مئات الحسابات والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وخلفها محللون جيولوجيون ظهروا بلا شهادات أو خبرات، فجأة الى جانب عدد من أصحاب التوقعات والآراء غير المبنية على العلم، بالاضافة الى وسائل أعلام لعبوا دوراً في زعزعة ما تبقى من استقرار نفسي عند الناس في لبنان وبل في دول عربية اخرى تأثرت بالهزات الارضية بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا و"الانكى" ان هناك تأكيدات خرجت الى النور لتفيد أننا في لبنان والأردن وفلسطين سنشهد زلزالاً سيمحي وجودنا وطبعاً من دون براهين علمية خاصة أن التوقع بحدوث الزلازل قبل وقت أمر مستحيل بحسب ما أكد خبراء في اليابان والصين وأميركا وتركيا.


العالم الهولندي فرانك هوغربيتس أكد للبعض بالقول انا لست نبياً حتى أجزم وأن توقعه قبل حدوث زلزال تركيا كان مبنياً على دراسة فلكية تدور حول الكواكب والقمر، لكن البعض مع الاسف أصروا على استثمار الازمة وحققوا أرباحاً مالية من خلال توقعاتهم غير الحقيقية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وحتى أن كثر قاموا ببث حي لخارطة الزلازل وأخذوا يحللون و يؤكدون ويحسمون مصير الارض مطالبين المتابعين بالدعم والمتابعة كي يحصدون المال من هذه الصفحات، والاغرب آراء بعض المختصين في موضوع الهزات الارضية والتي أدى بعضها الى نوم الناس داخل سياراتهم في الساحات العامة والحدائق بعيداً عن المنشأت، وكل هذه المسرحية حصلت أمام الجميع وفوق توترهم وأعصابهم وخوفهم من القادم المضاف اليه توابل التهويل و النفاق والتجارة في آن واحد .
الدولة لم تلاحق أي صفحة من هذه الصفحات لتسببها بترهيب سكان وطن بأكمله لان ( اللي فيها مكفيها ) والناس حتى هذه اللحظة أمام حالة من الاهتزاز النفسي بعد الاخبار الجديدة التي تحدثت عن تسونامي مدمر سيمحو لبنان عن بكرة أبيه، والسؤال من هو القادر على تطويق هذه الظاهرة المقلقة أكثر من الزلازل؟ ومن قادر على محاسبة لبنانيين ساهموا في تأجيج حالة الهلع بين أبناء بلدهم الغارقين أصلاً في أزمات لا حدود لها ؟ متى سيتحرك القضاء او الاجهزة الامنية للجم هؤلاء و المقصود تجار القلق والخوف؟ حتى فرانك هوغربيتس بحسب معلومات إعلامية استفاد من خلال حساب على أحد المواقع المعروفة من توقعاته وجنى ملايين الدولارات والمتابعين، لذا علينا الاستماع فقط لمصدر موثق في حال توفر والا ستبقى زمرة المستفيدين مسيطرة على واقع تزداد مرارته.