وليم خوري مصمّم أزياء مبدع بدأ حياته العملية في ستينات القرن الماضي، ووصلت شهرته إلى كل أرجاء العالم. صمم أكثر من 400 فستان لـ"الشحرورة" صباح وللفنانة سميرة توفيق وأطلق عليه إسم "مهندس أناقة المشاهير". إعتمدت إحدى المدارس الإيطالية المتخصصة في تعليم تصميم الأزياء Institut Maragon تقنيته في تصميم الأزياء، كما نال جائزة عام 1992 في مهرجان كان السينمائي.

نشأته

ولد وليم خوري في 14 فبراير/ شباط عام 1946. تابع دروسه الإبتدائية في مدرسة سيدة المعونات في فرن الشباك. حبه للرسم ورثه عن والده وساهمت والدته ماري عطية في تنمية موهبته، فكانت تشجعه دائما وتحثه على تصميم الأزياء. عمته أديل الزهار كانت خياطة ماهرة وشهيرة في مدينة صيدا، وكذلك شقيقتها ملكة خوري التي كانت الخياطة المفضلة لزوجات الملك فاروق، فورث عنهما حب التصميم والخياطة ولمع اسمه في تصميم الأزياء في لبنان والعالم فلقب بـ"مهندس أناقة المشاهير".

الورود الحمراء

تزامن تاريخ ولادة المصمم وليم خوري في فبراير/ شباط 14 مع عيد الحب فكان يطلب من أصدقائه والمحيطين به أن يستبدلوا الهدايا بباقات من الورد الأحمر.

البداية

كان وليام خوري يجد متعة في قص الورق على شكل فساتين. وفي إحدى المرات طُلب منه تصاميم أزياء لأبطال مسرحية تعتزم المدرسة تقديمها، فنفذ 35 زياً دفعة واحدة، ما أثار دهشة المسؤولين وتوقعوا له مستقبلا زاهرا في عالم الموضة والأزياء.

شهرة واسعة

حقق وليم خوري شهرة كبيرة في لبنان والدول العربية والأجنبية، منها السعودية والولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا والمكسيك وأفريقيا. كما نال جائزة عام 1992 في مهرجان كان السينمائي، ونال أيضاً أوسكار الموضة متفوقا على 25 مصمم من بلدان مختلفة، كما جرى تدريس تقنيته في تصميم الأزياء في إحدى المدارس الإيطالية المتخصصة في تعليم تصميم الأزياء Institut Maragon.


خيبة أمل

بالرغم من الجوائز والشهرة التي حققها وليم خوري لكنه كان يأمل أن ينال تكريماً من الدولة اللبنانية ما تسبب له بخيبة أمل وغصة في قلبه.

الأزياء التراثية

إستوحى وليم خوري تصاميمه من الأزياء اللبنانية التراثية التي تتميز بالتطريز والقصات الأنيقة فحرص أن تحمل بصمة "صنع في لبنان".


صباح وسميرة توفيق

الشهرة التي حققها وليم خوري في لبنان ساهمت بها الشحرورة صباح التي كانت تثق به ثقة عمياء وتعتمد عليه لخياطة ملابسها فصمم لها أكثر من 400 فستان، وأصر على الإحتفاظ ببعضها، وكان يستوحي تصاميمه لها من شخصيتها الفرحة. كما أنه رافق الفنانة سميرة توفيق، في مسيرتها الفنية وصمم لها مئات العباءات الشرقية المطرزة التي كانت تتطلب أشهرا لتنفيذها.


ملاحظات

لم يكن وليم خوري معجبا بأسلوب العمل السائد على ساحة تصميم الأزياء في لبنان. وتقول منى أسمر التي رافقته في عمله ولازمته حتى لحظاته الأخيرة أنه كان لديه ملاحظات على بعض العاملين في مجال تصميم الأزياء، لأن المصمم لا يكفي أن يرسم رسمتين أو ثلاثة ليطلق على نفسه اسم مصمم، وهو أمر غير مقبول.


إيلي صعب

كان وليام خوري أول من وضع "croquis" لتصميم الأزياء على الورق، وتربع على عرش عالم الأزياء لأكثر من ربع قرن. كان معجباً بالمصمم اللبناني إيلي صعب ويتابع أعماله باستمرار ووصفه بالذكي وصاحب الأفكار الخارجة عن المألوف.


حياته الخاصة

لم يدخل وليام خوري القفص الذهبي، بالرغم من لقائه أجمل نساء العالم وكان يقول: "لم أجد المرأة التي تتفهم ظروف عملي وغيابي الدائم عن البيت، كما كانت غالبيتهن تصيبهن الغيرة كلما شاهدوا لي صورة في إحدى الصحف، تجمعني مع فنانة أو وجه نسائي معروف، فقررت التفرغ لمهنتي ".


إعتزازه بنفسه

كان يعتز وليم خوري ببناء نفسه بنفسه، فلم يسعى إلى شراء الأضواء والشهرة من أحد، وكان فخوراً بتعاونه مع فنانات أمثال صباح وسميرة توفيق ونجاح سلام اللواتي ساهمن في تحقيق شهرته.




حس الفكاهة

كشفت إبنة شقيقته منى أسمر أن خالها وليم خوري كان متفائلا، طيبا، مسالما ويملك حس الفكاهة لكنه كان متطلبا وحازماً في أوقات العمل وجميع الموظفين يهابونه، لأنه يسعى إلى الأفضل دائما ويشرف على أدق التفاصيل ولا يسمح بالأخطاء.

رحيل صباح

رحيل صباح كان له أثر كبير في قلب وليم خوري وبعد تبلغه الخبر قال: "لقد رحلت الصخرة".


وفاته

رحل المصمم اللبناني العالمي وليام خوري في 20 يناير/كانون الثاني 2016 عن عمر يناهز الـ76 عاما بسلام، محاطاً بأفراد عائلته.