من النوادر في مجالنا الصحفي إيفاء بعض المبدعين حقهم في الإبداع والنجاح والإنتشار.

فالعمل الناجح، ونقصد بكلامنا الأغنية التي هي عبارة عن خليط مكون من مقادير مدوزنة ومترابطة، تبدأ بالكلام واللحن والتوزيع الموسيقي، وصولاً إلى الفنان، وطريقة أدائه وصوته.
ومما لا شك فيه أن كلام الأغنية يعتبر العامل الأساسي في نجاحها، خصوصاً أننا في زمن بلغنا فيه مرحلة متقدمة من الشح في الكتابة، واستنباط وإبتكار مواضيع جديدة، وملفتة وجاذبة للجمهور العربي.
الشاعر أحمد ماضي، البطل الذي يدوزن قصائده على إيقاع الإبتكار والتجدد، في محاكاة المشاعر الإنسانية، يعتبر من الأسماء التي ستخلد في المكتبة الموسيقية، بعد هذه الغزارة في الإنتاج والنوعية والانتشار.
ومن بين الأعمال الناجحة التي كتبها أحمد ماضي، أغنيات "شو السر اللي فيك" للفنان راغب علامة، "مجنون بحبك" للفنان أيمن زبيب، "معذبني الهوى" للفنانة يارا، "ممنونك أنا" للفنان ملحم زين، "أنا بنسحب" للفنان وائل جسار، "أغلى الحبايب" للفنانة نوال الزغبي، "بدي شوف بعينك حب" للفنانة هيفا وهبي، "سهّر عيني" للفنانة إليسا.

أحمد ماضي وإن بدا مشاغباً في لقاءاته وتصريحاته، فهذا لأنه شفاف، لا يجيد التملق الإعلامي والمسايرة والمهادنة على حساب أعماله، لذلك فإن إحترامه واجب، لأنه مباشر في تصريحاته، وحقيقي جداً.
من يراقب عن كثب نصوص أغنياته، يدرك مدى مصداقية هذا الشاعر على الورق، يعيش الحالة إلى أبعد الحدود، يختبرها، يعالجها، وينثرها حروفاً بليغة قادرة أن تصيب أكبر شريحة من المستمعين، وفي الوقت ذاته، ينطبق عليه السهل الممتنع.
هذا الإبداع وهذا الصدق في الكتابة، يترجمهما أحمد ماضي من جديد بأغنية "أنا لمين" للفنان زياد برجي، حيث صاغ ماضي كلمات الأغنية بإحساس عميق جداً، يروي من خلالها حالة من الهيام بين حبيبين، ويؤكد على الحب، والطمأنينة على استمراره، رغم مواربة الشريك، وحركاته الصبيانية.
لا شك أن الكلام يعتبر العنصر الجذاب في الأغنية، خصوصاً أنه يبلغ قمة التعبير، عن الأحاسيس القادرة على إصابة القلوب القوية والقلوب الضعيفة على حد سواء.
سيبقى أحمد ماضي علامة فارقة بين أبناء جيله، متسلحاً بموهبة قل نظيرها، تمكنت من مواصلة عطائها من دون ملل، متسلقة سلم النجاح، صانعة أسماء الكثير من النجوم على امتداد العالم العربي.