رفعت إسم لبنان عالياً في العديد من دول العالم، فهي رائدة في مجال المسرح والباليه، ومؤسِّسة ومديرة المدرسة اللبنانية للباليه، ومصمّمة رقص، ومحاضرة وكاتبة.
هي المصممة الكوريغرافية جورجيت جبارة،
التي سلمت مؤخراً أرشيف مسيرتها الغني جداً إلى مكتبة رياض نصار في حرم الجامعة اللبنانية الأميركية في قريطم، ويتضمن هذا الأرشيف صوراً بالأبيض والأسود أو ملونة لحفلات راقصة، ومقابلات مع شخصيات رائدة في مجال المسرح والباليه.
وبعد أن كنا نشرنا لكم الجزء الأول من مقابلتنا معها، التي كشفت خلالها أسراراً للمرة الأولى، ننشر لكم اليوم الجزء الثاني والأخير منها.

هل تعلمتِ رقص الصالونات وعلمته؟

كانت لدي مدرسة في الزوق مساحتها 1240 متر مربع، ولدي 3 ستوديوهات، في ذلك الوقت أيام الحرب، لم يكن أحد لديه مدرسة مثل مدرستي، وكان هناك ستوديو ندرس فيه رقص الصالونات.
أود أن أبوح لك بسر، فأنا قبل أن أبدأ بتعلم رقص الباليه عندما كنت طفلة بعمر 12 عاماً، كنت راقصة شاطرة مع بطل في رقص التانغو بمصر وهو والدي، وهو الذي علمني هذا الرقص، كنت أرقص التانغو قبل الباليه.

ساعدكِ هذا الأمر عندما قررتِ أن تتعلمي رقص الباليه؟

الرقص هو عالم له أول وليس له آخر، أنا عشت طفولتي في مصر، وتعلمت الباليه هناك، وحتى رقصت الرقص الصعيدي بالنبّوت هناك وأمام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
عندما سافرت إلى نيويورك زرت مدارس رقص متعددة، والتقيت راقصاً مهماً جداً إسمه لويجي، تعلمت أن الرقص يساعد الأشخاص المرضى على تحسن حالتهم، وعندما شاهدت هذا الأمر ومارسته، عدت إلى لبنان، واتصلت بالمستشفى، وكنت أنوي أن أبدأ مشروعاً يختص بهذا الأمر، وبدأت الحرب اللبنانية التي خربت كل مشاريعنا.

هل تؤمنين بأن الرقص يمكن أن يعالج حالات مرضية معينة؟

هناك راقصة ساعدت في تحسن حالة شخص كان في مرحلة متقدمة من التصلب اللويحي، وذلك عن طريق الرقص، وصممت على الأمر، ودأبت عليه لمدة أشهر، وتمكنت من كسر هذا الجدار، وبالفعل استطاع أن يتحرك الشخص قليلاً.

ممكن أن تقترحي هذه الفكرة على أحد؟

حالياً لا مدارس رقص ذات مستوى.

هل تنوين أن توثقي مسيرتكِ في كتاب كي يبقى مرجعاً للأجيال المقبلة؟

أنا كنت إنسانة مجنونة شقت طريقها بنفسها، وصودف أن ربنا حنون على المجانين، أنا حالياً في طور كتابة سيرة حياتي، والمسؤولون في الجامعة يعملون على نشر كل محتويات المعرض على الإنترنت.
كل الذين تتلمذوا على يدي، بدأوا يعلمون في كندا وغيرها من البلدان، طريقتي وأسلوبي، هذا هو الوفاء، وبشكل عام كل من حولي يحبونني وهم أوفياء لي، قد تكون خانتني واحدة أو اثنتان، لكني أشعر أنني مليونيرة بسبب هذه المحبة.
هناك إحدى تلميذاتي التي أصبحت جدة، جاءت من باريس، ومرت لزيارتي، فهذا كنز بالنسبة لي، وعندما أرى ما يحدث حولي، أشعر أنني محظوظة، خصوصاً أن عدداً كبيراً من الأولاد لا يهتمون بأهلهم كما يهتم بي تلامذتي.

ما هي كلمتكِ الأخيرة؟

أوجة تحية كبيرة للإعلامية هلا المر، التي تواكب وتقدر الفن الجميل، ولموقعكم المحترم.