أثار حالة من الجدل بشخصية "ياسين" في مسلسل "ليه لأ" الذي عرض على منصة شاهد وقد حقق العمل نجاحاً كبيراً، فالممثل معتز هشام والذي بدأ مشواره في التمثيل منذ طفولته وتعاون مع الكثير من النجوم بمشاركته في أعمال مهمة، قدم واحداً من أنجح أدواره ليخلق حالة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، وفي الحوار التالي لموقع الفن يتحدث معتز عن المسلسل وتفاصيله:

أخبرنا عن تفاصيل مشاركتك في النسخة الجديدة من مسلسل "ليه لأ"؟

تواصلت معي شركة الإنتاج وأرسلوا إلي السيناريو، وبعد أن قرأته أعجبني للغاية وعلمت بأن هناك مقابلة مع مخرجة المسلسل نادين خان لنتناقش في تفاصيل الشخصية، وبدأنا بالفعل جلسات العمل التي ناقشنا خلالها وجهة نظرنا حول الدور والتفاصيل الخاصة بتركيبة الشخصية وبعدها بدأنا بالتصوير.

حدثنا عن التعاون مع نيللي كريم؟

نيللي كريم "عينيها معبرتان وحقيقية بشكل كبير جداً" ودائماً ما تعتمد على عينيها في الأداء والتمثيل والتعبير عن الدور، وهذا ما أحببته بشكل شخصي جداً، ولقد اكتسبت من نيللي هذه الطريقة في التمثيل خلال عملنا سوياً في "ليه لأ"، ونيللي أيضاً لا تعتمد على الكلام المكتوب في الورق بشكل كامل وهذا ما يجعل تمثيلها حقيقياً جداً، هي بالتأكيد تعتمد على سياق السيناريو ولكنها تقوم بتبسيط الموضوع.

الشخصيات التي قدمتها من قبل خلال مشوارك كانت انطلاقة نجاح لك مع الجمهور ..ولكنها بعكس شخصية ياسين التي حققت لك نجاحاً كبيراً وإنما في الوقت نفسه خلقت حالة من استفزاز الجمهور، ألم تتخوف من تقديم شخصية يكرهها الجمهور؟

أنا لا أنظر إلى هذا الجانب بشكل كبير، خاصةً أن هناك شريحة من الجمهور تستطيع أن تفصل بين الواقع والتمثيل وهناك أيضاً البعض الاَخر الذي لا يفصل، ولكن تحديداً في دور "ياسين" الأغلبية لم يستطيعوا الفصل "لدرجة أن الناس عايزة تضربني"، لكن ما يهمني أن العمل مهم وجيد ويناقش قضية مهمة وشائكة جداً، ودوري بالنسبة لي "حلو جداً" وهذا ما شجعني على المشاركة من دون تردد.

هل ترى أن الأدوار الاستفزازية هي التي تلفت نظر الجمهور أكثر للممثل؟

بالتأكيد هذه النوعية من الأدوار تجعل العين على الفنان بشكل أكبر، وفي أي عمل فني يوجد أبيض وأسود، ودائماً ما تلفت الشخصية "السوداء" الأنظار بشكل كبير، وهذا ما حدث تحديداً معي في دور "ياسين"، هذا الدور جعل العين علي ومعي أكثر من أي دور ثانٍ، وأنا أرى أن ياسين ليس شخصية سيئة للغاية، ولكن الظروف وطريقة التربية الخاطئة التي تسببت فيها والدته جعلتاه يصل إلى هذه الدرجة من التطاول على أهله.

هل يشبه "ياسين" معتز هشام في أي من الصفات؟

لا يوجد بيني وبين "ياسين" أي تشابه في أي من الصفات، أنا وهو مختلفان تماماً حتى في العقلية وذلك رغم تقارب المرحلة العمرية، لكن "ياسين" مراهق بشكل كبير، وليس ناضجاً حتى في طريقة كلامه، وأنا كمعتز مختلف تماماً في طريقة رؤيتي للمواقف الكبيرة التي وقع فيها ياسين.

