جميلة الصوت والصورة، أنيقة وراقية، تمايلت على المسرح، وشعرها الذهبي انساب على كتفيها، وصوتها شغل الحواس وحرك المشاعر، فأطربت الآذان وإحتلت القلوب.


إنها الفنانة اللبنانية سمية بعلبكي، التي أحيت أمسية طربية بعنوان "ليالي الأنس" على مسرح مونو، تندرج في إطار الليالي الرمضانية التي تقدّم خلال شهر رمضان المبارك. رافقت الفنانة بعلبكي فرقة موسيقية مصغّرة يطلق عليها التخت الشرقي، بقيادة المايسترو نبيه الخطيب. تنوعت الأغاني بين الطربي والكلاسيكي، منها للموسيقار محمد عبد الوهاب ولكوكب الشرق أم كلثوم وللفنانة أسمهان، بالإضافة الى القدود الحلبية.
وصفت بعلبكي السهرة الطربية بـ"سهرة أنس وفرح"، وذكرت أنها سوف تغني من دون "سنّيدة" قاصدة الكورس، وطلبت من الجمهور أن يحل مكان "السنّيدة"، وكلما سمعتهم يغنون معها، كانت تطلب من الفرقة التمهل كي تفسح في المجال لسماع الناس يغنون.
غصت الصالة بجمهور من كل الفئات العمرية، وكان تفاعلهم مع غناء سمية كبيراً ومميزاً، وتعطشهم إلى الأغاني الطربية والكلاسيكية كان واضحاً. تضمنت السهرة مقطوعات موسيقية منفردة رائعة لأعضاء من الفرقة، على كل من آلتي القانون والكمان.
غنت سمية بعلبكي: "يا عاشقة الورد" للفنان زكي ناصيف، "ليالي الأنس في فيينا" للفنانة أسمهان، "أوعدك" للمطربة أم كلثوم، "يا بو ضحكة جنان" للموسيقار فريد الأطرش، "حب إيه" للمطربة أم كلثوم، "إبعت لي جواب" للمطرب صباح فخري، "كل دا كان ليه" للموسيقار محمد عبد الوهاب، "أنا في إنتظارك" للمطربة أم كلثوم، "جفنه علم الغزل" للموسيقار محمد عبد الوهاب.
في ختام السهرة، وقف الجمهور وصفّق مطولاً، وفجأة عادت سمية بعلبكي إلى المسرح وغنت "زوروني كل سنة مرة"، قبل أن تحيّي الجمهور مرة أخيرة وتغيب عن المسرح.
كانت ليلة من العمر، أطربتنا خلالها سمية بعلبكي بصوتها الرائع وإحساسها العالي، وأكدت لنا مجدداً أنها فنانة مجبولة بالأصالة.