تألقت لسنوات عديدة في تقديم البرامج، بالقدر نفسه الذي برزت فيه في التمثيل، فالممثلة ومقدمة البرامج ساشا دحدوح، لم تدخل إلى الساحة الفنية لتمر مرور الكرام، بل لتثبت نفسها كموهبة مميزة ستنمو عملاً بعد عمل.
وكان لموقع "الفن" لقاء خاص مع ساشا دحدوح، تحدثت خلاله عن دورها في مسلسل "النار بالنار" الذي يعرض حالياً، وعن مشاركتها في الجزء الثالث من مسلسل "للموت"، وعن التقاطع بين شخصيتها وشخصية "هيفا" في مسلسل "دهب بنت الأوتيل"، وماذا قالت عن علاقتها بالممثلة اللبنانية دانييلا رحمة؟

ماذا تخبرينا عن شخصية "قمر" التي تجسدينها في مسلسل "النار بالنار"، وعن العمل ككل؟

"قمر" هي شخصية قوية، وتدرك جيداً ما تريده، وتسعى للوصول إلى أهدافها مهما كلفها الأمر، هي شخصية غير متكلفة من ناحية الشكل أو الملابس، وعملية ومثقفة، الحب بالنسبة لها هو أمر أساسي جداً في الحياة، تحارب من أجله، ومن أجل زوجها. هي شخصية عفوية أيضاً، لطيفة وقريبة من الجمهور، أتمنى أن يحبها المتابعون، فهي شخصية تشبه العديد من النساء في مجتمعاتنا، وأنا عملت على هذا الدور من قلبي، مثلما عمل كل فريق العمل.
ردود الفعل على المسلسل جاءت أفضل من ما توقعنا، والرأي الذي أجمع عليه الجمهور بشكل عام، هو الشبه الكبير بين أحداث المسلسل وبين الواقع الذي يعيشه أي لبناني أو أي نازح سوري. هناك العديد من الأحداث التي لم تعرض بعد، منها السبب وراء نسب شخصية "المرابي" في المنطقة لرجل سوري، والذي يجسد دوره الممثل السوري عابد فهد، فقد جعلنا المشاهدين يطرحون أسئلة، ولكن الأحداث لم تشتعل بعد، وأتمنى أن يلقى هذا العمل النجاح الذي نتوقعه له، لأننا تمكنا من نقل واقع المشاكل الإجتماعية والإقتصادية التي نعيشها، من كهرباء، فقر، ظلم، إستشفاء، وهذه المرة الأولى التي يُطرح فيها مسلسل واقعي إلى هذه الدرجة، ويتحدث عن العنصرية.

ماذا ينتظر شخصية "قمر" من تغيرات مع تطور الأحداث؟

ستعيش شخصية "قمر" تغييرات كبيرة، وستمر بالكثير من التقلبات، حتى أن هناك نقلة نوعية ستأخذها إلى مكان جديد.

جمعتكِ بالممثل اللبناني طارق تميم، الذي يجسد في المسلسل دور زوجكِ، عدة مشاهد، كيف تصفين التعامل معه، ومع طاقم العمل بشكل عام؟

منذ بداية العمل على المسلسل، بدأنا بالخضوع لورشات عمل من الشركة المنتجة "الصبّاح إخوان" والمخرج محمد عبد العزيز، والذي هو قامة فنية كبيرة، وتشرفت بالتعاون معه، شعرت برهبة كبيرة في أول لقاء مع فريق العمل، فالعمل ضخم جداً، والأسماء المشاركة فيه ضخمة جداً، وهو قصة واقعية جداً، مع دور صعب. هناك العديد من المشاهد الدرامية التي لم نتمكن من تخطيها بسهولة، حتى بعد إنتهاء التصوير، وتعرفت على طارق تميم في ورشات العمل، خصوصاً أنه كان غائباً عن التمثيل منذ سنوات، وما يميز طارق، هو تمتعه بروح الفكاهة، فهو شخص خفيف الظل، لا يضع حدوداً بينه وبين زملائه خلال تعامله معهم، ووجوده دعمني بشكل كبير.


يناقش المسلسل قضية النزوح السوري في لبنان، هل طرح قضايا في الدراما، يمكن أن يساعد في إيجاد حلول لها؟

هذا المسلسل نقل القضية كما هي، وهذا ما قاله الممثل والكاتب اللبناني جورج خباز: "ما تخبينا ورا إصبعنا"، الموضوع حساس جداً، وتم طرح القضية بطريقة غير خادشة للجمهور، وهذا ما تمكن من تحقيقه كاتب العمل رامي كوسا والمخرج والشركة المنتجة. هناك العديد من القضايا التي ليس لها حلول، ولكن يجب "وضع الإصبع على الجرح".

