"بضاعة ناعمة"، مسرحية لبنانية جديدة من كتابة الممثل والكاتب المسرحي رالف س. معتوق الذي يشارك بالتمثيل فيها، إلى جانب الممثلة القديرة سمارة نهرا، والممثلة الجميلة فرح البيطار، إخراج مازن سعد الدين، وتعرض المسرحية على خشبة "مسرح بيريت" في الجامعة اليسوعية في بيروت.
مسرحية "بضاعة ناعمة"، تلخص قضايا جدلية في المجتمع، 3 قضايا تتمحور حول 3 شخصيات مستوحاة من المجتمعات العربية والعالمية، وتتلخص الأحداث بغموض تام، وسط فضول هذه الشخصيات لمعرفة ماضيها ومستقبلها.
القصة حبكت بإتقان، بين ثلاث شخصيات، يجمعها مكان غامض، وبسبب "البضاعة الناعمة"، تشتعل بينها أوراق الماضي، ويتم الكشف عن العديد من الأمور الغامضة، بعد سقوط الأقنعة عن الوجوه.
ونقل رالف س. معتوق من خلال نصه، الواقع الحقيقي للمجتمع، ولم يشهد المسرح اللبناني في وقت سابق، تركيزاً على هذه القضايا بهذا الشكل، وتسليطاً للضوء على المشاعر الحقيقية لهذه النماذج المختلفة، وبعفويتها سمارة نهرا، جسدت شخصيتها بإحتراف كبير، ومزجت بين الكوميديا والتراجيديا، وبإبداعها فرح بيطار، استطاعت أن توصل وجع "سلمى" بإتقان.
موقع "الفن" تواجد في العرض الأول للمسرحية، وكان لنا حديث خاص مع الممثل والكاتب رالف س. معتوق، والممثلتين سمارة نهرا وفرح بيطار.

سمارة نهرا

أخبرينا أكثر عن دوركِ في المسرحية، وعن كواليس عملكِ مع الممثل والكاتب رالف س. معتوق والممثلة فرح بيطار.

المسرحية تتحدث عن 3 نماذج من البشر، كل نموذج له قصته وحياته، دوري في العمل امرأة شعبية، عندما كانت طفلة، كانت عاملة نظافة في البيوت.
رالف وفرح والمخرج مازن وأنا، لا تعرف من المخرج بيننا أو الكاتب أو حتى الممثل حتى، كلنا كتبنا، وتشاركنا العمل بكل شيء، وبكلمة نهائية حسم الكاتب بنصه، والتعاطي في ما بيننا رائع جداً.

ما سبب تمنّعكِ عن الكشف عن نهاية المسرحية للحضور قبل أن يشاهدوها؟

تابعت مرة فيلماً أميركياً، تقول إحدى الشخصيات لشخصية أخرى "لماذا الحياة فيها الكثير من المفاجآت؟"، فكان جواب الشخصية الثانية "عندما نريد أن نعرف ماذا تخبئ لنا الحياة فلماذا نعيشها؟" أترك المفاجآت للجمهور لمتابعة المسرحية، ونتمنى أن تنال إعجابهم.

رالف س. معتوق

أخبرنا أكثر عن المسرحية، وعن دورك فيها، وإلى متى سيستمر عرضها؟

"بضاعة ناعمة" تحمل 3 مواضيع حساسة لـ 3 شخصيات، تمثل الكثير من النماذج في المجتمع العربي والعالمي، نتعرف على قصة هؤلاء الأشخاص، وعلى ماضيهم المليء بالذكريات الجميلة والبشعة، إذ يقررون للمرة الأولى، أن يتحدثوا مع بعضهم البعض، ويفتحوا قلوبهم. الحديث يدور في مكان تم حجزهم به، ويقولون إنهم منذ زمن طويل كانوا في هذا المكان، ولكن لأول مرة يدور بينهم حديث.
أجسد في المسرحية شخصية من الشخصيات الثلاث، إسمي "غدي"، أجسد دور "القاسي"، سمارة تجسد دور "نجاح"، وفرح تجسد دور "سلمى".
يستمر عرض المسرحية لغاية 1 نيسان المقبل، لحجز التذاكر مكتبة أنطوان، أو الإتصال على رقم الهاتف "03596086"، سعر البطاقة 10$.

