تميزت الملكة علياء الحسين الزوجة الثالثة للملك الأردني حسين بن طلال بحضور لافت وعقلية منفتحة اضافة الى حيويتها. إسمها علياء يعني التحليق عالياً. كانت تعبّر عن ارائها بصراحة لا متناهية ولا تعير اهتماماً لما يظنه الناس طالما انها تعرف أنها تتصرف بشكل سليم. لم تتردد في مد يد المساعدة لمن يطلبها ولم ترفض طلبا لأحد بدافع الحب الذي كان في قلبها الكبير. كانت تدخل الى المطبخ في القصر وتتحدث مع العمال عن عائلاتهم وهمومهم. وصفها الملك حسين أنها كانت ملكة قبل أن يتزوجها.

نشأتها

ولدت الملكة علياء الحسين في 25 كانون الاول / ديسمبر 1948 في القاهرة وتلقت علومها في مدارس بريطانية. اقامت في الولايات المتحدة الاميركية عندما كانت في التاسعة من عمرها حيث تولى والدها السفير بهاء الدين طوقان منصبه الدبلوماسي الاول في الأمم المتحدة. انتسبت الى الكثير من المعاهد الدراسية وتخرجت اثناء وجود والدها في ايطاليا من جامعة لويولا بإجازة في العلوم السياسية وحصلت على الماجستير في التجارة بتخصص رئيسي في العلاقات العامة وفرعي في علم النفس من كلية هنتر في نيويورك. كانت الملكة علياء قرة عين والدهاK كان يتحدث عنها في غيابها بطريقة لافتة فتظهر ابتسامة خاصة على محيّاه ويسرح بفكره كأنه يتحدث عن صديقة وكانت بمثابة حب حياته. أحبت علياء العاب الفتيان مثل كرة القدم والـ Baseball اضافة الى ممارستها السباحة وركوب الخيل وكرة المضرب. شقيقها الأكبر طبيب في الجيش الاردني ولها شقيق درس الفيزياء النووية في انكلترا. كانت دوما بمثابة صبي في العائلة لكنها كانت تجيد التصرف كسيدة مجتمع.


شخصيتها

كانت الملكة علياء الحسين لا تتردد بعمل أي شيء تؤمن به وتعبّر عن ارائها بصراحة لا متناهية ولا تعير اهتماماً لما يظنه الناس طالما انها تعرف بأنها تتصرف بشكل سليم. تتضمن بعض آرائها المرأة التي تثرثر ولا تفعل شيئا مفيدا مستشهدة بما رأته اثناء جولاتها في روسيا عندما رأت النساء يشاركن في بناء البيوت وحراثة الحقول بينما لم تشاهد مناصرات لحرية المرأة في الغرب يقمن بالاعمال الشاقة.

لقائهابالملك حسين

إلتقت علياء بالملك حسين في حفل زفاف في الاردن خلال وجود والدها في منصب بين روما ونيويورك وعندما عاد والدها بعد عام ونصف العام الى الاردن عملت علياء في دائرة العلاقات العامة في الخطوط الملكية الاردنية. نشأت علاقة عاطفية بينها وبين الملك حسين وبعد ستة اشهر أعلنا خطوبتهما التي استمرت أربعة اشهر وتزوجا بعدها في حفل صغير في عمان و من ثم جرى تغيير إسمها الى الملكة علياء الحسين حيث تم زفافهما في 24 كانون الاول / ديسمبر 1972.

طفلة بالتبني

خلال فترة حملها الأول بالأميرة هيا عانت الملكة علياء من ألم في ضرس العقل فذهبت للعلاج في مدينة الحسين الطبية. وخلال وجودها هناك علمت أن طفلة نجت مع والدها من حادثة سقوط طائرة سوفياتية الصنع على منزلهما وأدخلت الى وحدة العناية المركزة ولم يصب الأب بأذى بينما بقيت الطفلة عبير البالغة من العمر ستة اشهر لمدة اربعة ساعات تحت ركام المنزل قبل ان يتم إنتشالها. بقيت طوال اسابيع دون استجابة للعلاج وبعد أن زارتها الملكة علياء عدة مرات في المستشفى سألت الأب عن مصير إبنته بعد تعافيها فقال لها أنه سيعرضها للتبني لانه لا يستطيع العناية بها لوحده وعندها سألته الملكة ان كانت تستطيع هي ان تتبناها فما كان من والد الطفلة عبير الا ان اجهش بالبكاء وانتقلت عبير للإقامة في القصر. وبقيت بالنسبة للملك والملكة الطفلة الأولى بالرغم من حمل الملكة بالأميرة هيا.


قصة السوار

كانت علياء تملك سوارا عليه اسم الحسين قامت بتصميمه بنفسها وكان عبارة عن اسطوانات منقوش على احداها اسم الملك حسين وتاريخ ميلاده وعلى التالية أسماء عبير وعلي وهيا اما على الاسطوانة الاخيرة اسمها وتاريخ ميلادها ورداً على سؤال إبنتها هيا ماذا سيحصل اذا رزقوا بأخوة او اخوات آخرين فكانت تبتسم وتقول "هذه عائلتنا". وقالت لإبنتها هيا انه قد يأتي اليوم الذي تلبسين السوار وتتذكريني وكأنها تنبأت بما سيحدث لها.


ملكة متواضعة

وضعها كملكة لم يكن مهما بالنسبة لها فكانت تدخل الى المطبخ وتتحدث مع عمالها وعائلاتهم وهمومهم، اما في فترات بعد الظهر فكانت ممخصصة للعائلة حيث كانت تصرف الخدم الا عندما يكون هناك زيارة رسمية. لم تتردد في مد يد المساعدة لمن يطلبها ولم ترفض طلبا لأحد بدافع الحب الذي كان في قلبها الكبير لكل من أراد دخوله بصرف النظر عن ماهية الطلب او الطالب.


ملكة قبل الزواج

وصفها الملك حسين أنها كانت تتمتع بلمسة ملكية قبل ان تتبوأ منصب الملكة وقال: "علياء كانت ملكة قبل ان اتزوجها وأجلسها على العرش لتكون ملكة على البلاد". هذه الصفة دفعتها الى عمل الكثير على الصعيد الوطني. كانت تؤمن بأنها كانت ملكة لكونها متزوجة من رجل عظيم وعلى الملك ان يكون وحده ظاهرا للعيان ودورها ينحصر بإطار محلي حيث كانت تعتبر الشعب كابنائها وامتداد لبيتها.


مهرجان جرش​​​​​​​

من جوانب الاهتمام لدى الملكة علياء الطفل وتقنية العناية الصحية وإدارة المستشفيات وتأهيل المنشآت الطبية في الأردن وكانت هي صاحبة فكرة انشاء مهرجان جرش للفنون.


وفاتها

توفيت الملكة علياء في حادث تحطم طائرة هليكوبتر كانت تقلها بعد زيارة قامت بها الى مستشفى الطفيلة. أحب الناس الملكة علياء حباً كبيراً ورداً على سؤال إبنته هيا عن سبب حبه للملكة علياء ابتسم الملك حسين بحزن وفكر مليا ًوقال: "أحببتها للسبب عينه الذي احبها كل الناس لأجله… كانت ملاكا".