ماذا تفعل إذا تم وضعك في موقف "ياسين" نفسه وهو زواج الأم ولها إبن في مرحلة المراهقة؟

لو كنت في الموقف نفسه أحب أن يتم إبلاغي أولاً ويؤخذ برأيي، ولكن في المسلسل "شيري" أو الأم لم تأخذ رأي "ياسين" من الأساس، لكنني كمعتز لن أقبل أن يتم وضعي في موقف "ياسين" نفسه، فأنا لن أحب أن يحصل ذلك في حياتي الشخصية، الأم طبعاً حرة وهذا قرارها هي لنفسها، ولكن كمعتز فمن المفروض أن أبقى جزءاً من الموضوع، ويستحيل أن يكون رد فعلي هو رد فعل "ياسين"، خاصةً أن ردود أفعاله كلها غير عقلانية.

"ياسين" تعرض لطريقتين في التربية مع والدته وزوجة والده.. أية طريقة تربية تراها صحيحة من وجهة نظرك؟

أنا أرى أنه يجب أن يكون هناك "توازن" في طريقة التربية، فلا يكون هناك هذا الكم من "الدلع" و"العطاء" بالشكل المبالغ فيه الذي اتبعته والدة ياسين، ولا أيضاً الحزم مثلما فعلت الممثلة إنجي علي التي جسدت زوجة والد "ياسين"، لن ينفع الحزم طوال الوقت في التربية ولا التهاون والدلع طوال الوقت، لكن في حالة دور الممثلة نيللي كريم كان من الصعب على الأم أن تقوم بدور الأم والأب سوياً، هي لم تستطع أن تقوم بالدورين معاً وهذا ما أدى إلى شخصية "ياسين" غير السوية، لكن في الحياة بشكل عام نجحت الكثير من الأمهات في ذلك الأمر أي القيام بدور الأم والأب معاً بالشكل الصحيح والمطلوب.

بعد نجاح دور "ياسين" بهذا الشكل.. هل ستقبل الاستمرار في تقديم مثل هذه النوعية من الأدوار؟

لا أعتقد أنني سأستمر بهذا الشكل، سأحاول التغيير بشكل معين في أمور كثيرة سواء في شكلي أو في طريقة الأدوار التي سأقوم بها في الفترة المقبلة، وسأسعى إلى أن أقدم للجمهور قدرات لم تظهر مني من قبل في الأعمال السابقة.

وما هو أقسى رد فعل تعرضت له من الجمهور بعد دور "ياسين"؟

تعرضت للكثير من المواقف مؤخراً، تحديداً من الجمهور الذي لم يفرّق بين شخصيتي الحقيقية وبين شخصية "ياسين"، ولقد تعرضت للكثير من الشتائم على مواقع التواصل الاجتماعي، وهناك موقف لن أنساه حدث مع سيدة وأنا متواجد في أحد المولات، إذ أول ما رأتني ابتسمت ثم بعدها عبست وكان ابنها الصغير معها فأشارت إلي وقالت له "لا تفعل مثله".

"أبو عمر المصري" و"ممالك النار" كانت مرحلة تمثيلية لك وأنت في عمر الطفولة.. و"ليه لأ" يأتي في مرحلة مختلفة لك حالياً وهي مرحلة الشباب.. ماذا فعلت بين المرحلتين؟

كنت أتعمّد تقليل الظهور خلال هذه المرحلة على جميع المستويات، سواء الأعمال الفنية في الدراما والسينما أو حتى السوشيال ميديا، وهذا ما كان مهماً جداً بالنسبة لي، إذ كنت لا أريد الاستمرار في أذهان الجمهور بصورة "الطفل" الذي ظهر في "أبو عمر المصري" و"ممالك النار"، وبين المرحلتين اكتسبت بعض الخبرة وتعلمت من كل النجوم الذين شاركت معهم في الأعمال السابقة، وكنت أشاهد أعمالاً كثيرة بشكل مكثف ومستمر وأصبحت أشاهد هذه الأعمال بعين فنية أكثر، خاصة وأني كنت أشاهدها من قبل كمشاهد عادي.