أيام قليلة تفصلنا عن بدء موسم الدراما الرمضانية، ونلاحظ هذا العام وفرة في المسلسلات الصعيدية التي تستحوذ على حصة الأسد في الدراما المصرية.


هذه ليست السنة الأولى التي يشهد فيها الموسم الرمضاني مسلسلات صعيدية، فهي تعتبر من أبرز أنواع الدراما التي تقدم عبر التلفزيون، فعلى سبيل المثال في موسم رمضان 2022، مسلسل "جزيرة غمام" الذي قام ببطولته الممثلان طارق لطفي ومي عز الدين وغيرهما من الممثلين، حقق نجاحاً فاق التوقعات، وحصل على جائزة أفضل عمل درامي في مهرجان القاهرة للدراما، وكذلك كُرم أبطاله من قبل المركز الكاثوليكي للسينما في مصر.
أما هذا العام، وبحسب ما يظهر من المنشورات الترويجية لمسلسلات رمضان، نرى بعض الممثلات يخرجنَ عن الإطار الفني الذي اشتهرنَ فيه، منهنَ نيللي كريم، التي تخوض للمرة الأولى في مسيرتها، الدراما الصعيدية بمسلسل "عملة نادرة"، إلى جانب الممثل السوري جمال سليمان والممثل المصري هشام عاشور وغيرهما، وتظهر نيللي كريم بالزي الصعيدي، وراحت تتعلم اللهجة الصعيدية على يد أستاذ متخصص بهذه اللهجة.
كذلك ظهرت منى زكي بالحجاب في البوستر الترويجي لمسلسلها "تحت الوصاية"، بدور أرملة تكافح من أجل تربية أولادها.
أما محمد رمضان، فننتظره في مسلسل "جعفرالعمدة" (مع الإشارة إلى أنه ليس أول مسلسل صعيدي له)، إلى جانب الممثلين زينة ومنة فضالي ومي كساب وبيومي فؤاد، وتدور أحداث العمل حول جعفر العمدة، الذي يتزوج من أربع سيدات، وتحصل العديد من المواقف.
روجينا تجسد دورها في مسلسل "ستهم"، الذي يسلط الضوء على 4 سيدات مكافحات، ينتمينَ إلى بيئة اجتماعية عادية تشبه المجتمع المصري الحقيقي، ما جعلها ترتدي الحجاب في المسلسل.
أما السؤال الذي يطرح نفسه فهو: "هل يستمر المنتجون بإنتاج المسلسلات الصعيدية، لأن الصعيد المصري هو من أكثر المناطق المكتظة بالسكان، إذ يحتوي على ما يقارب 36 مليون نسمة، ما يضمن لهذه المسلسلات نسب مشاهدة عالية، ويضعها في مصاف الأعمال الأولى في موسم رمضان، أو لتسليط الضوء على حياة الصعيديين وعاداتهم، أم لأن هناك حنيناً حقيقياً إلى هذا النوع من المواضيع، الذي يرتبط بالهوية الأصلية لسكان هذه المناطق، فيحاول المنتجون العزف على مشاعر الانتماء والعودة إلى الجذور في عالم العولمة، الذي تتفكك فيه الحدود المعترف بها بين الدول، وتختلط فيه الهويات ببعضها البعض؟
إشارة إلى أن القصص الرمضانية التي تلقي الضوء على المجتمع الصعيدي، بعضها ناجح جداً، ويبرز أخلاقيات المصري الصعيدي، والتي افتقدناها في المجتمع العصري.