نجاح كبير حققه مسلسل "بالطو"، منذ بدء عرض حلقاته الأولى عبر إحدى المنصات الالكترونية، على الرغم من تعرضه لانتقادات لاذعة وشديدة مع بداية عرضه. وفي حوار لموقع "الفن"، كشف المؤلف أحمد عاطف فياض، تفاصيل تحضيره للعمل واختيار الأبطال، والإعتماد على التجربة الشبابية، بالاضافة إلى تعامله مع الانتقادات التي وجهت للعمل، فضلاً عن القضايا التي سلط الضوء عليها، وعن اعتماده على كوميديا الموقف والابتعاد عن الافيهات، وعن مصير الجزء الثاني وتفاصيل أكثر في الحوار الآتي.

بداية.. هل توقعت ردود الأفعال ونجاح المسلسل بهذا القدر؟

لا، لم أكن أتوقع تلك الحفاوة الكبيرة للمسلسل، وخصوصاً أنه قد تعرض لبعض الهجوم مع عرض أولى حلقاته، ولكن الجمهور تفاعل مع العمل بتتابع حلقاته، وكانت سعادة كبيرة بالنسبة لي، على كل المستويات سواء على مستوى النقاد أو على مستوى الجمهور.

وما سبب الهجوم على المسلسل؟

لا أعلم، تفاجأت ببعض التعليقات السلبية، ووصل الأمر إلى قبّة البرلمان المصري، إذ قدَّم عضو البرلمان المصري عن دائرة دسوق وفوه ومطوبس محمد سعد الصمودي، بياناً عاجلاً يطالب فيه بالتدخُّل لوقف عرض المسلسل الذي يسيء لأهالي القرية، ولكن أحداث العمل تدور في قرية خيالية وهمية تسمى "طرشوخ الليف" وأي أحداث داخل المسلسل لا تمت بصلة لمركز مطوبس التابع لمحافظة كفر الشيخ، وقد نسبنا القرية لمركز مطوبس لأنه من أشهر مراكز المحافظة، وأعتقد أنَّ كل من شاهد المسلسل تأكَّد بنفسه أنه لا توجد إساءة لا لمطوبس أو لا للريف.

وما أبرز القضايا التي قدمتها في العمل؟

المسلسل يُناقش قضية تكليف الأطباء الشباب بمهام إدارية أكبر منهم في بداية عملهم، إذ غالباً ما يشكو العديد من الأطباء حديثي التخرُّج بتكليفهم بعمل بعيد عن أماكن سكنهم مما يشكّل عبئاً إضافيّاً عليهم، فالدراما ليست مطالبة بتقديم صورة مطابقة للواقع، ولكن الدراما مطالبة بالإحساس بالواقع لتكون قريبة من الناس، وليس شرطاً أن تكون متطابقة 100 % ولكن على الأقل أن لا يشعر الناس أنها بعيدة عنهم تماماً، أو أن صناع العمل يعيشون في برج عاجيّ بعيد عن الناس والمجتمع.

المسلسل تم تحويله من رواية "بالطو وفانلة وتاب".. لماذا؟

لرغبتي في تقديم القصّة بطريقة أفضل من الكتاب، وسرد قصص لا أستطيع سردها فيه، وأردت تطويره بشكل جديد وتناول مختلف الجوانب، إلى جانب حماس المنصة للعمل وجديتها الشديدة التي شجعتني، وكان كل ذلك حافزًا كبيرًا لي.

