عادة غريبة يعتمدها بعض العاملين في مجال الحفلات والمهرجانات في لبنان، وهي تصب في خانة الاستغناء عن أهل الصحافة وإستبدالهم بنجوم تطبيق تيك توك، لاعتقادهم انهم ممكن ان يستفيدوا من الانتشار أكثر من ما يقدمه لهم الاعلام، وفق نظرية مستحدثة ليس لها اي ابعاد لا ترويجية ولا اعلانية ولا اعلامية، وهي مجرد طفرة يسعى البعض للصعود فوق أكتافها، كونها جديدة وكل جديد في لبنان مبجل بشكل يثير الاستغراب.


فنانون ومنظمو حفلات تلفتهم طفرة نجوم التيك توك، أي حسابات شخصية يستفيد منها أصحابها مادياً، لكنها في نفس الوقت لا تنتمي للصحافة عموماً، وليس فيها نقاد او مراسلين او صحافيين لهم تاريخهم وتجاربهم، ومعظمهم ساهم في صناعة نجوم كثيرين في لبنان والوطن العربي، حتى أن بعض العائمين في بحر المراسل الفني، لا ينتمون لعالم الحرف بهمزة، وهذا ما أظهرته تغطياتهم، التي تعكس صيغة العلاقات العامة لا أكثر أو أقل.
الخلاصة، السخافيون إستفادوا من نجوم التيك توك، لأن صفة الاعلام غير موجودة لدى الطرفين، ولا الخبرة ولا الحنكة ولا سرعة البديهة، ولا القدرة على كتابة الاملاء باللغة العربية، والطرف الثالث المستفيد زوراً، هو المؤمن بهؤلاء من فنانين، وكأن السطحية باتت مغرية لدرجة (العمى)، رغم ان الصحافيين العاملين في مجال الفن (إنقرضوا)، وهنا أتناول المحترفين، وباتت هناك زمرة تحتل صفة الاعلام عنوة، من دون حسيب أو رقيب، أما المحترف فبات في بيروت تحديداً عملة نادرة يصعب استهلاكه، أو التداول بخبرته بسهولة، رغم أن ظروفه المعيشية صعبة بعد أن أكل (الفاجر مال التاجر).