هي مخرجة وممثلة وصاحبة العديد من المشاريع الفنية التي استطاعت أن تحصد جوائز عالمية باسم السينما السعودية، فهي الممثلة فاطمة البنوي، والتي شاركت مؤخراً في فيلم"الهامور ح.ع"، والذي يتم عرضه في دور العرض بالسعودية ومصر، محققًا المركز الثالث في حجم الإيرادات بالمملكة.
موقع "الفن" أجرى حواراً مع فاطمة البنوي، للتعرف على تفاصيل مشاركتها السينمائية الأخيرة ومشاريعها المقبلة.

يتحدث فيلم "الهامور ح.ع" عن أشهر عملية احتيال في تاريخ السعودية.. حدثينا عن العمل؟

هو فيلم تدور أحداثه في إطار من الدراما والكوميديا السوداء حول قصة حقيقية عن "هامور سوا"، وهي أشهر عملية احتيال في تاريخ السعودية بالفعل، والتي وقعت في بداية الألفية الثانية، عندما قام أحد رجال الأعمال بتشكيل شبكة من المحتالين لجمع الأموال من المساهمين وتوزيع أرباح خيالية وهمية، ليصل عدد ضحاياهم إلى أكثر من 40 ألف شخص بمبالغ قيمتها مليار و400 مليون ريال سعودي، وقد بدأ عرضه في دور العرض بالسعودية، وهو من إخراج عبد الإله القرشي، وكتابة هاني كعدور وعمر باهبري، ويشاركني في بطولته فهد القحطاني، خالد يسلم، إسماعيل الحسن، خيرية أبو لبن وحسام الحارثي.

دائمًا ما تقدمين أعمال سواء كمخرجة أو ممثلة لها تحتوي على قضية هامة.. كيف تستطعين تحقيق معادلة الجماهيرية مع محتوى هادف؟

أحاول دائمًا أن اختار مواضيع تلمسني بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وأشعر بالفضول تجاه بعض القضايا، لأنها أحيانًا تكون غريبة أو جديدة عليّ ولم أمر بها، والجمهور يحب الأشياء العبثية ولا تجذبه القضايا المهمة بقدر الفيلم الأكشن أو الرومانسي التقليدي، ولدي وعي بهذا الشيء، وأحرص على مزج المتعة والقضية، ولذلك اتجهت مؤخرًا إلى الكتابة لأن جميع النصوص التي أقرأها تركز على شيء واحد إما القضية وإما التسلية، ولا يوجد المزيج بينهما، وأنا أحاول خلق هذا المزيج في أعمالي الفنية.

فاطمة البنوي مخرجة وممثلة.. كيف تواجهين الصراع الداخلي بين نظرة المخرج ونظرة الممثل بداخلك؟

بالطبع يحدث بداخلي صراع، ولكني أحاول أن أضع نفسي في مكان المخرج الذي أتعامل معه وأحترم رؤيته، لأن رؤية المخرج تخلق في فترة طويلة وسنوات، وفي المجتمع أجسد أدوارا مختلفة من بينها دور الصديقة، الأخت، البنت، الزميلة، وليس كل دور يمنحني نفس الحرية، وتعدد الأدوار أو القبعات هو مدخلي في السينما.

مع ما حصلت عليه المرأة السعودية من امتيازات خلال الفترة الماضية.. ما الذي ترين أنه ينقصها؟

لا ينقص المرأة أيّ شي سوى أن تتحرّر من بعض القوالب التي وضعت فيها، تربّت ونشأت عليها. ربّما تتغيّر بعض الأمور في يوم وليلة، لكنّ النفوس تحتاج إلى سنين لإعادة صياغة نفسها، وإعادة استكشافها. حرمت نساء عدّة من معرفة أمور متعلّقة بذواتهنّ، لأنهنّ وضعن في هذه القوالب. اليوم، قد تجدين امرأة ناضجة في السنّ، تعيش أحلامها التي لم تعشها في شبابها. وهذا شيء مفرح، ويعيدني إلى السؤال، إلى أين؟ ولمَ السرعة؟ ففي أيّ عمر كنّا، علينا أن نعيش اللّحظة.

قدمت كتاب "قصة أخيرة" عام 2015.. لماذا أقدمتِ على هذه الخطوة؟

الفكرة جاءت عام 2015 من شوارع مدينة جدة بجمع قصص من الجمهور عن قضايا تشغل تفكيرهم، وكانت جدة في ذلك الوقت مختلفة تماماً عن جدة الحالية التي نراها تستضيف فعاليات عالمية، منها مهرجان البحر الأحمر السينمائي، فلم يكن هناك انفتاح مثلما نشاهد الآن، فكانت فكرة جمع القصص صعبة، وكان الجمهور يشارك فيها باستحياء وتخوف، مما جعلني أزور مقاهي ومهرجانات وبازارات وشوارع لا أعرفها لكي أقابل أبطالها.

شاركتِ في الإخراج والتمثيل والكتابة وجميعها لمواضيع اجتماعية مهمة .. هل يمكن أن نراكِ سياسية قريباً؟

من الجائز جدًا أن يحدث هذا، فأنا من برج الميزان، وأنا دبلوماسيّة جدّاً. أدرس كلماتي جيّداً وأراعي أحاسيس من أحدّث. أوّل وظيفة عرضت عليّ بعد انتهاء دراستي، كانت في هذا المجال.