لا يمكن ذكر الدراما اللبنانية، من دون ذكر الممثل اللبناني دوري السمراني، الذي يعد من أبرز عناصرها، ومن أهم الممثلين الذين شاركوا في مسلسلاتها.

وكان لموقع "الفن" حوار خاص مع دوري السمراني، كشف خلاله سبب تقليص مساحة دوره في مسلسل "النار بالنار" الذي يعرض حالياً، ورأيه بالتعاون بين أفراد فريق العمل، وحبه وشغفه للمسرح وللفن بشكل عام.

أخبرنا أكثر عن مسلسل "النار بالنار" ودورك فيه.

فكرة المسلسل جميلة، وقصته جديدة، فهي قصة شعبين يعيشان مع بعضهما البعض، بالرغم من المشاكل التي وقعت بينهما منذ زمن وحتى الآن، ووجود أشخاص لم ينسوا أو يتخطوا الماضي، خصوصاً مع نزوح السوريين إلى لبنان.

المسلسل يحكي قصة شارع يسكن فيه أشخاص من الجنسيتين، وهناك شخصان مسيطران على المنطقة، شخص من الجنسية السورية، يجسد دوره الممثل السوري عابد فهد، وهو "مرابي" يتحكم بالحي، ويأخذ أموالاً من السكان، ومن الأغنياء، أما الشخص الآخر، فهو اللبناني، ويجسد دوره الممثل والكاتب جورج خباز، وهو ضد وجود المرابي في المنطقة، كما أن والده عانى من فترة من وجود السوريين في لبنان، ولديه مشاعر كراهية عالقة.

أنا أجسد دور "ملحم"، وإضطررنا لإختصار الدور قليلاً، وكان بإمكانه أن يكون أوسع، وهو دور شخص فاسد، يحاول أن يستفيد من الطرفين، وأن يوفر الأمان لنفسه.

يطرح المسلسل قضية مهمة، نعايشها في حياتنا اليومية، هل طرح قضايا في الدراما، يمكن أن يساعد في إيجاد حلول لها؟

ليس من واجب الدراما أن تجد حلولاً للمشاكل والقضايا العالقة، علينا أن نطرح المشكلة، وعلى الرأي العام أن يعمل على الموضوع. الفن يعطينا دائماً المساحة اللازمة لطرح المشكلة، حتى لا يكون الحل مرتبطاً بشخص واحد، ويترك التحليل للجمهور، وهذا هدف الدراما، أن يُترك كل شخص يحلل بالطريقة الخاصة به. نحن طرحنا هذه المعضلة، ونترك للجمهور التحليل، والإستمتاع والتفكير: هل يعتبرون هذا الأمر هو مشكلة؟ أم أنه أمر طبيعي ويجب أن يبقى كما هو؟ هذا الموضوع يجب الإضاءة عليه، ونتمنى أن تسعى الدراما بشكل دائم إلى طرح قضايا ثقيلة بهذه الطريقة، خصوصاً وأننا نعيش في بلد فيه الكثير من الأزمات والمشاكل، والمواد الدسمة التي بإمكاننا أن نكتب عنها.

يضم المسلسل نخبة من النجوم، نذكر منهم جورج خباز، عابد فهد، كاريس بشار وزينة مكي، كيف تصف التعاون مع فريق العمل؟

بالنسبة للممثلين، كل منهم يعي ما عليه أن يقوم به بالشكل الصحيح، كل ممثل وجد في المكان الأمثل له، وأنا أحب كل فريق العمل، وقد تعرفت على ممثلين لم أعمل معهم سابقاً. بالنسبة للممثل جورج خباز، فلا أعتقد أنه من الضروري التأكيد بعد على موهبته، كذلك الممثل عابد فهد، والممثلة كاريس بشار التي تجسد دوراً رائعاً.

جسدت في مسلسل "صالون زهرة" دور شاب يغتصب "زهرة"، التي تجسد دورها الممثلة نادين نسيب نجيم، هل وجدت صعوبة في تأدية هذا الدور؟

لا توجد صعوبة في تأدية هكذا دور، فأنا أتعامل معه كواجب مدرسي، وعليّ أن أنهيه، فعندما تحضرين الواجب جيداً، ستؤديه بالطريقة المثلى، وهذا ما حصل، تحضير جيد أدى إلى دور متقن، وكنت في الوقت نفسه أعمل على مسرحيتي "آخر سيجارة"، وكانت الصعوبة في السعي إلى تنظيم الوقت بين العمل على المسرحية والمشاركة في المسلسل، فكنت أنهي أعمالي عند الساعة العاشرة مساءً، ثم أذهب إلى موقع تصوير "صالون زهرة"، وأنا متعب، ما ساهم في تحسين أدائي في المسلسل، فالمغتصب عدا عن أنه شرير، هو شخص مرهق ومحبط، وهذا ما ساعدني كثيراً.

