نظمت الجامعة اللبنانية الأميركية منذ فترة، إحتفالاً بتسليم المصممة الكوريغرافية جورجيت جبارة أرشيف مسيرتها الغني جداً إلى مكتبة رياض نصار في حرم الجامعة في قريطم، والذي تضمّن صوراً بالأبيض والأسود أو ملونة لحفلات راقصة، ومقابلات مع شخصيات رائدة في مجال المسرح والباليه، وكانت جبارة رائدة في تحدي المجتمع، منذ اتخاذها قرار تعلم الرقص، وتعليمه في تلك الحقبة الزمنية من عمر لبنان، وسرد أرشيفها لنا، ضمن روايات هي أقرب إلى الخيال.
نشير إلى أن المكرّمة كانت قد حازت وسام الإستحقاق اللبناني الفضي ذا السُعف، الذي منحها إياه رئيس الجمهورية الأسبق ميشال عون، تقديراً لما قدمته للبنان من فرح وفن وجمال، من صلب حضارة وطننا ورسالته إلى العالم، ولعطاءاتها الفنية والثقافية.
مع مؤسِّسة ومديرة المدرسة اللبنانية للباليه، ومصمّمة الرقص، والمحاضرة والكاتبة جورجيت جبارة، كان لنا في موقع الفن مقابلة شيّقة، كشفت خلالها أسراراً للمرة الأولى، ننشر لكم اليوم الجزء الأول منها.


مبروك هذا التكريم لأرشيفكِ الذي اختصر 70 سنة ليعرّف الجيل الجديد عليكِ، وكذلك يبهج الجيل القديم، من خلال تمكنهما من مشاهدة متحف لأعمالكِ، ومقتطفات من حياتكِ الحافلة بالفن والعطاء،كم أخذ أرشيفكِ من وقت لتحضيره؟

تطلب مني وقتاً وجهداً كبيرين من صور ومقالات من الصحف، فعدت 70 سنة إلى الوراء، تعبت كثيراً.
هناك أمور نسيتها، وحين شاهدتها صرت أبكي، أنا سافرت إلى 45 دولة ورقصت، ولدي أربع مدارس، وكنت في لجان تحكيم دولية، هذه الأمور تجعلني أذهل، ولا يمكنكِ تصور عقلية الناس في الماضي كيف كانت لأستطيع أن أنجز ما أنجزته، كان كفاحاً، خصوصاً كوني امرأة، وفي كل أعمالي ومحاضراتي، أذكر أن المرأة بحاجة إلى القليل من الحرية، وأن تحصل على حقوقها.
وبالنسبة لحفل التكريم، فلا أستطيع إلا أن أنحني أمام جهودهم، وهم اهتموا بكل شيء في جامعة الـ LIU، وقاموا بمعرض لكل الصور والمواد التي أعطيتهم إياها. أنا تعلمت كل أنواع الرقص ومارستها على مدى سبعين سنة.

ماذا بالنسبة لمصممي الرقص؟ برأيك المسرح حالياً ليس في أفضل حال؟

المهرجانات الموجودة، يقومون بجهود ونرفع لهم القبعة، لكن ليس بمستوى زمان، وأنا زرت بعلبك منذ فترة، وعدت بالحنين إلى الماضي، وأنا عشت الفترة الزمنية بالنسبة لـ بعلبك، وساعدت القيّمين على مهرجاناتها بأمور لم يقم بها أحد من قبل، وأعرفها كما يعرف الإنسان بيته، وتأثرت بالجو، ولكن ليس مثل الماضي، اليوم يذهبون بالسراويل الممزقة، وليس بفساتين، الثياب مختلفة، وكل شيء مختلف، لا أحد فعل ما فعلته، أنا سافرت إلى باريس، وقمت بتجربة أداء، ودفعت إيجار الفندق من جيبي، أتيت براقصين على حسابي، لم يكن لدي ممول، كنت أحمل السيف وأحارب.

عشتِ قصة حب مع زوجكِ السيد روبير عريضة دامت 33 عاماً قبل أن تتزوجا، وهي تصلح لأن تكون قصة فيلم، ما رأيك؟

لا أريد أبداً أن تتحول قصة حبي إلى فيلم، أنا أكتب، فقد أطلقت كتاب Entre Deux Pas، وحصد صدى كبيراً، وانتهيت مؤخراً من كتابة كتابين، واحد منهما عن سيرة حياتي، والآخر يحتوي على نبذات عن مسيرتي المهنية، ولكن من يهتم بطباعتهما؟ خصوصاً في ظل الذكاء الإصطناعي، أتمنى أن يعرض عليّ أحد أن يتكفل بطباعتهما.

هل تؤمنين بأنه ما زال هناك حب في زمننا؟

أؤمن به بالطبع في حياتي، وحتى قبل أن أتعرف على روبير، لدي حب للرقص وللطلاب، وحب غير معقول للبحر، وغرام بالموسيقى والقراءة والطبيعة. لدي بيت جميل جداً في الجبل، وبيتي هنا يشبه الغابة، وزوجي أيضاً يحب الطبيعة، ولا أستطيع أن أعيش من دون الخضرة والورد، وعندما يأتي "أولادي" أي تلامذتي، يقولون لي: "نريد أن نزورك في الغابة".

ما هي نشاطاتكِ الحالية؟

أنا عضو فخري في المؤسسة الدولية للمسرح، اختاروني من 90 دولة، كنت في الصين وأقاموا لي احتفالاً، وفي شهر شباط الماضي تواجدت في الفجيرة، كان هناك المؤتمر الكبير، وقمت بمحاضرة، وراسلوني وطلبوا مني ملخصاً عن المحاضرة، أي أني ما زلت أعمل، أحاضر وأقوم بلقاءات مع أشخاص من أجل العمل والكثير من النشاطات.

​​​​​​

​​​​​​​

​​​​​​​