كيف تم اختيارك لسمارة نهرا وفرح بيطار لتشاركا في المسرحية؟

عندما بدأت كتابة النص، كانت شخصية الممثلة سمارة نهرا وشخصية الممثلة فرح بيطار برأسي، لأنني عملت معهما سابقاً، وهاتان الشخصيتان تليق بهما من ناحية قدرتهما على تجسيد الدور، سمارة نهرا بإسمها تقوّي العمل المسرحي بتاريخها الفني وعفويتها وذكائها، وفرح وأنا تشاركنا تصوير مسلسل "غربة" لأربعة أشهر، وكان التعاطي بيننا رائعاً، وهي رائعة إنسانياً وفنياً، وملامح النجم لا تعنيني، بقدر ما تعني لي أخلاقه وإنسانيته.

هل فكرة المسرحية مستوحاة من عمل آخر؟

هذه المسرحية الثالثة التي أكتبها، وهي فكرتي، ولم أستوحِ من أي عمل آخر، والمواضيع الثلاثة في "بضاعة ناعمة"، من الممكن أن نصادفها يومياً في المجتمع، وطرحت هذا النموذج بإطار غريب وجديد لأخبر قصصهم.

ما الهدف من قصة المسرحية؟

المسرحية تشبه كل فئات المجتمع اللبناني والمجتمعين العربي والعالمي، لأن المشاكل التي تطرحها موجودة في كافة المجتمعات، والهدف من هذا العمل هو تسليط الضوء على نماذج في المجتمع، نتجاهل الحديث عنها، ولا نتوقف عندها.

فرح بيطار

أخبرينا أكثر عن مسيرتكِ التمثيلية وعودتكِ إلى المسرح.

درست إخراج وتمثيل في الجامعة اللبنانية الأميركية، وتخرجت عام 2011، بدأت العمل في المسرح مع لينا خوري، لينا أبيض، ناجي صوراتي، وهم كانوا أساتذتي في الجامعة، وعملت في المسرح الإرتجالي لأربع سنوات، وبعدها عملت في التلفزيون ببرنامج "إربت تنحل"، وبدأت أدخل إطار الكوميديا، ولكن هذا ليس هدفي، لذلك قررت أن أتوقف عن التصوير في "إربت تنحل"، وبعدها تواصلت مع كافة شركات الإنتاج، أذكر منها مروى غروب، إيغل فيلمز والصباح إخوان، وأول منتج عملت معه في دور صغير جداً هو مروان حداد، في مسلسل "وين كنتي"، جسدت دور صديقة طوني عيسى، ثم شاركت بفيلم "فيتامين" بدور إسعاف، وبعدها عملت مع إيغل فيلمز في مسلسلَي "تانغو" و"ثورة الفلاحين"، أما في مسلسل "غربة" فكان دوري دور بطولة، وعودتي اليوم إلى المسرح هي من أجمل الهدايا التي تلقيتها، فأنا أحب المسرح بشغف.

هل خفتِ بعد مسلسل "غربة" من أن تحصلي على دور أقل قيمة من دورِك فيه؟

ليس ضرورياً أن يكون دور بطولة في أي عرض أتلقاه، ولكن بعد "غربة" أصبحت أفكر بالأدوار أكثر، وأقرأ كافة العروض قبل الموافقة عليها، لأنه لا يمكن بعد تقديمي دوري في "غربة" أن أعود إلى الوراء وإلى نقطة البداية.

كيف تلقيتِ العرضِ للمشاركة في مسرحية "بضاعة ناعمة"؟

أنا لست فقط سعيدة جداً، بل أشعر وكأنني طفل صغير حصل على لعبته المفضلة، فبعد 10 سنوات من الغياب عن المسرح، أنا متحمسة جداً لأقف أمام الجمهور وأقدم هذا العرض. تابعت عدداً من المسرحيات، وعندما كنت أصفق للممثلين خلال وجودي بين الحضور، كنت أقول في نفسي "يا ليتني مكانهم". كنت مشتاقة كثيراً للعمل على المسرح، وعندما إتصل بي رالف قلت له بلهفة كبيرة: "أريد أن أعرف ما هو النص، ولكني أريد أن أعطيك الموافقة".