الممثلة المصرية زوزو نبيل إشتهرت في الزمن الجميل، وتميزت بصوتها حين قدمت شخصية شهرزاد في مسلسل "ألف ليلة وليلة". أتقنت دور المرأة القوية والشريرة في أفلام الأبيض والأسود وأدت أدواراً متنوعة، من أبرزها "أنا حرة" و"رحلة سمبل والمليون" و"يوميات ونيس" و"ألف ليلة وليلة".

نشأتها

ولدت زوزو نبيل في مدينة المنوفية في السادس من يوليو/ تموز 1920 واسمها الحقيقي عزيزة إمام حسين. أحبت التمثيل في سن مبكر إلا أن والدتها رفضت الفكرة لها وأصرت أن تستكمل تعليمها. لم تستسلم وأقنعت والدتها الى أن وافقت شرط أن تكون مثالا للشرف. تخلت عن الدراسة وانضمت لفرقة مختار عثمان براتب 6 جنيهات شهريا، قبل أن تنتقل إلى فرقة يوسف وهبي حيث عملت في المسرح والسينما. عملت لاحقا في الإذاعة وتميزت بصوتها الرخيم وأشهر أعمالها الإذاعية "ألف ليلة وليلة" مع المخرج محمد محمود شعبان.

مسيرة متنوعة

بدأت مسيرتها السينمائية في ثلاثينات القرن الماضي بالمشاركة في فيلم "ساعة التنفيذ" ثم توالت مشاركاتها بأدوار صغيرة في أفلام "قلب المرأة" و"مصنع الزوجات" و"عاصفة على الريف" و"كليوباترا" و"نور الدين والبحارة الثلاثة" و"هذا ما جناه أبي" و"عواصف" و"دايما في قلبي"، قبل أن تحصل على أدوار أكبر في "في الهوا سوا" و"حكم القوي" و"أنا بنت ناس" و"أسرار الناس" و"آمال" و"كدبة أبريل" و"لواحظ" و"أنا حرة" و"الخرساء" و"رابعة العدوية" و"الجبان والحب" و"اعترافات زوجة" و"لحن الوفا" و"غلطة حبيبي" و"بنت البادية" و"سجن العذاري" و"هذا الرجل أحبه" و"بين القصرين" و"بنت الحتة" و"تنابلة السلطان" و"الست الناظرة" و"الجبان والحب" و"امرأة بلا قلب". في أواخر السبعينات من القرن الماضي ركزت بشكل أكبر على الدراما التيلفزيونية وشاركت في عدة أعمال مثل "هند والدكتور نعمان" و"غوايش" و"بكيزة وزغلول" و"يوميات ونيس" وآخر أفلامها السينمائية كان "المرأة والساطور".

موظفة بالرقابة

الى جانب التمثيل عملت زوزو نبيل كموظفة في الرقابة على المصنفات الفنية لمدة ثلاث سنوات. وانتقلت لتعمل مسؤولة عن المسرح الشعبي في وزارة الثقافة ثم مديرة في مؤسسة المسرح عام 1962 ، كما كانت أيضا تقوم بتدريس مادة الإلقاء في معهد السينما، وعملت في الثقافة الجماهيرية حتى وصلت إلى درجة وكيل وزارة.

حياتها الخاصة

لم تحظى زوزو نبيل بحياة خاصة سعيدة، فقد تزوجت قبل أن تكمل الرابعة عشرة من عمرها، وكشفت في لقاء لها مع الإعلامي مفيد فوزي أن حياتها كانت أشبه بالحياة في زنزانة لا سيما أن زوجها يعمل مأمور سجن وكانت تعيش انعزالاً إجبارياً. كان يرفض خروجها من المنزل طوال عام من دون علمه ومنعها من فتح الشباك وكان بيت زوجها يطل على السجن حيث يعمل مأمورا. وحين شعرت حماتها أنها متعبة خلال فترة حملها قررت أن تخرجها من المنزل من دون علم زوجها وألبستها معطف أسود طويل ورافقتها الخادمة. بعد عودتها غضب والد زوجها من الظلم الذي تعاني منه وأعادها إلى منزل والدتها. بعدها توفي زوجها واهتمت بتربية ابنها نبيل إلى جانب عملها في التمثيل.

تزوجت للمرة الثانية من رجل متزوج وكانت تسكن في نفس الشارع حيث تسكن زوجته الأولى لمدة سبع سنوات، وحين علمت زوجته بالأمر طلبت الطلاق لكنها تراجعت عن قرارها حين زارتها زوزو نبيل وقالت لها: "لو طلبتي الطلاق هيطلقك بالفعل ويفضل معايا، فإيه رأيك ناخد شقة كبيرة ونعيش فيها ونبقى إخوات وتمشي الحياة". وهذا ما حصل وأصبحت الزوجتان تعيشان سويا حياة سعيدة حتى أن ابنها نبيل تزوج من ابنة زوجها من زوجته الأولى وعاشوا أسرة واحدة وسعيدة. لكن سعادتها لم تدم بعد إستشهاد نجلها في حرب أكتوبر وهو ما أصابها بحزن شديد واكتئاب.

وفاتها

عاشت زوزو نبيل مع زوجها وضرتها والأحفاد ولم تعتزل التمثيل حتى رحيلها في الثالث من مايو/ تموز عام 1996 وبعد رحيلها أصيبت زوجة زوجها "ضرتها" باكتئاب وتوفيت بعدها بـ 40 يوما.