ننتقل إلى مسلسل "للموت"، ماذا تخبرينا عن إنضمامك للعمل بجزئه الثالث، وعن تعاونك مع أسرة العمل؟

سعدت كثيراً بإنضمامي إلى أسرة المسلسل، وهو يشكل ورقة رابحة، خصوصاً أن العمل نجح، وأثبت حضوره طوال السنتين الماضيتين، والجمهور طالب بجزء ثالث منه. بالنسبة إلى دور "رولا" الذي أجسده في المسلسل، فهو بعيد للغاية عن دور "قمر"، فأنا شخصياً لا أحب التكرار. إنه دور صادم، ومشاركتي هي عبارة عن إطلالة خاصة، بدور محوري ومفصلي بالأحداث، وأفادتني كثيراً، وهي مشاركة ممتعة، وسعدت بها جداً، خصوصاً وأن هناك صداقة تجمعني بالممثلتين اللبنانيتين ماغي بو غصن ودانييلا رحمة، وبفريق العمل ككل، فقد شعرت أني دخلت على عمل قريب من قلبي.

أطليتِ في الحلقات الأولى من "للموت" بشخصية "رولا"، حبيبة زوج "كارمى"، التي تجسد دورها الممثلة اللبنانية ورد الخال، ماذا ينتظر "رولا" من تطورات وأحداث؟

سنرى تداعيات لتصرف "رولا"، وعلاقتها بزوج "كارمى"، فهي العشيقة التي تدخل في علاقات خاطئة من أجل مصلحة معينة، وكما هو واضح، أنها دخلت بمشكلة مع شخصية خطيرة هي "كارمى"، التي ينتظر منها الجمهور تصرفاً خطيراً، فيمكنني أن أؤكد أن ما سيحدث معها ليس سهلاً.

بالإنتقال إلى مسلسل "دهب بنت الأوتيل"، الذي جسدتِ فيه شخصية "هيفا"، التي تتعرض للخيانة من زوجها، في حال تعرضتِ في حياتكِ للموقف نفسه، هل تتصرفين مثلما تصرفت "هيفا"؟

"هيفا" وصلت إلى مرحلة القتل، وهو أمر غير وارد بالنسبة لي، أنا عندما أجسد شخصية معينة، أحاول أن لا أحكم عليها، وأن أراها من وجهة نظرها. شخصية "هيفا" لديها الكثير من الأبعاد، والمواقف التي مرت بها، وعلى الصعيد الشخصي، ألتقي معها بقوتها، فهيفا شعرت بالضعف والإنكسار، ولكنها لم تتحطم، وإنتفضت على الواقع، وعادت بالقوة نفسها، وهذه هي الحياة، عليكِ أن تقفي، وتستعيدي قوتكِ من جديد.

هل ترين نفسكِ اليوم إعلامية أم ممثلة؟

أريد أن أتخطى هذا السؤال، فلو لم أرَ نفسي في المجالين ما كنت دخلتهما، فأنا لست هنا لأستمتع فقط، أو لأحرق مراحل حياتي، وأصل إلى الشهرة، أنا سعيدة بما أقدمه من أجلي، وسعيدة بقدراتي التمثيلية، وشعوري بالمسؤولية تجاه هذه الأعمال. أما على صعيد الإعلام، فأنا أطل على الجمهور كـ ساشا، ألقي التحية عليهم، وأتحدث معهم. لا يمكنني أن أجد نفسي في مجال واحد، فأنا أقدم نفسي في المجالين بأفضل الطرق، وهذه نعمة من الله، وأعتبرها نقطة إيجابية إضافية لي.

تربطكِ صداقة قوية بالممثلة اللبنانية دانييلا رحمة، كيف بدأت هذه الصداقة؟

صداقتنا بدأت مع أول عمل شاركنا فيه سوياً، وهو مسلسل "بيروت سيتي"، وكما هو معروف، فإن دانييلا خفيفة الدم وقريبة من القلب، لا يمكن أن تتعرفي عليها ولا تحبيها، فهي حقيقية جداً، وتقول كل ما في قلبها. تطورت صداقتنا مع الوقت، إذ يمكنكِ معرفة الشخص من مواقفه، ودانييلا وأنا مررنا بالعديد من المواقف المهمة، ووجدنا أنفسنا إلى جانب بعضنا البعض، ولدينا المبادئ نفسها في الحياة.​​​​​​​
صحيح أن الفكرة السائدة تقول إنه ليس هناك صداقات بالوسط الفني، ولكن هناك بعض الإستثناءات في الحياة، خصوصاً عندما تجدين شخصاً يشبهكِ، ويؤمن فعلاً بأن الحياة فرص.

ماذا ننتظر منكِ من أعمال بعد شهر رمضان؟​​​​​​​

أنا حالياً في فترة إستراحة، وأنتظر بفارغ الصبر معرفة ردة فعل الجمهور على مسلسل "النار بالنار"، وإطلالتي الخاصة في مسلسل "للموت"، وأتمنى أن تكون لي أعمال مقبلة مميزة.