من منا لا يعرف الشاعر والملحن اللبناني طوني أبي كرم، الذي ساهم بشكل كبير برفع مستوى الفن، من خلال أغنيات مميزة، ما زلنا نغنيها ليومنا هذا، نذكر من أعماله: "لا تروح" و"آه من هواك" للفنانة إليسا، "ودعتو" و"تمسكن" للفنانة نجوى كرم، "أنا والشوق" و"إنت الحياة" للفنانة ميريام فارس، "بحبك وبغار" و"غالي" للفنان عاصي الحلاني، وغيرها من الأغنيات الناجحة.


طوني أبي كرم اسم مرتبط بنجاحات فنية كثيرة، وأرشيفه يشهد على إبداعه وتميزه.
موقع "الفن" أجرى مقابلة مع الشاعر والملحن طوني أبي كرم، تحدثنا فيها عن مواضيع فنية عديدة.

بداية ما هو تقييمك للوضع الفني في لبنان؟

الوضع الفني في لبنان يُشبه الأوضاع الإقتصادية والمالية والسياسية والثقافية، إذ كلّها متجهة نحو الانحدار، والوضع الفني مثلها.

أي أغنية برأيك علّمت مؤخراً في الساحة الفنية؟

لا يوجد أغاني تستمر مثل السابق، بل أصبح هناك أغاني تُعلّم عندما تُدعم، وتحديداً من ناحية المال والتلفزيونات والإذاعات ومواقع التواصل، إذ عندما يتم دعم الأغنية، تظهر بشكل أكبر، لغاية فترة إنتهاء الدعم، وبعدها تُصبح الأغنية في الجارور.
كل فنان لديه صندوق معين، فيه عدد من المتابعين، وهذا العدد يشاهد الأغنية لفترة معينة، وتنتهي الأغنية لتأتي غيرها.

هل هناك تراجع في الكلام واللحن؟

في المبدأ ليس هذا هو التراجع، لأنه ما زال هناك كلام جميل جداً وألحان جميلة، لكن المسؤولية تكون على الشخص الذي يغني، وماذا يختار أي كلام وأي لحن، فإذا كان الإنسان آتياً من ثقافة معدومة، سيختار كلاماً ولحناً يشبهانه، والعكس صحيح، هناك حسن أو سوء إختيار لنوعية الكلام واللحن من قبل المغني.


أخبرنا عن أعمالك الجديدة..

دائماً هناك تحضيرات، وجلسات مع الفنانين، ومشاركات في الأفكار وتنفيذ الأعمال، هناك أغنيتان لصديقي السوبر ستار راغب علامة، واحدة منهما ديو، وهي بمثابة مفاجأة على المستوى الفني كله، لن أتحدث عن تفاصيلها حالياً.


ما هي الخطوة التي قمت بها في مسيرتك، وتمنيت لو أنك لم تقم بها؟

ولا مرة قلت إني ندمت، أو يا ليتني لم أقدم أغنية معينة، أعتقد أن كل أغنية أخذت حقها في مكان ما، ووصلت إلى الناس، الحمد الله أصبح في جعبتي ألف أغنية، وأنا راضٍ عنها كلها.

من هو الفنان الذي لم يأخذ حقه برأيك؟

هناك عدة أسباب كي لا يأخذ فنان معين حقه كفاية، فربما لديه سوء اختيار للأغاني، أو عدم اهتمام، أو بخل على أغانيه وفنه، أو إعلاناته، وهناك فنانون ليست لديهم قدرة مادية أو إمكانية لكي ينتشروا، بالرغم من أنه يجب أن تكبر شهرتهم أكثر.
صديقي الفنان الراحل جورج الراسي، رحمه الله، أنا حضّرت له كل أغنياته اللبنانية، من "إنت الحب" إلى "الحب المجنون" و"قلبي مات" وغيرها من الأغنيات، كل أغانيه ضربت وحصدت نسب متابعة عالية بعد وفاته، أكثر من ما حققت هذه الأغنيات عندما كان على قيد الحياة، جورج من الفنانين الذين لم يأخذوا حقهم، وأكيد السبب لم يكن هو مباشرة، ربما كانت إمكاناته محدودة في الإنتشار، ودعمه كان محدوداً، لكن كانت لديه كل المقومات ليأخذ حقه وينتشر أكثر.



بعد سلسلة نجاحاتك، هل تُعطي فناناً غير معروف كلاماً ولحناً؟

إذا كان يمتلك الفنان إمكانات، وشعرت أنه مؤهل كي يصبح نجماً، فبالتأكيد أعطيه أغنية، وهناك اثباتات كبيرة في مسيرتي الفنية على ذلك، فهناك أشخاص بدأوا بأول أغنية مني، وحينها الجمهور لم يكن يعرفهم، وبعدها أصبحوا نجوماً، وهذا الأمر أصبحنا نعرفه بعد خبرتي التي عمرها أكثر من 25 عاماً وتضم ألف أغنية. أحب أن أعطي فنانين جدداً، لأني أتحدى نفسي بذلك، فإذا أعطيت فناناً جديداً أغنية، ووصلت إلى كل الناس وأحبوها، فهذا تحدٍ بحد ذاته، مثلاً الفنانة ميريام فارس بأغنية "أنا والشوق"، الفنانة هيفا وهبي وأول أغنية "أقول هواك"، الفنانة دينا حايك بأغنية "سحر الغرام"، وغيرهنّ، كانت هذه الأغاني الأولى في حياتهنَ الفنية، واليوم يُصنّفنَ ضمن نجمات الصف الأول، في حين أن الفنان الذي لديه مجموعة من الأغاني والألبومات، ورغم أنه تكون لدي نجاحات سابقة معه، عندما أعطيه أغنية تكون أغنية إضافية على "الريبرتوار" الخاص به، حتى لو نجحت ومهما حققت.