شاهدنا الممثلة نادين نسيب نجيم تتحدث في المسلسل عن القانون الذي يجرّم المغتصب، والتعديلات التي طرأت عليه، إلى أي مدى قدم هذا المسلسل إفادة بهذا الموضوع؟

عندما نقدم عملاً يسلط الضوء على مشكلة نعاني منها منذ فترة طويلة، وعلى مشاكل مشابهة، منها العنف ضد المرأة، تلفت أنظار الجمهور أكثر، ولكن في الحقيقة، الأزمات التي نعاني منها في لبنان، شملت الجميع، ولم تعد المرأة هي العنصر الوحيد المنتهك، لذا يجب تسليط الضوء أيضاً على مواضيع أخرى نعايشها.

كيف كانت ردود الفعل على مسرحية "آخر سيجارة" التي شاركت في بطولتها، وكيف كان إقبال الجمهور عليها؟

ردود الفعل كانت رائعة، وكذلك الإقبال، كان العمل جيداً جداً، والجمهور كان مدهشاً، المسرحية أزاحت الهم عن القلب، كانت ساعة خفيفة الظل ومضحكة، خرج منها الجمهور سعيداً، فكل الناس كانوا ينتظرون مشاهدة عمل جميل. "آخر سيكارة" عمل كوميدي درامي إجتماعي، تناول قضايا جريئة نوعاً ما، حمل رسائل مهمة، منها الحياة الزوجية من دون جنس، الأفكار الخاطئة حول الرجولة، التنمر.. وجاءت المسرحية في الوقت المناسب، وإفتتحت الموسم.

عملنا على المسرحية لشهور قبل بدء العرض، مع الممثلين وسام صليبا ووليد عرقجي، ظهرت العلاقة المهنية وعلاقة الصداقة اللتان تجمعانا واضحتين على المسرح، ما انعكس إيجاباً على ردود فعل الجمهور.

المسرح له نكهة خاصة ومختلفة، فهو يساعد محبي الفن على أن يسترجعوا شغفهم، ويستعيدوا قدراتهم، ولا يمكن أن أتوقف عن العمل في المسرح، يجب على كل ممثل أن يقدم كل عام مسرحية جديدة، فالمسرح هو بمثابة ورشة عمل، وصفقة كاملة للممثل لإستعادة كل ما يجب أن يستعيده من قدرات.

يعتبر الممثل والكاتب جورج خباز، أن عليه أن يوقف العمل على مسرحه، حتى تحل بعض الأزمات في لبنان، فالمسرح برأيه لا يجب أن يكون للأغنياء فقط، ما تعليقك؟

مسرح جورج خباز هو حالة خاصة بـ جورج نفسه، وهو يعلم كيف يتعامل معه، وهو يريد أن يشاهده الجميع، وليس فقط الأغنياء، والفن لا يجب أن يكون لفئة معينة من الناس، بل للجميع، فرأي جورج بإيقاف مسرحه صائب، وهو يعي أن جمهوره كبير للغاية، ولن يرضى بأن يشاهده عدد قليل من محبيه.

أي دور جسدته هو الأقرب إليك، وأي ممثل تعتبره صديقاً؟

كل من أشارك معه بعمل يصبح صديقاً، الحياة جميلة جداً، وأحب أن أتعرف على الكثير من الأشخاص، وأن أتواصل معهم، ومن الممتع أن تجتمع بعد أعوام بنفس الأشخاص بعمل جديد، ومن أصدقائي أذكر بديع أبو شقرا، عمار شلق، رودني حداد، زينة مكي ونادين نسيب نجيم.

وبالنسبة إلى الدور الأقرب إلى قلبي، فكل عمل كانت له نكهته الخاصة، من "روبي" إلى "عشق النساء"، "لآخر نفس"، "ثواني"، وكذلك الأعمال التي قدمتها مع "شاهد"، وحتى أتمكن من الإستمرار، هناك دائماً عمل أفضل سأقدمه.

ما هي أعمالك المرتقبة، وبماذا تعد نفسك؟

من المفترض أن نبدأ العمل على مسرحية "الهوى"، أعد نفسي بأن أتحسن من الآن حتى العمل المقبل، وهذا يتوقف على السوق والإنتاج.