هكذا هي الممثلة اللبنانية رولا حمادة، فبقدر ما يشعر المشاهد بثقل غيابها عن الشاشة، بقدر ما يشعر بثقل عودتها إليها، وقد إختارت للعودة دور "رحاب" في مسلسل "كريستال"، والذي وصفته ب"الأكثر شراً"، والذي كما جسدته حتى الآن، يستحق الإنتظار 3 سنوات لعودتها إلى الشاشة.


تنوع كبير بالشخصيات، تظهر من خلالها الممثلة رولا حمادة بمسلسلاتها، فهي ليست من الممثلات اللواتي يسجن أنفسهن بأدوار متشابهة، وقد فاجأتنا الآن بتجسيدها دور "رحاب" في مسلسل "كريستال"، وهو دور الخادمة في منزل "آل كرم"، والتي تظهر في بداية الأحداث، كمجرد عاملة في المنزل وفية لـ"عليا"، التي تجسد دورها الممثلة باميلا الكيك، الإبنة الكبرى للعائلة، وتكره "رحاب" بنات الناطور، لأنها تعتقد أنهن يغرن من "عليا".
مع تطور الأحداث، تتبلور ملامح الشخصية بشكل أوضح، لتكشف عن إنسانة تمتلك من الكره والحقد، ما يمكنها من القتل والكذب وإخفاء الحقائق والإحتيال، فقد حاولت "رحاب" بأكثر من طريقة، التخلص من "في"، التي تؤدي دورها الممثلة اللبنانية ستيفاني عطالله، مرة من خلال دس السموم في مشروباتها، ومرة أخرى من خلال محاولة طعنها بالسكين، كما تمكنوا من كشف السر الذي أخفته لسنوات عديدة، وهو أنها الأم البيولوجية لـ عليا، لنرى هذه الخادمة البسيطة ذات الدور البسيط، قادرة على تغيير مسار الأحداث، واللعب بمصير الشخصيات الأخرى، بأداء مدهش وراقٍ، غير مبالغ فيه، حوّل كرهنا للشخصية، إلى تقدير وحب وفخر بالممثلة التي تجسدها.
هذا ليس الدور الأول الذي تجسده رولا حمادة بكل هذه الحرفية، كما أنها ليست الشخصية الشريرة الأولى التي تؤديها، إذ نذكر شخصيتها "سوزان الغانم" في مسلسل "خمسة ونص"، زوجة النائب غانم الغانم، الذي جسد دوره الممثل اللبناني رفيق علي أحمد، والتي تحكمت بأفراد العائلة بالطريقة التي تخدم مصالحها وطموحاتها السياسية، كما لم تتردد في إستبدال إبنها بإبن زوجها، وبكل بساطة، حتى تتمكن من المحافظة على نفوذها وسلطتها، ولكن في "كريستال"، رأينا الوجه العنيف من الشخصيات الشريرة التي جسدتها رولا حمادة في مسيرتها الفنية، رأينا الشخصية القادرة على القتل بيدها، وعلى إرتكاب الجرائم من دون أي رحمة، فهي المجرمة التي ستفعل كل ما يمكنها فعله، حتى تتمكن من إخفاء الحقائق، وكل هذا بالتزامن مع هدوء مدهش في ملامح الشخصية، إذ لم يظهر عليها الإرتباك في أي مشهد، ولم تبالغ في أي ردة فعل.
رولا حمادة حوّلت دور الخادمة، رغم بساطته، إلى شخصية أساسية، ونحن بإنتظار ما تخبئه لنا الأحداث، وما سيكشف من أسرار.