الملكة دينا عبد الحميد هي الزوجة الأولى للعاهل الأردني الراحل الملك حسين ووالدة الأميرة علياء. كانت جميلة وبريق عينيها دليل على ذكائها المتقد. أصرت الملكة زين والدة الملك حسين على زواج إبنها الذي تسلم العرش وإختارت دينا عبد الحميد لأنها هاشمية وحصلت على أعلى تعليم في الغرب كذلك الرئيس المصري جمال عبد الناصر كان من مشجعي زواجهما.

نشأتها

ولدت دينا في 15 كانون الأول /ديسمبر 1929 في مصر. والدها الشريف عبد الحميد بن محمد عبد العزيز، أحد أفراد الأسرة الهاشمية الحاكمة، ويمتد نسبها إلى الفرع الهاشمي الذي استقر فى مصر. تحمل لقب "شريفة مكة" بصفتها سليلة للحسن بن علي بن أبي طالب من جهة أبيها، وهي قريبة من الدرجة الثالثة لحماها الملك طلال. تلقت دروسها مثل معظم الأرستقراطيين العرب في مدرسة بريطانية ونالت ديبلوم في الأدب الإنكليزي من جامعة كامبريدج.

لقائها بالملك

إلتقى الأمير حسين بـ دينا عبد الحميد في لندن خلال سهرة لأصدقاء مشتركين. وفي عام 1951 لاحظ تلامذة الكلية العسكرية في ساندرهيرست في المملكة المتحدة أن زميلهم الأمير حسين يصطحب دائماً رفيقة واحدة الى الحفلات الراقصة وهي دينا عبد الحميد التي تتابع دراستها في كمبريدج. عام 1954 أي بعد عامين من اعتلاء الملك حسين العرش، اعلنت والدته الملكة زين الشرف خطوبته على دينا. وكان لوالدته تأثيراً كبيراً في بداية حكمه وكان الارتباط مثالياً بالنسبة لها لأن دينا أميرة هاشمية وحصلت على أعلى تعليمٍ في الغرب، كما أن الرئيس المصري جمال عبد الناصر شجع زواجهما بشدة.

ملكة عربية مميزة

كانت الملكة دينا عبد الحميد أول ملكة عربية في تاريخ الشرق العربي تتولى منصباً وتكسب عيشها كمدرسة جامعية وهو أمر غير إعتيادي في عاصمة عربية كما أنها كانت تحب ركوب الخيل وقيادة السيارة.

زواجهما

كان الأمير حسين في التاسعة عشرة من عمره حين تزوج من دينا عبد الحميد وكانت هي في الخامسة والعشرين من عمرها. لفتت الملكة الأنظار لأنها المرة الأولى في تاريخ الشرق العربي تتولى الملكة وظيفة عامة وتكسب عيشها كمدرسة جامعية وهو أمر غير إعتيادي في عاصمة عربية. وقد أصرت دينا على تبسيط حفل الزفاف وتخصيص معظم المخصصات للجمعيات الخيرية. وقد أحيا حفل زفافهما المطرب فريد الأطرش. رزقا بفتاة واحدة الأميرة علياء.

تهديد لمكانة الملكة

تبين أن الملك حسين والملكة دينا لا يملكان الكثير من القواسم المشتركة. في 13 فبراير 1956 رزقا بفتاة وهي الأميرة عالية. لكن إنجاب طفلتهما لم ينقذ الزواج الملكي. وكشفت المؤرخة إيزيس فهمي التي قابلت الملكة دينا بحضور الملك يوم زفافهما أنه أصر على التأكيد أن الملكة لن تشغل منصباً سياسياً. ولاحظت إيزيس فهمي أنه ينوي ممارسة سلطته على دينا التي امتازت بشخصيتها القوية، وأن والدته اعتبرتها تهديدًا لمكانتها.

قرار الإنفصال

عام 1956 بينما كانت الملكة دينا تمضي إجازتها في مصر، أبلغها الملك حسين أنه يرغب بالإنفصال عنها. وقد قام الملك حسين بذلك بطلب من والدته الملكة التي كانت على خلافٍ دائم مع دينا. انفصل الزوجان في 24 يونيو 1957 خلال فترة اضطراب بين الأردن ومصر. في تلك الفترة صار لقبها صاحبة السمو الملكي الأميرة دينا عبد الحميد أميرة الأردن، ولم يسمح للملكة السابقة برؤية ابنتها لفترة من الوقت بعد الطلاق.

زواجها الثاني

أثناء وجود الأميرة دينا ضمن وفد أردني في العاصمة البريطانية عام 1970، تعرفت على أسد سليمان عبد القادر، المعروف باسم صلاح التعمري، عضو الوفد الفلسطيني فنشأت علاقة عاطفية بينهما وتزوجا عام 1970.

فرار المأذون​​​​​​​​​​​​​​

بعد إتفاق الأميرة دينا وصلاح التعمري على الزواج هرب المأذون خوفا عندما علم ان الزوجة هي طليقة الملك، كذلك​​​​​​​ المأذون الثاني هرب لنفس السبب. أما المأذون الثالث فقد أتم الزواج بفعل الضغط والتهديد بالسلاح من مرافق صلاح واخ الحاج إسماعيل جبر، الذي كان شاهدا.

وفاتها​​​​​​​

توفيت الملكة دينا في تموز / يوليو 2019. وقد شارك الملك عبدالله وولي العهد الأمير الحسين بمراسم الدفن قبل أن توارى الثرى في المقابر الملكية.