هي ست الدنيا وأم الشرائع، التي أصبحت اليوم "عاصمة الإعلام العربي" تحت شعار "هنا بيروت"، وكيف لا، وهي التي انطلقت منها، ومنذ سنوات بعيدة، أدمغة السلطة الرابعة، وأشعت إبداعًا في لبنان ومختلف الدول العربية.
مناضلون كثيرون لم ينسهم التاريخ، تركوا بصمتهم الراسخة في الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، بعد أن أوصلوا كلمة الحق، منهم من لمعت أسماؤهم في لبنان، ومنهم من حملوا لبنان معهم إلى دول أخرى، أصبحوا فيها من رواد الإعلام.
برعاية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أطلق وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري، فعاليات "بيروت عاصمة الإعلام العربي 2023"، في القاعة المستديرة- طيران الشرق الأوسط MEA، بحضور رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء
الإعلام العرب الدكتور مجاهد أبو الهيل، وحشد كبير من الدبلوماسيين والسياسيين والإعلاميين.

بعد النشيد الوطني، كانت مشاركة غنائية لمجموعة أطفال من أكاديمية الفنانة تانيا قسيس.
قدم الحفل الإعلاميان نعمت عازوري أوسي وسامي كليب، وكانت كلمة للأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير أحمد رشيد خطابي، تبعها إطلاق فيلم "هنا بيروت".
وزير الإعلام زياد مكاري، الذي أحدث فرقًا واضحًا في وزارة الإعلام منذ توليه مهامه، قال: "نريد للاحتفال أن يكون طاقة فرج وأمل، وبابًا لعودة المياه اللبنانية العربية إلى مجاريها الطبيعية. بيروت عاصمة الإعلام العربي هي مناسبة لتظهير عروبتنا وتطهيرها من شوائبها، ولذلك أطلق نداء إلى كل أشقائنا العرب، لتكون هذه السنة سنة الانفتاح العربي بين عواصمنا العربية، ولنجعل شعارها ثقافة تجمعنا لا جهلًا يفرقنا".
وأضاف: "نريد إعلامًا هادفًا يناصر القضايا العربية وينتصر لها، إعلامًا يسلط الضوء على السلام لا على الحروب، إعلامًا ينتصر للإنسان والنساء والأطفال والشباب، ونريد إعلامًا ينشد ثقافة الانفتاح ويغلق الباب على الانعزال".
وتم إطلاق "وثيقة بيروت"، التي تلا بنودها 11 إعلامياً من مختلف وسائل الإعلام، وتهدف هذه الوثيقة إلى تحديد الرؤية اللبنانية لوظيفة الإعلام ودوره وأغراضه، والتذكير بمسلّمات مهنية انطلاقًا من فعالية "بيروت عاصمة للإعلام العربي 2023"، وتأسيسًا على مبدأ الإيمان بالحريات العامة، بالإضافة إلى التعاون مع وسائل الإعلام العربية بهدف دعم القضايا المشتركة".
وتم توزيع جائزة شعار "بيروت ٢٠٢٣"، وعرض فيلم قصير من إنتاج تلفزيون لبنان، واختتم الحفل بغناء وعزف رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى هبة القواس، التي غنت من ريبيرتوارها الخاص ومن تأليفها الموسيقي، بدأت بأغنية "عرفت بيروت" من شعر دانه، رافقتها مشاهد عن بيروت على شاشة كبيرة في خلفية المسرح. ومن كلمات الحلاج غنّت القواس "يا نسيم الريح"، لتليها أغنية "صوتي السماء" شعر زاهي وهبي. ثم قدمت
موشّح "لما بدا يتثنّى" من توزيعها الأوركسترالي، لتختم بأغنية "لبنان عد أملًا" شعر عبد العزيز خوجة، التي رافقها الفيديو كليب الخاص بها، والتي شهدت تفاعلًا كبيرًا من الحضور لما تتضمنه من أبعاد وطنية وإنسانية.


وفي كلمة خاصة لموقع "الفن" قال الوزير مكاري: "اختيار مجلس وزراء الإعلام العرب لتكون عاصمة الإعلام العربي، هو اختيار مهم جدًا في ظل هذه الظروف الصعبة التي يشهدها لبنان، إلا أنه ما من أسبوع يمر، من دون وجود أنشطة ثقافية في بيروت، وهذا الأمر كافٍ لوجود برامج لا تحصى ولا تعد للعمل عليها".
وأضاف: "سيكون هناك تكريمات وطوابع بريدية للإعلاميين والمفكرين اللبنانيين، وكذلك سيكون هناك اهتمام بالفن، الذي هو جزء أساسي من الثقافة".
وتابع مكاري: "احتفالنا اليوم هو رسالة أمل للكثير من اللبنانيين واللبنانيات، لنقول لهم إن لبنان ما زال موجودًا، وبيروت لا زالت لديها مكانتها في الساحة العربية".
وختم حديثه قائلاً إن موقع "الفن" أصبح جزءًا لا يتجزأ من المشهد الإعلامي في لبنان.