أكتب في هذا القسم بعض الأبيات والخواطر الشعرية، والقصائد والقصص المستخلصة من الواقع، كما بإمكانكم مشاركتنا بمختلف كتاباتكم، لنشرها عبر موقع "الفن"، وذلك من خلال التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني akhbar@elnashrafan.com

لم أبكِ حين غادرتني، لم أحزن حين فارقتني، ولم تدمع عيني حين هجرتني.. لكنني بكيت عندما اتصلت بها ليلا ولم تجبني.. بكيت في الصباح حين استيقظت وحملت هاتفي كي أرسل لها الخير في صباحهاK ونسيت أنها الليلة الفائتة لم تجب على اتصالي.. دمعت عيني حين ناديتها من قلبي ولم أجدها.. وراح شريط الذكريات يدور في رأسي ويتجول في مخيلتي، أغلقت باب غرفتي واتخذت من مكتبي مجلسًا، عانقت أقلامي وحضنت أوراقي لـ ألملم بعضاً من جروحي وأتخذ قسطاً من الراحة، عندها بكيت، عندما حاصرتني الذكريات بين السطور وتلخبطت مشاعري وهاجمتني أقلامي وسبّتني أوراقي، هنا لم أستطع قول أي كلمة إلا "أنا تائه"، كلماتي تحاربني والسطور تدمرني وأقلامي تخونني.. هنا اللحظة الموجعة كانت عندما خانني القلم الذي في يدي، ولم يكتب إلا كلمات الحب والحزن.. حرف الـ "أ" كان أول خائن لي!! عندما كتب قلمي "أحبك"، "أشتاقك"، "أحن إليك"، "أفتقدك"، "أريدك"، "أعشقك"، "أنت، أنا"، هذا كل ما خلّدته كلماتي.. حينها بكيت..
حزنت كثيراً وأدمعت عيناي حينما تجاهل رفاقي سؤالهم عنك وعني، عن حبنا وقصتنا الجميلة، وبات السؤال "هل أنت بخير؟"، بكيت عندما شعرت بالفراغ الكبير الذي تركتيه في حياتي..
واليوم انقلبت الآية.. الفرح بات يحزنني! اليوم عندما أفرح لا أجد أحداً أشاركه فرحي فأبكي! بات كل شيء مبكياً يا حبيبتي.. لا أجد من يواسيني في ضعفي فأبكي.. لا أجد من يفهم كلماتي فأبكي.. لا أجد من يسرق من وقتي للإطمئنان على صحتي فأبكي.. لا أجد من أشاركه بعضاً من وقتي فأبكي.. أتصدقين أنني بكيت على حنان أمي؟ لم أعتد على حنيتها لهذا الحد.. ما السبب؟ السبب هو خذلانك أنت وقسوتك عليّ في ضعفي.. السبب هو قلب أمي الذي شعر بوجعي.. قلب أمي الذي قدّر كمية الإهتمام التي أحتاجها!
وبنهاية المطاف.. أبكي على قلبي الذي أحَبَّكِ.. أبكي على روحي التي سلّمت نفسها لك من دون تردد.. أبكي على أحلامي التي دمرتِها أنت بهجرانك.. أبكي لأنكِ لم تعودي "أنت" كما "كنت" .. لكنني لا زلت "أنا" كما "أنا" .. لا زلت أنا الذي أحبك، وأنا الذي أهواك، وأنا الذي أفتقدك، وأنا الذي أحزن على فراقك وأنا الذي أحتاجك بالقرب مني، وأنا الذي حاربت نفسي وقدري وحياتي.. أنا الذي دمرت نفسي، ولم أرغب بأن أكون غير " أنا " !! إن أحببت نفسي يوماً فلا بأس.. وهذا لأنني أحب أنا.. وأنت أنا.. أنت نفسي وكل ما فيها.
بكيت يا حبيبتي عندما فتحت باب غرفتي ووجدت صورك تملأ الجدران.. لكن عندما فتحت باب قلبي لم أجدك بتاتاً.. لا الصور هنا، ولا أنت هنا.. بكيت كثيراً.. لكن اطمئني يا ملاكي، ستجف دموعي يوماً.. أنا أعلم أنك بخير.. ولكن أخبريني، هل ضميرك بخير؟