفتاة الشعبية أو ذو الطبقة المتوسطة التي تحمل تركيبة إجتماعية ونفسية خاصة، لتفتح حنان بهذه الشخصيات البسيطة في شكلها وشديدة التعقيد في باطنها مجالًا لتواجدها بقوة على الساحة الفنية بعد سنوات من العزلة الإجبارية بسبب الاهتمام بشرائح إجتماعية تبتعد كل البعد عن غالبية مجتمعاتنا العربية.
حققت حنان مطاوع مؤخرًا نجاحًا كبيرًا من خلال مسلسل "صوت وصورة"، والذي قدمت من خلاله شخصية "رضوى"الزوجة التي تجبرها الظروف المادية لزوجها للعمل لدى طبيب سىء السمعة تتعرض للتحرش على يديه فتقرر بعد إلحاح من شقيقتها وصديقتها الإبلاغ عنه لكنها توضع فجأة في قفص الإتهام بعد مقتل هذا الطبيب.
وقد كان لموقع "الفن" هذا اللقاء الشيّق مع الممثلة حنان مطاوع، تحدثت فيه عن الكثير من الأمور:

تحقق أعمالك في السنوات الأخيرة نجاحات كبيرة واخرهم "صوت وصورة"، فما الذي تفكري فيه قبل دخولك أي مشروع؟

أنا دائما لا أفكر قبل تقديمي أي عمل لا أفكر في نجاحه بل أركز واجتهد لتقديم دوري في أفضل شكل فهذه مهتمي الأساسية لكن الحقيقة هناك بعض الأعمال تفاجئك بنجاحها الكبير مثل "صوت وصورة" فرغم التوقيت الحرج الذي يعرض به بسبب الظروف الراهنة والانشغال بالقضية الفلسطينية لكن تصدره قوائم المشاهدة وتفاعل الجمهور معه عبر المنصات أدهشني وهذا توفيق من الله واجتهاد مني ومن كل فريق العمل.

لماذا تذهب حنان مطاوع لأدوار الفتاة البسيطة هل تجدين نفسك بها؟

بالتأكيد فهي قريبة من نبض الشارع، ومثلا شخصية "رضوى" إذا نظرت حولك ستجدها في جميع المحيطين.. امرأة بسيطة ليس لديها سقف طموحات معين ولا تريد الا أن تسير حياتها هادئة كما هي.

لكن اصرار "رضوى" على التقدم ببلاغ ضد الطبيب المتحرش ربما يكون مغاير عن تفكير أغلب النساء من شريحتها الاجتماعية؟

رضوى امرأة صنعتها الظروف التي وضعت بها، واعتقد أنه لولا وجود طفلتها التي تخشى عليها من كل شىء لم تكن لتأخذ موقفا جادا وتصمت مثل غيرها من كثير من النساء على هذا الموقف، هذا بالإضافة أن وجود داعمين في الرحلة لموقفها مثل شقيقتها وصديقتها جعلها تقف في موقف قوة، واعتقد ايضا أن هذا اذا تحقق لاشخاص مثل رضوى فالواقع سيؤمنون بقضيتهم ويحاربون من أجلها.

كيف عملت على شخصية رضوى من حيث الشكل والمضمون؟

أولا من حيث الشكل كنت أريدها كما هي في خيالي من حيث بساطتها وبما يتفق مع حالة الحزن التي تعيشها وسط رحلتها الصعبة، فهناك مشاهد استنفزت بها قدر كبير من طاقتي النفسية والجسدية جعلتني أشعر بالالآم في جسدي من شدة التحامي معها.
واستخدامي للمكياج لم يكن الا في مشهد واحد خلال مقابلتي للطبيب أثناء تقدمي للوظيفة كعادة أي شخص يذهب للتقدم لوظيفة ويحاول ان يكون مظهره مهندم، واعتمدت فقط على الكحل الاخضر و"الماسكارا" حتى يتضح فرق شكل الشخصية بعد ذلك.
وكما ذكرت أن هناك كثير من المشاهد التي استنفزت طاقتي ومنها ما تطلب مني في لحظات اضافة قدر من الارتجال ومنها مثلا المشهد الذي عرفت فيه "رضوى" أن زوجها قام بتطليقها وهي محبوسة بالسجن، فقد قمت بارتجال بعض الكلمات أبرزها "قولوه يسامحني بس ميحرمنيش من بنتي" وهي ارتجالات من وحي خيالي فقد تصورت مجموعة مشاهد لتأزم الشخصية بالموقف في عقلي وبنيت عليها هذا الارتجال .

ما هي مقومات نجاح "صوت وصورة" من وجهة نظرك؟

هناك أسباب كثيرة في مقدمتها التكنولوجيا وتأثيرها المقلق في حياتنا، فصحيح أن هناك مميزات لها لكنها شوهت الحقائق وجعلت المفاهيم مرتبكة لدى الجميع فهناك أحزاب تهاجم وأخرى تناصر هذا بخلاف مسألة الذكاء الاصطناعي والتي أشعر بتخوف كبير منها قبل تصويري للمسلسل ففي مرة استيقظت ووجدت صوت ام كلثوم على اغنية حديثة واصبت بصدمة كبيرة.
فأنا اعتبر أن الذكاء الاصطناعي انتهاك لحرية الاختيار، فبأي حق أجعل شخص متوفي يقوم بتقديم أغنية على ذوقنا أو أضعه في مواقف وتفاصيل معينة فنحن بذلك سلبنا منه حرية الاختيار فهي "سرقة للأشخاص".
أيضا أحد أسباب نجاح العمل تتمثل في مصداقية الأماكن التي صورت بها الأحداث، مما جعل كل شيء حقيقي وملموس للمشاهد لدرجة أن البعض اعتقد ان مشاهد السجن مصورة في ديكور لكنه في الحقيقي سجن يوكد في منطقة "العاشر من رمضان" وكنا نصور به على مدار ١٢ ساعة، هذا بخلاف التصوير في بيوت حقيقية كمنزل رضوى الذي استعنا فيه بأحد المنازل في منطقة شبرا.
والنجاح الحقيقي لصوت وصورة ايضا كان ملفتا نظرا لوجود فريق عمل مخلص ومجتهد يؤمن بالمشروع وفكرته لذلك خرجت المشاعر حقيقة ومصدقة للجمهور.

ماذا عن الكيمياء بينك وبين الممثل صدقي صخر حيث تعملان معا لأول مرة بعكس الممثل وليد فواز فقد سبق وقدمتما أعمالاً معاً؟

صدقي مكسب كبير لأي عمل فني، فهو شخص دؤوب ويدرس مشاهده بعناية كبيرة بالإضافة إلى تلقائيته وإلتزامه مما جعل مشاهدنا معًا صادقة وتحقق تفاعل مع الجمهور.

مررتي بتجربة مؤلمة في المرض في الشهور الأخيرة.. فما هو وضعك الصحي حاليا؟

الحمدلله، انا الآن في صحة جيدة، فقد مررت بمحنة صعبة عقب تشخيص خاطىء في البداية أزعجني وجعلني أشعر أن الزمن توقف لكن احمدلله على نجاتي وتصحيح المسار حيث أصبت بتضخم في الغدة الدراقية، وأجريت جراحة للاستئصال وعدت من جديد لحياتي الطبيعية بعد أشهر من التعب.