أثارت الجدل بشببها الكبير بالفنانة الراحلة وردة الجزائرية، فقد كان الشبه في ملامحهما واضحاً جداً، ما دفع كثيرين إلى تلقيبها بـ"توأم وردة الجزائرية"، فكان هذا اللقب بالنسبة لها سيفاً ذا حدين، فمن جهة، التشبه بوردة هو أمر جميل، خصوصاً أنها فنانة قديرة وقدوة للكثير من الفنانات، ومن جهة ثانية، كان هذا اللقب يعطي إنطباعاً عن أن الملقبة به يمكن أن تكون تشبه وردة فقط من حيث الشكل، ولا تشبهها بصوتها الجميل، إلا أن الحقيقة هي أن "توأم وردة الجزائرية" كانت فنانة تمتلك صوتاً رائعاً، ولها مكانتها الكبيرة في الوسط الفني، غنت من كلمات وألحان أهم الشعراء والملحنين، ومثلت مع أشهر النجوم.

إسمها الحقيقي وبداية ظهور موهبتها

ولدت نبيلة عباس مرسي، التي أصبحت لاحقاً الفنانة المشهورة فاتن فريد، في 18 حزيران/يونيو عام 1945، ظهرت موهبتها الفنية منذ أيام المدرسة، وتوقع لها أستاذ الموسيقى مستقبلاً جميلاً في الغناء. غنت في الحفلات المدرسية والمسابقات، وحصدت المركز الأول في الإعدادية والثانوية في المسابقة الرسمية لبطولة المدارس الفنية.

أشهر أغنياتها

بعمر الـ24 عاماً، شاركت فاتن فريد بفيلم "العتبة جزاز" الذي أنتج عام 1969، والذي غنت فيه الأغنية التي تحمل إسم الفيلم، وهو من بطولة الممثلين فؤاد المهندس وشويكار، وبعدها إلتحقت فاتن فريد بمعهد الفنون الموسيقية القسم الحر.
غنت في لبنان وسوريا وحققت نجاحاً كبيراً في البلدين، عدا عن نجاحها في مصر، وعندما سمع صوتها الملحن بليغ حمدي، قدم لها أغنيات "لأ يا عبد"، "الطرح يا بنات" و"لابسه الفستان الموضه"، والتي كانت ضمن أول أسطوانة أطلقتها، وبعد النجاح الذي حققته هذه الأغنيات، تقدمت فاتن فريد إلى لجنة الإذاعة المصرية، وتم إعتمادها في الإذاعة والتلفزيون المصري.
من أشهر أغنيات فاتن فريد "اللي تعبنا سنين في هواه" كلمات سعيد يوسف ولحن شاكر الموجي، "بتوصيني عينيك" كلمات عبد الرحيم منصور ولحن بليغ حمدي، "غدارين" كلمات صلاح فايز ولحن محرم فؤاد، وأغنيات "حبيه وخديه"، "نص كلامك كدب"، "يا خسارة"، "خليك على طبعك" و"جرح قلبي"، وتعاملت فاتن فريد في أغنياتها مع أشهر الملحنين، نذكر منهم منير مراد، عبد العظيم محمد، أحمد صدقي، حلمي أمين، عبد العظيم عبد الحق ، فؤاد حلمي، محمد علي سليمان، محمد ضياء الدين وحلمي بكر، وأشهر الشعراء نذكر منهم فتحي قورة، عبد الوهاب محمد، حسين السيد، عبد العزيز سلام، بهاء الدين محمد، سمير محبوب، محمد زكي الملاح وسيد مرسي.


من الغناء إلى التمثيل مع أهم النجوم

خاضت الفنانة الراحلة مجال التمثيل، ومثلت مع أهم الممثلين والممثلات، نذكر من أفلامها فيلم "الغفران" بطولة الممثلين أحمد رمزي وميرفت أمين، وفيلم "الرغبة والضياع" بطولة الممثلين نور الشريف ورشدي أباظة وهند رستم، وفيلم "عاشق الروح" بطولة الممثلين نجلاء فتحي وحسين فهمي وعماد حمدي، وفيلم "لقاء هناك" بطولة الممثلين نور الشريف وسهير رمزي وزبيدة ثروت، وفيلم "وحوش الميناء" بطولة الممثلين فريد شوقي وبوسي وفاروق الفيشاوي، وفيلم "إمرأة تدفع الثمن" بطولة الممثلين فريد شوقي ومحمود ياسين، وفيلم "الخطيئة السابعة" بطولة الممثلين فاروق الفيشاوي وعايدة رياض، كما شاركت في إنتاج فيلم "بياضة" من بطولة الممثلين رشدي أباظة ويسرا ومحمد رضا.
شاركت فاتن فريد في مسلسلات "حواري وقصور" بطولة نبيل الحلفاوي وفردوس عبد الحميد ويوسف شعبان، "صراع الأقوياء" بطولة الممثلين أحمد سعيد عبد الغني وحسين فهمي، "أحلام سليمان" بطولة الممثلين محيي عبدالحي ونجوى فؤاد ووائل نور، "اللص والكلاب" بطولة الممثلين عبلة كامل ورياض الخولي، "حارة المعروف" بطولة الممثلين عايدة رياض وعادل الكومي، "زمن عايش" بطولة الممثلين حسين فهمي وسعيد عبد الغني، "الزنكلوني" بطولة الممثلين محمد رضا وآثاء الحكليم وحسين الشربيني، وكان آخر مسلسلاتها "بطة وأخواتها" الذي شاركت فيه مع الممثلين أحمد بدير وإبراهيم يسري ومديحة حمدي وحسن مصطفى.


زواجها ومقتلها

تزوجت فاتن فريد من الحاج فتحي محمود حسين، وأنجبت منه خمس بنات هنَّ سمر وهويدا ومنال ودلال وغزال.
وقبل وفاتها بعام تقريباً، تزوجت من رجل الأعمال محمود خليفة، ولم تكن علاقة بناتها به جيدة، حتى أنه منع زوجته من إستقبالهنَ في منزلهما الزوجي.
توفيت فاتن فريد مقتولة على يد ياسر عبد الله، وهو عامل سابق في محطة الوقود التي كان يملكها زوجها، إذ حضر ياسر عبد الله إلى منزل محمود خليفة، ليطلب منه أن يعيده إلى العمل، لكن صاحب المحطة لم يكن موجوداً حينها في منزله، ودارت مشادة كلامية بين عبد الله وفاتن فريد، وتطوّر الأمر، فسحب العامل سكيناً، وطعن الفنانة طعنة في بطنها وأخرى في صدرها، وتم نقلها إلى مستشفى الهرم، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة في 15 شباط/فبراير عام 2007.
إلا أن بنات الفنانة الراحلة لم يقتنعنَ برواية أن عامل المحطة هو الذي قتل والدتهنَ، خصوصاً إبنتها سمر، التي شككت بضلوع زوج والدتهنَ في مقتلها، وقالت إن فاتن فريد لم تكن تفتح باب شقتها عندما تكون لوحدها، وتساءلت سمر كيف أصبح زوج والدتها فجأة منتج ألبوماتها، ويمتلك ستوديو كلفته 2 مليون جنيه، مشيرة إلى أنه المستفيد الوحيد من قتل فاتن فريد.