كارول سماحة من الفنانين الذي يأبون الركود الفني، نجمة رفضت أن تزيح عن درب التألق والتميز، فحافظت على مكانتها وأغنت الساحة الفنية بالكثير من الأغاني، هي الحاضرة دائما وبقوّة في صوتها واحساسها، وجديدها أغنيتها "نسخة مني" التي قدّمت فيها نسخة عن عمل فني لائق بعيد عن السطحية نابع من اختيار صائب وذكاء فني وحصيلة سنوات أعطتها ما يكفي من الخبرة.


اشتقنا لكارول سماحة بهذا اللون الغنائي، وأثبتت انها نجمة مخلصة للفن ولم تغرها أضواء الشهرة، بل بقيت الإنسانة الشغوفة في كل ما تقدمه للجمهور.
الأغنية جمعت فيها المقومات الناجحة، فمثلا الشاعر والملحن سليم عساف كتب الأغنية بكل إبداع، وكيف لا؟ وهو الفنان الذي عوّدنا دائما على أعمال لا تمر مرور الكرام، تواصل موقع "الفن" معه للحديث عن تعامله الجديد مع كارول سماحة بأغنية "نسخة مني"، قائلا: "هذه الأغنية بالذات كتبنا الكلام على لحن صعب كثيرا، اذا عدت لسماع اللحن تدرك انه ليس سهل وغير مألوف على أذننا كثيرا، الملحن إيراني Mohsen Yeganeh مهم جدا، والأغنية أحذت ضجة عندهم، فلتقوم بالكتابة عليها كان التقطيع جدا صعب، هي من أصعب الأغاني التي كتبت عليها، وذلك كي تظهر روحها لهذه الدرجة جميلة وقريبة".
وأضاف سليم عساف: "يأخذك اللحن بالتأكيد في السكّة التي يجب ان تذهب اليها، يبقى ان نختار الموضوع، كنا نبحث عن موضوع يتضمن فرح وحب وإيجابية، والفنان الذي يبقى قريبا مني أكثر، افهمه وأعرف ماذا يريد أكثر، اذ لا تنسى ان هناك نجاحات كبيرة انا وكارول وأصبحنا نفهم على بعضنا".
لا نستطيع ان نتحدث عن الأغنية ونتجاهل الكليب الذي أظهر كارول سماحة بأبهى صورة، وهو من توقيع المخرجة المصرية بتول عرفة، التي ايضا تواصلنا معها للحديث عن تعاملهما مع بعضهما ايضا في "نسخة مني" بعد سلسلة من النجاحات سويا، اذ قالت عرفة بداية: "صوّرنا الأغنية في لبنان، نحن أصدقاء منذ أكثر من 15 سنة، ولم نخطط حينها العمل سويا، حدث ان عملنا سابقا في" بون فوياج" واكتشفنا ان الكيمياء التي بيننا ليست فقط كأصدقاء انما ايضا الحمدالله في العمل ايضا، ومن هنا توالت الأعمال، في كل عمل قدمناه سويا قدّمنا فكرة مختلفة ومتنوعة، مثل "شكرا، أجازة ثم في "مغرومة بمين".
وتابعت عرفة: "نحن دائما نعمل مع بعض كفريق، عادة هي التي ترسل لي الأغنية، وانا أقول لها الفكرة، مثلا تقول لي هناك فكرة في دماغي، لكن أخبريني أولا بما تفكري به، أما عن كارول خلف الكواليس هي فعلا أختي، وهي أولا فنانة رائعة، وهذا ليس مجرّد كلام أو لأننا نعمل مع بعضنا، هي لديها طاقة كبيرة ليس فقط كمطربة، اذ انها من المطربين القلائل الذين يستطيعون الغناء شرقي وغربي وبتمكن، مساحات صوتها مختلفة، تمتلك لون و"ستايل" يميزها عن غيرها.
أما عن المواقف الطريفة التي حصلت بينهما، قالت بتول عرفة: "انا لا اشرب القهوة ولا الشاي، لكني اشرب عصير البرتقال كي تُخلق الفكرة للكليب، فـ كارول تُرسل لي رسالة تقول فيها "اشربي العصير وأرسلي لي الفكرة" (بطريقة طريفة)، وحصل موقفا في إحدى المرات مع ابنتها تالا المقتنعة أن اي تصوير مع والدتها هو معي، فحينها تواجد صحفيين مع كارول لتصوير مقابلة، وتالا لا تفرّق بين الكاميرا الخاصة بهم وكاميرة تصوير الكليب، فأرسلت لي مقطعا صوتيا قالت فيه: "بتول أسرعي، أمي تصوّر مع أحد غيرك".
اذا في ختام المقال نبارك لـ كارول سماحة على أغنيتها "نسخة مني" متمنين لها التوفيق الدائم، وأن تبقى دائما خطواتها الفنية ثابتة كما تعودنا عليها، اذ نحن بحاجة الى المزيد من الفنانين ذو قيمة كبيرة مثلها يُغدقون علينا نجاحات ترفع من المستوى الفني الى مكان راق يُحتذى به.