سعد حمدان فنان لبناني ينتقل بإحتراف كبير بين الغناء والمسلسلات والأفلام الكوميدية والاجتماعية والتاريخية.
ورغم مشاركته في مئات الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية، إلا أن دور "عدنان" الذيي جسده في مسلسل وفيلم "غنوجة بيا"، ترك بصمة في قلوب اللبنانيين والعرب.
موقع "الفن" إلتقى الفنان سعد حمدان، الذي حدثنا عن مشاركته في مسلسل "دهب - بنت الأوتيل"، وعن المسلسل الذي سيظهر فيه بشهر رمضان المقبل، كما سألناه إن كان يحضر أغنية جديدة، وعن تكريمه في مهرجان الأمل السينمائي الدولي، ومشاركته في فيلم "الرب يراني".


أخبرنا أكثر عن مشاركتك في مسلسل "دهب - بنت الأوتيل".

هذا أول تعاون لي مع المخرج المصري محمد سمير، وهو إنسان مهني جداً، وأنا أفتخر لأنه أشاد بمشاركتي في المسلسل، وإعتبر أني قيمة مضافة، ووجد أن طريقتي في العمل مميزة جداً، كما عليّ أن أذكر أن كل وسائل الراحة كانت متوفرة للممثلين. المسلسل من إنتاج إيغل فيلمز، ينتمي إلى نوعية الأكشن، ومصاغ بطريقة مميزة جداً، ويتضمن مجموعة من الممثلين من دول الخليج ولبنان وسوريا ومصر، ويعرض على منصة "شاهد"، وأصداؤه جيدة جداً. أجسد في المسلسل دور شخص سيئ يعمل ضد "دهب"، التي تجسد شخصيتها الممثلة نور الغندور، وهو أحد الأشخاص الرئيسيين في العصابة. هو موظف في الأوتيل، ويعمل في السر لأحد رجال المافيا، وتحصل جريمة وإطلاق نار وجرائم قتل. إنه عمل أكشن يلفه الغموض، يمكن تشبيهه بمسلسل "عشرة عبيد زغار"، فالمسلسل يدور حول تصفية حسابات.

تشارك في الموسم الرمضاني المقبل بشخصية "الكولونيل شاوول" في مسلسل "لحن البحر"، ما هي صفات هذه الشخصية؟

الكولونيل شاؤول هو مسؤول وحدة الاستخبارات في الموساد الإسرائيلي لمركز بيروت، وهذه المرة الأولى التي أجسد فيها شخصية عقيد مسؤول سجن معتقل الخيام، السجن السيئ الذكر، وأنا مسؤول عن كل ما يتعلق بالجاسوسية والتعذيب ومعاناة اللبنانيين أيام الإحتلال الإسرائيلي، وخضوعهم للتحقيق. إنها شخصية قاسية وشريرة كونه إسرائيلياً، وهو يأمر على لبنانيين ينفذون عمليات التحقيق والتعذيب والسجن. المسلسل من إخراج محمد الوقاف، ومن كتابة محمود الجعفوري مؤلف فيلم "خلة وردة"، الذي لاقى نجاحاً كبيراً، وخلة وردة هي المنطقة التي تم فيها قتل جنديين إسرائيليين عام 2006، ما أدى الى إندلاع حرب تموز. المسلسل مميز، ومن نوع الأكشن، ويتضمن عدة تفجيرات، ويضم نخبة من الممثلين اللبنانيين، منهم يوسف حداد، عمار شلق، فيفيان أنطونيوس ونيكولا مزهر.

كيف تنظر إلى تكريمك في مهرجان الأمل السينمائي الدولي في إيطاليا، وما رأيك بالمهرجان؟

إنه من أجمل التكريمات على متن باخرة عملاقة تجوب البلدان الأوروبية، مدينة عائمة سبع نجوم. شارك في المهرجان 36 دولة، بينها خمس دول عربية، وتم عرض الأفلام السينمائية التي تتمحور حول أصحاب الهمم، الذين يعانون من إعاقة تسبب لهم مشاكل نفسية، أو إعاقة جسدية، بحضور بعض أبطال الأفلام المشاركة في المهرجان. لأول مرة يتم تكريمنا في الإتحاد الاوروبي في مدينة روما، وكان الختام في باليرمو في إيطاليا في مدرسة لأصحاب الهمم. إجتمعنا بأكثر من 200 حالة، وختمنا المهرجان، وتم توزيع الجوائز بحضور مدراء المراكز الإيطاليين، والفنانين الأجانب والعرب. ومن بين الفنانين العرب، تشكل وفد مصري من الممثلين يحيى الفخراني وليلى علوي وإلهام شاهين وأحمد بدير، بالإضافة إلى النجم الكويتي محمد المنصور، أما من لبنان، فكنت أنا والممثلة كارمن لبس. كنا نشاهد بعض الأفلام على متن الباخرة، أما بالنسبة للبعض الآخر من الأفلام، فكانت إدارة المهرجان تستأجر صالة سينما في البلد الذي كنا نرسو فيه، وكنا نشاهد الأفلام بحضور اللجنة التي كانت تقيّم وتعطي العلامات، ثم نعود إلى الباخرة، لنجد أنفسنا في اليوم التالي في بلد آخر. إنها مبادرة جبارة، ورئيس المهرجان هو الفنان البلجيكي اللبناني الأصل فادي اللوند، وأنا سعيد لأن القيّم على المهرجان من أصل لبناني. المهرجان ناشط جداً إعلامياً، والنسخة الثالثة منه في طور التحضير، ومرشحة أن تكون أضخم بكثير من النسخة الأولى التي جرت في السويد، والنسخة الثانية التي دارت في إيطاليا. النسخة الثالثة سوف تتضمن مفاجآت، بحضور نجوم عرب، ونجوم من جنسيات أخرى.
أنا كنت من المكرمين في النسخة الثانية في إيطاليا، وعندما أبديت رأيي في الأفلام، طلب مني أن أكون عضو في لجنة تحكيم الأفلام القصيرة في النسخة الثالثة، التي ستنطلق خلال شهر كانون الأول/ديسمبر المقبل.

