عرض مسلسل "زقاق الجن" في شهر رمضان المبارك، إلا أنه لم يتسنَّ لنا أن نشاهده حينها، نظراً لكمية الأعمال الدرامية التي عرضت في شهر رمضان، وتأتي منصة شاهد، لتفتح لنا المجال في أن نشاهد العمل في التوقيت الذي يناسب نمط حياتنا ووقتنا.



العمل الذي ينتمي إلى أعمال البيئة الشامية، من كتابة محمد العاص وإخراج تامر إسحاق، يتضمن جاذبية كبيرة للمشاهدين، ويلقي الضوء على معاناة تعيشها الفتاة المحافظة، التي لا يمكنها حتى أن تنظر إلى شاب في الضيعة، وتعاني من قسوة أهلها عليها، واضطهادهم لها، وتسببهم بطلاقها، كونها فقط نظرت إلى ابن الجيران، وتؤول القصة إلى اتهامات وثأر وغيرها من الأمور.
بطل العمل هو الممثل السوري القدير أيمن زيدان، الذي رغم تغير شكله وخسارته الكثير من الوزن، ما زال الممثل الذي يمتلك حضوراً قوياً على الشاشة، وجسد في العمل دور "أبو نذير"، الإنسان المتسلط، الذي يخرب الدنيا، ويقوم بجرائم من أجل الحفاظ على نفوذه، واستمرارية مصالحه، وحتى أنه متسلط على عائلته وأحفاده.
ونرى ما آلت إليه تصرفات "أبو نذير" مع عائلته، حيث أن حفيداً له يتوجه للسكر، وآخر يستميله "أبو نذير" ليكون مثله، فيسرق ممتلكاته، ويجسد دوره الممثل رامي أحمر، وآخر بات يمتلك شخصية خائفة طوال الوقت (الممثل سليمان رزق)، وآخر يشعر بالظلم والإضطهاد طوال الوقت، والأصغر بات يدخن سراً عن أهله.
القصة مبنية على الفتاة التي تأتي لتنتقم من "أبو نذير"، حيث أنه قتل أهلها، وسرق منهم سبائك الذهب، ولعبت هذا الدور الممثلة صفاء سلطان، حيث تمثل أنها خادمة، وتحاول استمالة "أبو نذير" بدلعها، وجسدت صفاء دورها بطريقة جيدة جداً، وبالرغم من أن صفاء سلطان كانت تمضغ اللبان بطريقة مستفزة، إلا أن ذلك كان بمكانه في سياق الدور، كي تظهر أنها خادمة، وليست خانم كما هي في الحقيقة.

الممثلة شكران مرتجى جسدت دور كنة أيمن زيدان، التي تريد أن تدافع عن أولادها، حتى لا يتعرضوا للظلم، لكنها لا تتمكن من الوصول إلى نتيجة، وأولادها يلومونها، وهي تسند زوجها الابن الأكبر "أبو تيسير" (شادي زيدان)، وهو الضعيف أمام والده، فشكران جسدت دور المرأة الشامية الجميلة والأنيقة، والأم الصالحة.

الممثل سعد مينة جسد دوره بشكل بارع، وهو دور "ناجي" صاحب المظهر البشع ،والمتهم بخطف الأطفال، وبنفس الوقت يعرف أنه بريء ومضطهد، ولديه ثقة كبيرة بنفسه، أما الممثلة أمانة والي، فلعبت دور والدته، "أم ناجي" المتهمة بالسحر والشعوذة، مع الإشارة إلى أن الباروكة التي استخدمتها لم تكن ناجحة.

الفنانة أمل عرفة أخذت دور "شيماء"، السيدة المتمردة التي تعيش حريتها، وتأخذ قرارها في التفتيش على الصبي التائه، وتقف ضد الظلم والإستبداد، هي ليدي في الدور كما هي في شخصيتها الحقيقية، وفرضت وهرتها ووجودها في المسلسل.

الممثلة إمارات رزق لعبت دور "صبحية"، السيدة الجميلة التي تتعرض للظلم من "أبو نذير"، حيث أنه لا يحق لها أن تعيش حالة حب، فتهرب في البساتين، بعد وفاة الرجل الذي كان يشغّلها في الدعارة.

الممثل عبد المنعم عمايري لعب دوره بتأنٍ كبير، فجسد دور الرجل الذي يحب المال كثيراً، ويجعل كل إمرأة يحميها تعمل في الدعارة.
الممثل حسن خليل لعب دور "مروان نذير"، الشاب الجيد الخلوق، الذي لديه أمل بالحياة، ويقع في غرام صبحية، لكن يخيب أمله لأنه يكتشف أنها تعمل بالدعارة.
القصة فيها دور شهامة وبطولة لرئيس المخفر "أبو عفيف"، الذي يلعب دوره الممثل باسل حيدر، الذي لم يقبل بأن يبيع ضميره للعثماني.
إخراج العمل جيد جداً ومشوق، وقد أحسن فريق الإخراج اختيار أماكن التصوير.
الملفت في العمل أنه في العديد من المسلسلات السورية، باتت تتكرر فكرة خطف الأطفال، من بينها مسلسل "مربى العز"، وهنا يكمن السؤال: "هل المجتمع السوري يعاني بكثرة من خطف الأطفال ليجعلوهم يعملون في الشحادة ويقتلوهم؟"، لا نعرف إذا كان هذا سبب كثرة تواجد هذه الفكرة في الأعمال السورية.