بابو لحود مصممة أزياء تميزت بإبداعها وتصاميمها وتركت بصمة من الجمال والأناقة في المشهد الفني اللبناني من خلال ملابس المشاركين في المسرحيات الغنائية والفولكلورية لـ روميو لحود، والأخوين رحباني وغيرهم. إرتدت فيروز وصباح من تصاميمها. تولت تصميم فساتين الأعراس والسهرات وصممت ملابس مضيفات شركات الطيران والحرس الجمهوري.

نشأتها

ولدت أمل لحود المعروفة بـ بابو لحود في 22 كانون الثاني / يناير 1931 في عمشيت قضاء جبيل. والدها روفايل غادر الى الأرجنتيبن وعُين وزير إعلام وأنتخب نائباً بعد عودته الى لبنان. والدتها فرنسواز كانت تعشق المسرح والموسيقى وتمتلك ثقافة موسيقية واسعة. بابو هي الإبنة الثالثة في عائلة مؤلفة من روميو، ألين، ناهي وناي. أمضت طفولتها بين بيروت وحبالين ومنحها روميو وألين اللذين يكبرانها بعشرين عاماً الإهتمام والحب.

تجربة أولى

في سن الرابعة عشرة بدأت بابو لحود برسم تصاميم الأزياء لصفحة خاصة في مجلة "الحسناء" ولدى بلوغها الخامسة عشرة خاضت تجربتها الأولى في عالم الفن والشهرة حين طلب منها شقيقها روميو تصميم الملابس الفولكلورية لمسرحيته الأولى "الشلال" التي عرضت في بعلبك. وكتبت الصحافة بإعجاب عن الشابة التي أدخلت تصميم الأزياء الى لبنان للمرة الأولى. بعد إتمام دراستها غادرت الى فرنسا لمتابعة دروسها في جامعة كومندو Comondo وحازت دبلوم في الهندسة الداخلية.

ملابس المسرحيات

بعد عودتها الى لبنان أنشأت بابو لحود مكتباً للهندسة الداخلية في رأس بيروت وتحول الى دار لتصميم ملابس المسرحيات التاريخية والفنية والفولكلورية لكبار المخرجين أمثال ريمون جبارة، شكيب خوري، روجيه عساف، انطوان غندور، نبيه أبو الحسن وجورجيت جبارة. صممت الملابس الفولكلورية لمسرحية "بترا" للأخوين الرحباني، وكذلك الأزياء الفولكلورية التاريخية لمسرحية "صيف 840" للأخوين الرحباني.

تصاميم فساتين أعراس

الى جانب التصاميم للأعمال المسرحية، عملت بابو لحود على تصميم فساتين السهرات والأعراس اعتبارًا من العام 1974، بعد أن طلبت منها شابة مقبلة على الزواج أن تصمم فستانًا مميّزًا لزفافها. وبعدها كرّت سبحة تصاميم فساتين الأعراس والسهرات، لسيدات لبنانيات وعربيات وأميرات. لكنّ بابو لم تكتفِ بالتصميم فقط، بل نفذت تصاميمها بنفسها.

مضيفات الطيران

توسعت تصاميم بابو لحود لتشمل أزياء مضيفات ومضيفي طيران الخطوط الجوّية الأردنية والعراقية، والسودانية، شركتي طيران بروناي، والشرق الأوسط MEA، إضافة إلى ملابس مضيفات السياحة اللبنانية، لاعبي الألعاب الأولمبية 1997 وسيدات الأمن العام اللبناني، وكوادر عدد من الفنادق.

أزياء الحرس الجمهوري

صمّمت بابو لحود أزياء الحرس الجمهوري بطلب من الرئيس السابق أمين الجميل، مستوحاة من التاريخ والزي العسكري، لكن تصاميمها لم تعتمد بسبب الظروف الأمنية والسياسية، التي رافقت عهد الرئيس الجميل.

عودة بعد غياب

بعد غياب دام نحو أربعة عشر عامًا، للإهتمام بعائلتها، صممت بابو لحود عام 2012 أزياء مسرحية "عا أرض الغجر" لـ غدي ومروان الرحباني وبعدها صممت أزياء مسرحية "نقدم لكم وطن" لأنطوان غندور، وتصاميم أزياء مسرحية روميو لحود الغنائية الراقصة "طريق الشمس".

رأيها في الأناقة

عبّرت بابو لحود عن رأيها بالأناقة قائلة: "الأناقة ليست الموضة، ولا سيّما الجديدة منها التي هي ضد النساء، فالسيدة كأنها ليست سيدة، أحيانًا الموديل يصنّع ليبشّع المرأة لا ليجملّها، وليعرّيها من دون جمال. صحيح أن المرأة تمتّعت بحرية كبيرة، لكنّها لم تعدّ تلك السيدة الجميلة التي نعرفها. اعتقد أننا نحتاج إلى ديمقراطية في كل شيء، حتى في الملبس".

جوائز وأوسمة

تقديرًا لإنجازاتها، حازت بابو لحود على عدّة جوائز وأوسمة، أبرزها وسام الأرز اللبناني 1998 في عهد الرئيس الهراوي. كما نالت لقب "إمرأة العام في العالم العربي 2001" عبر تصويت على الإنترنت.

حياتها الخاصة

تزوّجت السيدة بابو لحود من الطبيب الجراح بشير سعادة ورزقا بولدين، بشير وهو دكتور في العلوم الإقتصادية والسياسية، وأستاذ محاضر في الجامعة الأميركية في بيروت، ويارا حائزة على دبلوم في العلاقات العامة، وآخر في تصميم الأزياء وتنفيذها. توفي زوجها الدكتور بشير سعادة عام 2002 بعد صراع مع المرض.