استطاع المنتج محمد حفظي أن يحقق طفرة في عالم الإنتاج والسينما، مقدماً نوعية جديدة من الأعمال السينمائية والتي حققت نجاحاً في المهرجانات السينمائية المصرية والعالمية، وكذلك حققت إيرادات، وقدم حفظي أيضاً أعمالاً سينمائية عبر المنصات العالمية.
كما أن محمد حفظي أصبح أحد أهم منتجي الوسط الفني بعد ما تركه من بصمة في العملية الإنتاجية للسينما المستقلة، والأفلام التي تحتوي الأفكار المميزة.
ولقد أجرى موقع الفن حواراً مع المنتج محمد حفظي، لمعرفة رأيه في التغيرات الفنية الحالية في الوطن العربي، وما قدمه خلال فترة توليه مهرجان القاهرة السينمائي بدوراته السابقة، وما هي خطواته المقبلة.

كانت أولى تجاربك في عالم السيناريو عبر فيلم "السلم والثعبان"، والذي لا يزال في أذهان الناس حتى الآن وله جمهوره، ما شعورك تجاه هذه التجربة؟

أحب هذه التجربة جداً وأعتبرها من أهم التجارب لي وأكثر التجارب التي أثرت في شخصيتي، وكان عملي فيها مع مخرج مثل طارق العريان شيئاً مهماً وملهماً.

لماذا اختلف طريقك كسيناريست عن طريقك كمنتج.. وخاصة مع تقديمك أعمال كسيناريست مثل "تيتو وفتح عينيك"؟

ما هو متعارف عني تقديمي لإنتاج أفلام مستقلة وذاتية بعض الشيء، وللعلم فإن الأفلام المستقلة صعبة الإنتاج وليست سهلة كما يظن البعض، وهذه الأفلام ساهمت في ظهور جيل من المخرجين هم من يحملون راية الأفلام المصرية في الخارج.

أغلب الأفلام التي قمت بإنتاجها غلب عليها طابع الشباب.. لماذا هذا الاتجاه مقصود لك؟

بالفعل أتجه إلى ذلك لوجود دماء وأفكار جديدة تضيف إلى العمل، ولا أنظر إلى الاتجاهات السياسية أو الدينية لصناع العمل، ما يهمني هو العمل والأفكار التي ستُقدم خلال الفيلم.

ما الذي جعلك تترك الكتابة وتتجه إلى الإنتاج؟

إيماني التام بدور المنتج وأنه مسؤول عن خروج الفيلم بشكل جيد أو سيئ، فرؤية وأداء المنتِج يؤثران على المنتَج النهائي، لقد كنت أشاهد أفلاماً نصوصها ممتازة ولكن عند تحويلها لشريط سينمائي ينتابها بعض التقصير، وأحياناً يكون النص جيداً والمخرج جيداً ولكن النتيجة النهائية ليست على المستوى المأمول لضعف الإمكانيات الانتاجية، كل هذه العوامل هي التي دفعتني إلى مجال الإنتاج.

توليت منصب رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لعدة دورات .. هل مع تركك للمنصب ترى أنك حققت ما تمنيته؟

لا أستطيع القول بأنني حققت كل ما تمنيته، فكنت أحب أن يستقطب المهرجان نجوماً أكبر على مستوى العالم، وأن يحضروا عروض أفلامهم في المهرجان، ولكن للأسف كل المهرجانات العربية، تعاني من استقطاب النجوم، فإذا لم يدفع المهرجان مبالغ كبيرة للنجم لن يحضر، وأنا على مدار السنوات الأربع كنت ضد مبدأ دفع المال مقابل الحضور، ولكن في المقابل كنت مع دفع المال في الاستضافة اللائقة، لدرجة أن النجم بيلي زين، حضر إلى المهرجان من أوروبا بطائرة خاصة، لم تكن على نفقتنا ولكن كانت إهداءاً من رجل أعمال من الداعمين للمهرجان.

ما الذي جذبك لدخول السوق السعودية كمنتج؟

أكبر نسبة نمو في قطاع السينما بالعالم العربي تحدث حاليا في السعودية، على مستوى دور العرض والإيرادات والبنية التحتية من استوديوهات ومعاهد متخصصة وشركات للمعدات والانتاج، بالإضافة إلى الحوافز التي يتم تقديمها، ونحن شركة مصرية مهتمة بالتواجد في هذه السوق الواعدة.
وبالفعل لدينا فيلم تم تصويره في جدة مع فريق عمل سعودي، يحمل إسم "بسمة" من إخراج فاطمة البنوي، وهو إنتاج مشترك، وفيلم آخر بعنوان "هجان" إخراج أبو بكر شوقي، بإنتاج وتمويل سعودي، وتقوم شركتنا فيه بدور المنتج المنفذ.

ما رأيك بوصول السينما السعودية إلى مهرجان تورنتو؟

الأفلام السعودية وصلت إلى مهرجانات عالمية لأنها بدأت راغبة في التحرر واستمرت متحررة وبالتالي وصولها للمشاركة بمهرجانات عالمية جاء سريعاً، وما يؤكد ذلك هو مشاركة ثلاثة أفلام سعودية هذا العام بالمهرجان.

عرضت العديد من الأعمال السعودية سواء من الأفلام أو المسلسلات على منصات مختلفة في الآونة الأخيرة.. برأيك أيهما أفضل عرض الأعمال السعودية عبر المنصات أم المهرجانات؟

العرض على المنصات لا يخص جنسية الفيلم بقدر ما يخص طابع العمل. هناك افلام نجحت على المنصات مثل "أغنية الغرب" و "رأس برأس" لم تكن ستحظى بذات النجاح أو المشاهدات في حال طرحها في السينما.

تم الإعلان عن عرض فيلم "القاهرة مكة" أكثر من مرة ولكنه لم ير النور حتى الآن.. ما مصير هذا العمل؟

بالفعل هذا ما حدث، ولكنه سيكون جاهزاً للعرض في نهاية هذا العام وسيكون في دور العرض.