بأدوار متنوعة ومختلفة استطاع الممثل المصري ياسر جلال أن يكون بين المتصدرين في البطولات الرمضانية من عام لآخر، وقد شارك في السباق الرمضاني الماضي بمسلسله "علاقة مشروعة" والذي قدم من خلاله عملاً استطاع أن يحوز على إعجاب الجمهور، وخلال حوار مع موقع "الفن" يحدثنا الممثل ياسر جلال عن سر تحمسه لتقديم العمل والتفاصيل الخاصة به، وكيف يختار شخصياته التي يقدمها، وما هي الصعوبات التي يواجهها.

في البداية ما الذي جذبك لتقديم مسلسل "علاقة مشروعة"؟

تحمست للمسلسل بعد قراءتي لسيناريو الكاتبة سماح الحريري فإسمها شجعني خاصة وأنه التعاون الثالث بعد مسلسلي "القاصرات" و"ساحرة الجنوب"، وسعيد بتكرار التعامل معها من خلال "علاقة مشروعة" فلقد انجذبت إليه كثيراً، خاصة وأن الشخصية التي قدمتها مختلفة وجديدة عن نوعية الأعمال التي قدمتها من قبل.

هل هناك حسابات معينة تفكر فيها قبل أن تختار أي عمل فني جديد؟

بالفعل تكون لدي حسابات منها أن يحمل العمل رسالة قوية وأن يكون مناسباً للمجتمع الذي أمثله كفنان، وأفضل أن أراعي عاداته وتقاليده والمزاج العام للجمهور، وأحب أن تكون المشاهد جميلة بلا "فجاجة" ومن دون أمور تؤذي العين، وأرى أن الفنان لا بد وأن يكون حذراً في اختياراته وأن يراعي التجديد والتنوع وتقديم أعمال مختلفة، فالفنان لكي يحافظ على النجاح لا بد وأن يبتعد عن التكرار لأنه يسبب الملل للجمهور والذي ينصرف ويزهد في الفنان الذي لا بد وأن يتسم بالمرونة، وأن يعمل مع أكثر من مخرج وأكثر من فريق عمل لأن ذلك يضيف له ويطيل من عمره الفني، فالفنان لا بد أن يجتهد لكي يحافظ على استمراريته ووجوده، ومن هنا فتفكيري في خطواتي المقبلة لا تخرج من هذا الإطار بأن أتنوع وأقدم أعمالاً مختلفة وممتعة وتحمل رسالة فهذا هو همي دائمًا.

تهتم دائماً بتقديم قضايا إجتماعية من خلال أعمالك رغم أنها أيضاً لا تخلو من الإثارة والتشويق فهل ذلك مقصود؟

بالفعل أكون حريصاً دائماً على أن أقدم عملاً يمس الجمهور ويُشعر المتفرج بأنه يرى ما يشبه حياته، وبالفعل الأعمال الاجتماعية هي السمة الغالبة في أعمالي، حتى وإن كان بها مشاهد حركة أو رومانسية أو أكشن فكلها عناصر جذب، لأن الأصل هو التشويق لكن ما يهمني هو أن يحمل العمل رسالة قوية في إطار ممتع وجذاب ومشوق.

كيف تستعد لتحضير الشخصيات؟

استعدادتي تكون من خلال قراءة السيناريو أكثر من مرة، ومن هنا أبدأ التركيز على الشخصية التي أقدمها وإذا كان لها تاريخ في السيناريو أدرس تاريخها، وإذا لم يكن التاريخ مكتوبًا أجلس مع المؤلف ونبدأ في رسم تاريخ للشخصية، وأفرغ كل ذلك من أجل أن أرسم ملامح الشخصية وأبعادها سواء المادية مثل الشكل العام، تسريحة الشعر، طريقة المشي، الحركة، الصوت، الملامح الشكلية الخارجية، والبعد الاجتماعي إذا كان غنياً أو فقيراً، متزوجًا أو أعزب، عمله وبيئته الاجتماعية التي يعيش بها، والبعد النفسي مثل طباعه وأحلامه وأمنياته ومشاعره، هل هو شخص عصبي سريع الغضب مثلًا أو هادئ، كل ذلك أدرسه جيدًا ومن ثم أبدأ تطبيقه وقت التصوير.

ما هي الصعوبات التي واجهتك أثناء التصوير؟

الصعوبات بأننا نتعامل بمشاعرنا وأحاسيسنا، وأيضًا ساعات التصوير تصل لـ15 أو 20 ساعة يوميًا مما يتطلب مني أن أستقطع وقت الرياضة من وقت النوم والراحة، لأنني أحرص على ممارسة الرياضة يوميًا للحفاظ على لياقتي البدنية وهذه نقطة مهمة جدًا أيضاً، مما يتطلب أن أستقطع وقتاً من راحتي من أجل ذلك.
أيضًا ارتداء ملابس ثقيلة في الحر الشديد أو العكس ولساعات طويلة وألا يظهر تأثرنا بالحرارة وأن نتعامل بشكل عادي أمام الكاميرا، أو أن تكون في موقف محزن وتحاول أن تضحك في مشهد من المشاهد، كل هذه الأمور بالتأكيد ليست سهلة.

أعمال الـ15 حلقة أصبحت موضة في السنوات الأخيرة وحققت نجاحًا كبيرًا، فهل ذلك حمسك لأن تقدم عملاً قصيرًا بدلًا من 30 حلقة كما اعتدت المشاركة كل عام؟

بالمناسبة الدراما التلفزيونية المصرية هي أول من ابتدع فكرة الـ 15 حلقة والـ 12 حلقة والسباعيات التي كانت تعجب الجمهور، فكانت الدراما تنتهي بحسب المؤلف إذا انتهى من حكي الحدوتة، فالمهم هو تأثير العمل وألا يكون به مط أو تطويل من أجل أن يكمل الـ 30 حلقة، فهناك مسلسلات موضوعاتها تحتمل ذلك وأخرى لا، ولكني أختار بحسب الموضوع الجيد بعيدًا عن عدد حلقاته.

حدثنا عن كواليس العمل والتعاون مع المخرج خالد مرعي والتعامل مرة ثانية مع الممثلة مي عمر؟

سعدت بالعمل والتعاون مع خالد مرعي فهو مخرج كبير وواع وكنت أتمنى دائمًا أن أتعامل معه وتحققت أمنيتي، فهو محترم ومهذب ويعي جيدًا أداء الممثل وأضاف لي الكثير.
وبالنسبة لمي عمر فبيننا كيمياء كبيرة جدًا وسعيد بتكرار العمل معها مرة ثانية، فكل مرة ألتقي بها أكون سعيدًا للغاية فهي صديقة عزيزة.