وكيف تم اختيار اسم "طرشوخ الليف"؟

هو اسم وهمي، لذلك تعجبت من الهجوم عليه، ولقد جمعتني ورشة عمل مع المخرج عمر المهندس للتفكير في اسم للمسلسل، واختيار اسم المكان الذي تتواجد به الوحدة الصحية وانطلاق الأحداث، إلى أن اقترح عمر اسم "الليف" واقترحت أنا اسم "طرشوخ"، ثم جمعنا الإسمين معًا، وكان الهدف هو البحث عن اسم حقيقي وليس مجازًا، وتعجبت من بحث الجمهور عن مكان تلك القرية، من شدة واقعية اسمها، ولم نكن نرغب في الاستهزاء بأي مكان، وتم ربطها بمحافظة واقعية حتى لا يكون العمل خيالياً لهذه الدرجة أو يصل لحد الخيال العلمي، ولكنها قرية وهمية.

وماذا عن أوجه التشابه بينك وبين شخصية بطل العمل؟

توجد العديد من الاختلافات بيني وبين "عاطف" بطل العمل، وليس تشابهاً، ومن أهمها أنني كنت مديراً للوحدة الصحية التي كان بها عدد أكبر من موظفي وحدة طرشوخ الليف، وهذه كانت مشكلة أكبر لي.

ليس من السهل تقديم عمل كوميدي لأول مرة وتحقق ذلك النجاح الكبير.. فما السر؟

السر في الحقيقة والصدق، فأغلب مشاهد المسلسل عن مواقف حقيقية وأغلبها كوميدية، والتي كانت تواجهني أثناء عملي مثلاً "الوحدة الصحية هذه كانت في الغربية، وعندما استلمت العمل في الوحدة في أول نبطشية كنت قاعد السينيور الدكتور الذي كان يدربني، وأثناء شرحه وتعليمه لي أتتنا حالة شخص شكله "بلطجي" ومعه صديقه، وكان هذا الشخص يقول أنه وقع ويريد أن يقوم بتصوير نفسه بالأشعة، طبعاً استقبلته، وأكيد لن أقول له لا تقم بتصوير الأشعة".

وما سبب اختيارك لكوميديا الموقف بدلاً من الافيهات وهي الأضمن للضحك؟

لا أحب تجربة الافيهات، وخاصة أنه من الصعب توظيفها في المكان الصحيح للعمل وتكون نتيجتها عكسية وقد ينفر الجمهور من العمل، فالكوميديا ليست سهلة مثلما ذكرت، والأهم لها أن يكون الممثل على طبيعته من دون تصنع حتى يندمج الجمهور معه، وهذا يعتمد على كوميديا الموقف التي يكون لها مبرر منطقي داخل الأحداث.

وكيف كانت كواليس التصوير؟

كانت تسيطر عليها الكوميديا، وبعض المشاهد استدعت وجود طبيب في التصوير لبعض التفاصيل، فكنت أتواجد بنفسي، ولقد استمتعت لأنها المرة الأولى في حياتي التي أحضر فيها التصوير.

وما سبب اعتمادك على الشباب بشكل كامل في العمل؟

لأنه لا بد من إعطاء فرصة للشباب سواء من المخرجين أو المؤلفين أو الممثلين، خاصة أن هناك موهوبين يتمتعون بشغفٍ وحماسٍ في إثبات ذاتهم، وهذا ما يمكن أن يعوِّض عنصر الخبرة، بالإضافة إلى أنَّ نجاح الشباب في أي مجال يعطي أملاً كبيراً للآخرين للنجاح.

البعض يتساءل عن الجزء الثاني من العمل.. فما مصيره؟

لم يتم حسم ذلك الأمر.

إذا كانت هناك نية لتقديم جزء ثانٍ، فلماذا تم تقديم العمل في 10 حلقات فقط؟

لأنني لا أرغب في إطالة الأحداث أو التسبب للمشاهد بالشعور بالملل، وخاصة أنها التجربة الدرامية الاولى لجميع المشاركين في العمل.

هل سيكون عملك المقبل عن حياتك الشخصية أيضًا؟

لا، لأني أريد تقديم العديد من الأعمال المختلفة، وخارج نطاق حياتي، وألا أكلل أعمالي بالدراما من أجل توثيق حياتي الشخصية ورحلتي في مجال الطب.