يعد عيد الشكر من الأعياد الرسمية للأميركيين، ويعتبر إجازة وطنية في الولايات المتحدة الأميركية وكندا، وذلك لشكر الرب على النعم، وحصاد العام الذي أشرف على نهايته.


يُحتفل بعيد الشكر في الخميس الرابع من شهر تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، إذ يُعتبر بداية موسم إجازات رأس السنة في الولايات المتحدة الأميركية، ويجمع العيد ملايين الأميركيين كل عام لتناول الطعام والمرح، بينما تستعد العائلات للعطلة.
يعتبر عيد الشكر من أكبر الأعياد الدينية، إذ له جذور دينية وجذور ثقافية، إلا أنه رغم ذلك يحتفل به حالياً بطريقة علمانية.
ذُكرت الكثير من الروايات التي تحكي تاريخ هذا العيد، إلا أنه كان الإجماع على أن الاحتفال بعيد الشكر يعود إلى تاريخ المهاجرين الأوروبيين الذين هاجروا إلى القارة الأميركية، للهروب من اضطهاد الكنيسة الإنجليزية، وكان هروبهم رحلة شاقة عليهم، أدت إلى وفاة الكثير منهم، بسبب التعب والجوع والمرض. انتهت بهم الرحلة على الشاطئ الشرقي لولاية ماساشوستس، وكانوا يجهلون الصيد والزراعة، فأنقذهم اثنان من الهنود الحمر، واللذان استطاعا أن يقفا مع المهاجرين، وعلماهم صيد الطيور والحيوانات والأسماك وزراعة الذرة. وبعدما استوطن هؤلاء المهاجرون هناك، وأصبحوا مواطنين أميركيين، احتفلوا بنعمتهم في بلادهم الجديدة، وأطلقوا على هذه المناسبة "عيد الشكر"، وتناولوا خلال الاحتفال الديك الرومي في مأدبة مهيبة.
تشمل الوليمة التقليدية لعيد الشكر الكثير من الأطباق، لكن الديك الرومي المحشو سيدها. وهناك رواية تقول إن تناول لحم الديك الرومي بولائم عيد الشكر يعود إلى الملكة اليزابيث ملكة انجلترا، والتي قد تناولته على العشاء عند علمها بغرق سفن اسبانية كانت في طريقها إلى بريطانيا، وقد اقتبس الانجليز منها هذا الأمر، كما تقول رواية أخرى إن أميركا الشمالية كانت موطناً للديوك البرية، ما جعل المهاجرين يختارونها، ويتم تناول 50 مليون ديك رومي في أميركا سنوياً احتفالاً بعيد الشكر.
يذكر أن الرئيس الأميركي الأول جورج واشنطن كان قد أصدر إعلاناً ينص على جعل عيد الشكر عطلة وطنية، في تشرين الأول/أكتوبر 1798.