حق الفنان اللبناني الراحل ايلي شويري بات بيد الخالق عز وجل فأكرمه بموهبة نادرة و جعله مميزاً بكل تفاصيله حتى فارق الحياة و نال لقاء النقاء حيث ينتمي النبلاء بعيداً عن ضجيج الارض ، فالرجل أسقط الروتين بضربة المعلم و عاند الواقع و حارب الاسفاف و غرد بكل جوارحه حتى تحول اي أيقونة ووسام على صدر بلد لم يصدر سوى المبدعين الى أرجاء الكرة الارضية .


في العام 2007 خسرت والدي الصحافي اللبناني نبيل أصفهاني وقبل العزاء و بعده بقي الفنان ايلي شويري على تواصل دائم معي، مؤكداً دعمه لي بعد ان أصبحت مسؤولاً عن اسرتي حتى بعد خضوعه لعملية جراحية تواصلت معه من خلال زوجته الفاضلة التي كانت حريصة عليه كثيراً وعلى صحته، وفي أحد الايام قال لي في اتصال مسائي (بس تتزوج اوعك ما كون حدك بالعرس انا عمك).
أيضاً أذكر عتبه على الدولة اللبنانية حين كان يقول لي (بس تصير مصيبة بيطلبوا مني اعمل فن وطني غير هيك ما بيتذكروني) وهنا تبرز اوبريت (يلي مكتوب بحبر الدم نكتب) التي قدمها بعد مجزرة قانا التي هزت ضمائر العالم و كان المبدع في صياغة حروفها و بدت الموسيقى أنشودة رقيقة تشبه نوتة قلبه و عقله و عنفوانه و صلابته في احلك الظروف التي واجهته.
إيلي شويري عراب الفن الجميل والوطني لم يأخذ كامل حقه من هذه الارض لكن من المؤكد ان عدالة السماء ستنصفه وتسدد حق أنسان جمع كل صفات الخير في شخصيته التي لن تفارقني حتى التقي به و بكل من احب.