نيكولا مزهر، ممثل لبناني برع في العديد من المسلسلات، ابتعد قليلاً في الفترة السابقة عن مجال التمثيل، إلا أنه عاد بقوّة من خلال مسلسل "دهب"، الذي يعرض حالياً، ما يدل على شغفه الكبير في التمثيل.

نذكر من المسلسلات التي شارك فيها "آخر الليل، ثواني، ثورة الفلاحين، جوليا، جريمة شغف، إتهام، أبرياء ولكن".

موقع "الفن" أجرى مقابلة شيّقة مع نيكولا مزهر، تحدثنا فيها عن مواضيع عديدة.

ما هي أصداء مسلسل "دهب" التي تلقيتها؟

الأصداء أكثر من رائعة، وتفاجأت كثيراً بعدد الاشتراكات في منصة "شاهد" من قبل الجمهور في لبنان، لم يكن لدي تصوّر أنه بهذا الحجم. كل أسبوع ستعرض حلقة من المسلسل، والحمد لله الدور الذي أجسده في هذا العمل، هو شخصية مركبة وجميلة، فيها أداء تمثيلي ليس سهلاً، وأنا أختار الأدوار التي فيها صعوبة، وأنتظر المزيد من آراء الجمهور وأهل الصحافة.

ماذا غيرت فترة الإستراحة من التمثيل في إختياراتك؟ هل هناك أمر قررت ألا تقوم به مجدداً؟

تلك الفترة جاءت مع عدة ضغوطات نفسية وإقتصادية، وصحية، أي بعد إنتشار فيروس كورونا والأزمات التي مرت علينا، ونحن بشر نتأثر بالأزمات، ففضّلت أن أبتعد قليلاً، إلى أن تهدأ الاوضاع، فاليوم عندما تريد أن تمثّل، ستكون تعمل بأصعب مهنة في العالم، إذ يجب أن تكون مرتاحاً نفسياً، كي تقدر أن تدخل في الشخصية، وتلك الإستراحة كانت لإعادة النظر بأول مرحلة من هذه المهنة، إذ عملت على جسمي واللوك، وكان يجب عليّ أن أهتم بهما، لأنه عندما تبدأ العمل في مسلسل، يجب أن تلتزم بشكل وجهك وشكل جسمك، لأنه يكون هناك مشاهد مترابطة ببعضها البعض، وكل مشهد يكون تصويره في وقت محدد. أما بالنسبة للأمر الذي قررت ألا أقوم به مجدداً، فهو الحروب العبثية، وأن لا أنتقد أحداً بشكل حاد، والخلافات لا تؤدي إلى شيء، كنت في فترة أعاتب أشخاصاً أحزن بسببهم أو ألومهم، حالياً لست حزيناً بسبب أحد، ولن أحزن، وأجد دائماً تبريرات للأشخاص الذين أتعامل معهم، فلن أعود إلى فترة المناوشات، لن أسميها خلافات لأنه لم يكن لدي خلافات.

أعلنت مؤخراً خطوبتك (ألف مبروك)، كيف تعرفت على خطيبتك، وماذا عن موعد الزفاف؟

تعرفنا على بعضنا البعض من خلال أصدقاء مشتركين، أما عن موعد الزفاف، فهو حسب ظروف البلد والظروف الإقتصادية، نحن نعمل على الموضوع.

ما هي الرسالة التي تريد إيصالها إلى المنتجين اللبنانيين؟

أقول لكل المنتجين اللبنانيين "الله يعطيكم ألف عافية"، فهم إستطاعوا أن يستمروا في ظل هذه الظروف الصعبة، وهناك عائلات تعمل بسببهم، وسوق الدراما في لبنان أصلاً صغير، فكيف الحال بعد الأزمة الإقتصادية؟ كلنا نعلم أن المسلسل يُباع لقناة تلفزيونية، وهي تدفع ثمنه من خلال الإعلانات، والمعلنون لم يُعلنوا لأننا أساساً في أزمة.

قلت سابقاً إن الممثل اللبناني لا يأخذ حقه في الأعمال الدرامية المشتركة، هل لا زلت على رأيك هذا؟

الأمر تغيّر الآن، إذ نرى فرصاً كبيرة جداً تُعطى للممثلين والممثلات اللبنانيين، بأهم الإنتاجات اللبنانية والعربية، وهذا الأمر يُكبّر القلب.

رأينا الممثلين بديع أبو شقرا في "ستيلتو"، ونيقولا معوض في "الثمن" وباسم مغنية في "للموت"، ما رأيك بمساحة دور الممثل اللبناني في المسلسلات المشتركة؟ مع العلم أن هذه الأسماء برزت بقوة في هذه الأعمال.

مشاركة الممثلين والممثلات اللبنانيات في الأعمال المشتركة مهمة جداً، ومساحة الدور أيضاً مهمة، أنا أشاهد "الثمن"، وهو مسلسل جميل جداً، نيقولا معوض صديق أحبه كثيراً، منذ زمن لم ألتقِ به، وهو يقدّم أداءً رائعاً، بديع أيضاً أحبه، لكني لم أشاهد "ستيليتو" بعد، باسم في "للموت" قدّم دوراً من أهم الأدوار، ومسلسل "للموت" هو عمل متكامل، ورفع سقف الدرما المحلية والعربية، فالممثل اللبناني لا تنقصه سوى الفرص، وطبعاً نحن نكتسب خبرات من ممثلين سوريين وممثلين مصريين، الذين لديهم أداء رائع جداً، ولم يعد باستطاعتنا أن نفرّق ونقول ممثل لبناني وممثل سوري، فهذا الكلام مُعيب، مع العلم أنني استخدمت هذا التعبير بفترة من الفترات، ولكن مع إعادة التفكير جدياً، نحن جميعاً بشر، وأبناء هذه الأرض، وكل ممثل نحب فيه شيئاً، نحب أداءه، أو نحبه بدور معين، والأهم أن نقدم دراما جميلة للمشاهدين، كي ننسيهم همومهم.. أشكركم.