معروف عنك صوتك الجميل واتقانك العزف على آلة العود، هل تحضر لعمل غنائي جديد؟

حضرت أغنيتين عن الوضع العام الذي نعاني منه، ولم أكن قادراً على تأليف أغنية رومانسية، أردت أن أتطرق إلى هموم الناس، وتطلب مني الأمر مبالغ مالية. إحدى الأغنيتين عُرضت على قناة "الجديد"، إسمها "عمرو ما يتاكل"، وتتطرق إلى التضخم، وتحكي عن معاناة اللبنانيين في السوبرماركت. هذه الأغنية صورت بإدارة المخرج سام سعد، وشارك في الكليب النجوم صلاح صبح "شكري شكر الله"، ميراي بانوسيان "إم طعان"، جورج حران والشيف ريشار الخوري. أنا في طور تحضير قصيدة غربة لشخص اضطر لتوديع ولدين من أولاده تركا البلد.

بالرغم من مشاركتك في الكثير من المسلسلات والأفلام المنوعة، إلا أن المشاهدين يتذكرونك دوماً بشخصية "عدنان" في "غنوجة بيا"، هل تعتبر هذا الأمر نعمة أم نقمة؟

أنا سعيد جداً لأن "عدنان" ساهم في شهرة سعد حمدان، مضى على هذه الشخصية أكثر من 17 عاماً، وتركت بصمة في عقول الناس، فعندما يشاهدوني يشيرون إليّ بـ"عدنان". هناك أيضاً شخصية "أيوب"، التي جسدتها في المسلسل الكوميدي "متر ندى"، وهو شخصية سريعة بعكس "عدنان". الكاتبة المبدعة منى طايع، التي أرى أنها من أهم كتاب التراجيديا والكوميديا في لبنان، وضعت فكرة جديدة لم يطرحها أحد من قبل، وسوف تبدأ بصياغة النص، وستكون فرصة للجمهور ليشهد تميز منى طايع في كتابة الكوميديا بلمعة جديدة.

تشارك في فيلم "الرب يراني"، ما دورك في هذا العمل، وما الذي دفعك للمشاركة بهذا الفيلم الديني؟

أعتبر أنني كُرمت عندما طُلبت مني المشاركة في هذا الفيلم، الذي يتناول سيرة الطوباوي إسطفان نعمة لغاية تطويبه، وسوف نراه قريباً في دور العرض السينمائية، وهو من إخراج طوني نعمة، ويضم باقة من الممثلين، من بينهم ميراي بانوسيان. أجسد في الفيلم دور والد الطوباوي إسطفان نعمة، وأنا سعيد لأني أحمل هذه الرسالة الوطنية في عمقها، فأنا أحييت خمس حفلات غنائية، ذهب ريعها لبناء كنائس، وعندما شاركت في برنامج "ديو المشاهير"، مثلت جمعية الشبيبة المسيحية للخدمة، وسجلت ترنيمة للسيد المسيح بصوتي لإحدى الجمعيات، وأنجزت لحناً للقديس نعمة الله الحرديني. أدعو الجميع لنكون يداً واحدة، ونشارك الأعمال مع بعضنا البعض. لا فرق بين عربي وأعجمي إلا في التقوى، أنا أكره الطائفية والعنصرية.

تزوجت منذ حوالى الأربع سنوات، وأصبح لديك إبن، هل تندم لأنك لم تتزوج بعمر أصغر؟

إنتظرت أن أؤمن نفسي من الناحية المادية قبل الإقدام على الزواج، وانتظرت أن يكون لدي منزل، نحن كفنانين نعمل على القطعة، وأنا أرفض الأعمال التي لا تليق بتاريخي الفني الذي تخطى الثلاثين عاماً، ولا تحترم الجمهور الذي تعوّد عليّ بأعمال مميزة. إبني اسمه نوا (نوح)، وأنتظر لأرى إن كان يمتلك صوتاً جميلاً.